بـ«وجوه مصرية» أصيلة، تستضيف قاعة «الباب» بمتحف الفن الحديث في القاهرة، معرض «حوارات الصمت» للفنان التشكيلي المصري مجدي الكفراوي.المعرض يضم 46 لوحة تتميز بالتعبير عن الروح المصرية الأصيلة من خلال مجموعة من البورتريهات التي لا تكتفي برصد مشاعر المرأة الخارجية، بل تدخل في أعماقها وتبرز أحلامها وآمالها وقلقها، ليس كما هو معتاد من خلال التعبير عن تلك المشاعر كالمعتاد من النظر لعيون بطلات اللوحات، ولكن عن طريق التباين في الألوان والمزج بين الباردة منها كالأزرق والبنفسجي والألوان الساخنة كالأحمر والأصفر والتعتيم التام على منطقة العيون، ليفسح مجالا للمشاهد كي يجري حوارا مع العمل، هذا الحوار الذي يفتقده المجتمع المصري منذ سنوات.وتتداخل في أعمال الكفراوي، أكثر من مدرسة فنية، ليخرج في النهاية بروح مميزة وبصمة خاصة به، ظلت واضحة في معارضه السابقة وتتجلى أكثر في معرضه الأخير، حيث نرى حضورا للتكعيب وللتجريد وللواقعية، مع حرص على توظيف ملامح الشخصيات النسائية.ومن الجوانب المميزة في معرض الكفراوي، حرصه على التعبير عن التنوع الثقافي الموجود في المجتمع المصري، من خلال تنوع شخصياته النسائية.فهناك المرأة النوبية والبدوية والفلاحة، وهناك أيضا المرأة التي تعبّر عن روح المدينة، ويجمع كل هؤلاء النساء مشتركات عديدة، منها ميراث الحضارة الفرعونية الموجود كرمز في معظم اللوحات، ومنها التساؤل الدائم والقوة والصلابة.فالمرأة المصرية طوال التاريخ كان لها دور أساسي في صناعة النهضة والحضارة المصرية.وعن المرأة وحضورها البارز في هذا المعرض، قال الكفراوي: «المرأة هي الوطن والأم والحبيبة والابنة والحياة، والمرأة هنا في هذا المعرض تتجلى بكل هذه الرموز، وفكرة حوارات الصمت جاءت من خلال إحساسي بضرورة الحوار بيننا، فنحن نحتاج لحوار حقيقي، حوار هادئ، صادق، ولكي يحدث هذا الحوار لابد لنا من الصمت قليلا والتفكير، ثم التحدث والحوار».وأضاف: «علاقتي بالصمت بدأت منذ الطفولة وتعمقت فيه أكثر وأكثر، صار يشير إلى ذاته في الوجوه التي تجاورني في الحياة، حتى عندما كان الصخب يملأ الشوارع من حولي، صارت الوجوه كشاكيل تروي حيوات وتجارب، كائنات الصمت تسرح في خلفيات كل المشاهد».وعن المعرض قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور أحمد عبدالغني: «تحمل لوحات مجدي الكفراوي حسّا تعبيريّا وفنيّا متميزا، ورغم تنوع موضوعاتها الفنية فإننا نلاحظ طغيان عالم المرأة أو الموضوعات المرتبطة به، وقد استطاع الفنان من خلال لغة الوجه تقديم معالجات فنية ولونية أظهرت دراية واسعة وعمقا في الفهم حمل رؤية وفلسفة الفنان الخاصة تجاه هذا العالم المتفرد والحياة بشكل عام».وقد أعرب الفنان الكبير عصمت داوستاشي عن اعجابه بتطور أعمال الكفراوي من مرحلة لأخرى قائلاً: «وجوه مجدي الكفراوي تتسم بحس تعبيري يتجه ببطء إلى التجريد، ولعل هذه المعالجة هي التي ستبلور مرحلته المقبلة متخلصا من الزخرفية الشعبية التي نراها في موضوعاته الأخرى، وسيكون عرض هذه الأعمال ورؤيتها مجتمعة بنظرة شاملة للفنان مدخلا للمرحلة الجديدة المقبلة، التعبيرية التجريدية».
محليات - ثقافة
معرضه نظّمه متحف الفن الحديث في القاهرة
ريشة مجدي الكفراوي ترصد عالم المرأة في «حوارات الصمت»
02:47 م