بدا المشهد الداخلي اللبناني امس على كثير من الترقّب لمحطتين بارزتين تحلان هذا الأسبوع وتحملان معها مواقف سياسية بارزة تتصل بالأزمات التي يرزح تحتها لبنان.وتبرز المحطة الاولى اليوم من خلال عطلة عيد القديس مارون شفيع الطائفة المارونية الذي تحييه الدولة مع الكنيسة المارونية تقليدياً، باعتبار ان رئيس الجمهورية اللبنانية ينتمي الى الطائفة المارونية من خلال التوزيع الطائفي التاريخي للرئاسات في لبنان.وتأتي المناسبة هذه السنة على وقع شغور منصب الرئاسة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ووسط انسداد كل أفق يشير الى امكان التوصل قريباً الى انتخاب رئيس جديد، وهو ما يضفي على المناسبة بعداً سياسياً كبيراً سيُترجم حتى على الصعيد الشكلي في الاحتفال التقليدي الذي يقام في كنيسة مار مارون في منطقة الجميزة في بيروت.اذ ان القداس الذي كان يتقدّمه كبار رجالات الدولة وأوّلهم رئيس الجمهورية سيفتقد هذه السنة الى هذا الحضور مع شغور منصب الرئيس وسيقتصر الحضور على الأرجح على رئيس الحكومة تمام سلام وممثل لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالاضافة الى الرئيسين السابقين للجمهورية ميشال سليمان وأمين الجميل ونواب ووزراء وشخصيات سياسية.كما ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيكون غائباً عن بكركي في هذه المناسبة لوجوده في الفاتيكان، حيث من المتوقّع ان يلتقي اليوم هناك مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، الذي سينقل اليه نتائج زيارته الأخيرة لبيروت في شأن ملف الانتخابات الرئاسية الذي تبذل فرنسا عبر جيرو جهوداً مستمرة من اجل السعي لانتخاب رئيس جديد.وبدا واضحاً من خلال المعطيات التي تركتها لقاءات جيرو مع السياسيين اللبنانيين ان مهمته تدور في حلقة مفرغة، ولكن لقاء البطريرك الراعي قبل ايام مع البابا فرانسيس في الفاتيكان التي يزورها جيرو اليوم أعادت تسليط الضوء على دور الفاتيكان في هذه الأزمة.اما المحطة الثانية البارزة، فستكون في عطلة نهاية الاسبوع وتحديداً السبت المقبل من خلال احياء الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.وسيقام مبدئياً الاحتفال التقليدي في مجمع البيال في بيروت، حيث يلقي الرئيس سعد الحريري كلمته في المناسبة بنقل مباشر عبر الشاشات من منزله في الرياض.ولم تتضح بعد كل التفاصيل المتعلقة بالاحتفال التي لا تزال قيد التحضيرات الجارية، ولكن ثمة انطباعات يمكن تلمّسها من الاوساط القريبة من المنظمين توحي بان كلمة الرئيس الحريري ستكون على جانب واسع من الأهمية في ظل مجموعة تطورات تواكب الذكرى العاشرة لاغتيال والده ومن أبرزها التقدم الكبير في جلسات المحاكمة الغيابية لخمسة متَهَمين من «حزب الله» التي تعقدها المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، والحوار الجاري بين تيار المستقبل وحزب الله في جولاته المستمرة والذي بدأ يعطي ثماره عبر خطوات عملية متدرجة وفق الهدف المحدد له بالتخفيف من الاحتقان السني - الشيعي، وكذلك رسم صورة للمستقبل اللبناني وسط أزمته الرئاسية الداخلية وتحديات الإرهاب الذي يواجهه.
خارجيات
الحريري يلقي كلمة من الرياض عبر الشاشة في ذكرى والده
عيد القدّيس مارون يحلّ في لبنان بغياب الرأس الماروني للدولة
05:38 ص