احترت شخصياً في فقهاء التنظيم التكفيري «داعش»، فمنذ يومهم الأول وهم يقاضون الناس ويحاكمونهم بجهل شديد يدل على أن أئمتهم وكبراءهم الذين يستفتونهم في أمور شتى، وبالذات تلك التي تمس حياة الناس الخاصة، وهذه سمة أجدادهم من الخوارج القدماء عليهم جميعاً لعنة الله.ومن أحكام داعش التي تدل على جهلهم الشديد بالفقه، تطبيق حد السرقة وتقطيع أيدي الناس، في ضوء الحرب القائمة في سورية والفقر والجوع الشديد. ولعل الحكم الذي تعرض له الطيار الأردني معاذ الكساسبة رحمه الله واسكنه أعالي جناته، دليل آخر عظيم على الجهل الفقهي المدقع عند الدواعش، هذا الحديث «لا يعذب بالنار إلا رب النار» حديث رواه البخاري في كتاب الجهاد ورواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية، وقال لهم «إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار» ثم قال بعد ذلك «إني أمرتكم بإحراق فلان وفلان، والنار لا يعذب بها إلا رب النار، فإن وجدتموهما فاقتلوهما». هذا الحديث حديث عالي الصحة ورواه الكثير في العديد من كتب الحديث النبوي وعلى رأسها كتاب صحيح البخاري، ورغم ذلك لم يعترف ولم يرض ولم يأخذ فقهاء داعش بالحديث! وذهبوا يهرولون بكل وحشية وأضرموا النار في جسد إنسان مسلم بعدما وضعوه بقفص حديد، ثم تركوه يموت شيئاً فشيئا دون أدنى ذرة إيمان في قلوبهم فضلاً عن الرحمة والمروءة، وبينما يأمرنا شرعنا الحنيف بأن نحد شفرة السكين قبل ذبح الذبيحة كيّ تموت سريعاً ولا تتعرض للعذاب الطويل...يأتي الكفرة الدواعش يحرقون جسد رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله.جاء في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس». وهذا والله ما يفعله أئمة داعش التكفيريون في من يُطيعونهم ويسمعون لهم ويتبعونهم ويسيطرون عليهم.
مقالات
حسين الراوي / أبعاد السطور
«داعش» أئمة النار
04:28 م