مشـــــهد حـــــزين ومـــــقزز شــــــاهــــــده العالــم بالأمس عبر الفضائيات وتابعه بشجب واستنكار كل أصحاب شبكات التواصل الاجتماعي عندما نشرت صور حرق الطيار الأردني الشهيد «معاذ الكساسبة» الذي أزهقت روحه وهو حي، وهو لا يستحق كل هذا الجزاء الإجرامي غير المبرر، وكان بالإمكان حل المسألة بطريقة سامية وديبلوماسية أفضل مما انتهت إليه تلك المسألة لإخراج الشهيد الكساسبة من المأزق الذي حل به وهو بريء منه.وأرى بأن المسألة أيضا أصبحت اليوم تتعلق في المقام الأول بقضية «التعريف الصحيح بالإسلام»، وهل كل ما يرتكب اليوم باسمه يعد صحيحاً أم مخالفاً لما جاء به؟ وما من شك أن اللجوء إلى الأعمال البربرية والوحشية باسم الدين لا تتفق مع القيم والمـــــبادئ الـــــتي ينــــشــــــدها الإســــــلام وهــــو بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب.وبعد هذه الحادثة الوحشية وغير الإنسانية فنحن لا نلوم الغرب وإعلامه الذي غالباً ما يتهجم علينا وعلى ديننا الإسلامي لأنه وجد ثغرة بين أبناء الإسلام ممن ينفذ مثل هذه الأعمال الوحشية التي لا تمت للإسلام بصلة ولا تتفق مع شرائعه السماوية، لأن أسير الحرب لا يجب أن يعامل بهذه المعاملة المشينة.فالتمثيل بالشخص سواء كان من المسلمين أو من غير المسلمين ليس من صفات الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ولا تمت للإسلام بصلة، كما ان نشر «ثقافة القتل بالسكاكين والسيوف» عبر وسائل الإعلام الحديثة تزيدنا جهلاً وتذكرنا بعهود القرون الوسطى، وتزيد من مضاعفة أحقاد الآخرين علينا كعرب ومسلمين.وبالامــــــس تحـــــدث طــــــالب صافي الكساسبة والــــد الطـــــيار معــــاذ الكساسبة، حيث طالب الحكومة الأردنية بالانتـــــــقام لابنه ودعا أيضا الأب الأردنيين إلى التحلي بالصبر في مواجهة كارثة حرق ابنه معاذ على أيدي داعش، مشيراً إلى أن هذا هو ديدن الشعب الأردني في التعامل مع الأحداث، مؤكداً أنه يشعر بألم كبير من جراء فقدان ابنه.ولا نملك في الختام إلا أن نسأل الله أن يحتسب معاذ عنده من الشهداء.كلمة أخيرة:عزاؤنا إلى والد ووالدة وأقارب الشهيد معاذ الكساسبة، وندعوهم وندعو جميع اشقائنا الأردنيين إلى التجلد والتحلي بالصبر. و«إنا لله وإنا اليه راجعون».كاتب وأكاديمي من قطرDr.alkuwari@hotmail.com
مقالات
معاذ الكساسبة لا يستحق كل هذه الوحشية
02:58 ص