| بيروت - «الراي» |أطلق الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، أمس، مجموعة رسائل على خلفية عمليتيْ القنيطرة التي استهدفت كوادر من الحزب وجنرالا ايرانيا ومزارع شبعا التي ردّ فيها على الغارة الاسرائيلية، متوجهاً الى الدولة العبرية «جربتونا ما تجربونا بعد»، ومؤكداً «اننا لا نريد الذهاب الى حرب ولكننا لا نخشاها»، ومعلناً «ان قواعد الاشتباك لم تعد تعنينا لا في مواجهة العدوان ولا الاغتيال، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين ومن حقنا الشرعي والاخلاقي والقانوني ان نواجه العدوان اياً كان وكيفما كان، في اي مكان وزمان وكيفما كان»، ومشدداً على «اننا لن نميّز بعد اليوم بين الاغتيال العسكري والاغتيال الامني، واغتيال ايّ من كوادرنا او شبابنا من الآن وصاعداً سنحمّل مسؤوليته لاسرائيل وسنعتبر ان من حقنا ان نرد في اي مكان وزمان وطريقة نراها مناسبة».وجاء كلام نصر الله في احتفال تكريمي اقامه «حزب الله» عصر امس في الضاحية الجنوبية بحضور رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية.وقال نصر الله في كلمته التي ألقاها عبر شاشة عملاقة على وقع إطلاق رصاص كثيف وقذائف صاروخية في بيروت والضاحية: «الأهم أن الاسرائيلي يجب أن يفهم جيدا أن هذه المقاومة ليست مردوعة، وهي حكيمة لكن ليست مردوعة، واذا كان العدو يحسب حساب أنها تخشى الحرب فنقول له اليوم اننا لا نخشى الحرب ولا نخافها ولا نتردد في مواجهتها وسنخوضها اذا فرضت علينا وسننتصر باذن الله، مع ان هناك فارقاً بين أن تكون تريد الحرب ونحن لا نريدها ولكن لا نخشاها، وعلى اللبنانيين أن يميزوا بين الامرين، والاسرائيلي عليه أن يفهم ذلك».واضاف: «سمعنا أن الاسرائيلي يريد أن يبلع العملية التي حصلت في شبعا وأنه اكتفى بما قام به وان مَن قام بعملية مزارع شبعا سيدفع الثمن غالياً، ونحن نفهم أن الاسرائيلي يهرب من المواجهة العسكرية وسيذهب للبحث عن الشباب الذين أذلوه يوم الأربعاء من أجل أن يغتالهم، وبناء عليه، في الماضي كنا نردّ امام الاغتيال والعمل العسكري، أما عندما يكون هناك اغتيال أمني نتريث، لكن من الآن أي كادر من كوادر المقاومة أو أي شاب يغتال سنتهم الاسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد بالطريقة والزمان المناسبين».وفي خلاصات عملية مزارع شبعا بحسب نصر الله «ان الاسرائيلي اكتشف أن تقدير قيادته كان أحمق وان الجيش الاسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة وفعلها الميداني، وان اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلك وان المقاومة في لبنان في كامل عافيتها وحضورها وجاهزيتها وان الجماعات التكفيرية المسلحة، خصوصا تلك المتواجدة على حدود الجولان المحتل هي حليف طبيعي للاسرائيلي وهي جيش لحد جديد وإن رفعت الراية الاسلامية».واشار الى انه «منذ الساعات الأولى للكشف عن جريمة الاغتيال في القنيطرة، انشغل الجميع بالتحليل والدراسة، وكان هناك سؤال مركزي: هل سيرد حزب الله أم سيسكت؟، وفي حالة الايجاب متى وكيف وما هي الحدود؟ لكن النقاش الاكبر كان عند الاسرائيلي الذي تردد وحتى الان لا أعرف اذا كان أعلن تبنيه العملية رسميا، وبعدها وضع جيشه في حالة استنفار في جبهة الشمال، وارسل التعزيزات وقام باجراءات احترازية واستنفار معلوماتي واستخباراتي بنسبة 100 بالمئة، (...) وكان الحديث عن أن ايران ستتصل لمنع الرد أو أن القيادة السورية ستتصل، وأنا أقول لكم أن لا أحد من كل الاصدقاء يرضى لنا المذلة وسمفونية الملف النووي الايراني، هذا لا علاقة له، ولا شيء في لبنان له علاقة بهذا الملف لا رئاسة الجمهورية ولا رد المقاومة».وتابع: «وقفة الاسرائيلي على الحائط كانت كافية أن تقول للاسرائيليين ان ليس لديكم القدرة على قتل الناس وأن تذهبوا لتناموا كأنكم قتلتم برغش، والاسرائيلي وضع كل الاحتمالات من الحد الأدنى الى كل شيء، لأنه يعرف أن المقاومة قادرة وجاهزة، والاسرائيلي أكثر شخص يعرف فمعطياته تقول ذلك وهذا قد يكون من بركات الجواسيس (...) وأقول انه منذ الساعات الاولى كان لدينا وضوح شديد بأنه يجب أن نرد ولم يكن لدينا أي تردد في ذلك، وانه يجب أن يعاقب العدو على جريمته، وان يوضع حد لهذا التمادي الصهيوني في القتل والعدوان وأن الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الامور الى النهايات، وحددنا منطقة العمليات وما هي العملية وما هي الخيارات وبنينا على أسوأ الاحتمالات، وهذا ما فهمه الاسرائيلي منذ ما قبل الأربعاء. وكانت العملية وكان التوفيق الالهي حاضرا والحمدالله، وحصلت العملية في ذروة الاستنفار والجهوزية الاسرائيلية وعجز الاسرائيلي عن أن يفهم أو يعرف ماذا جرى من أول العملية حتى آخرها».وأردف: «في النتيجة قُتلنا في وضح النهار فقتلناهم في وضح النهار، قُتلنا بين الساعة 11.30 دقيقة و 11.45 دقيقة، فرددنا الساعة 11.30 او 11.35، واستُهدفت سيارتان (في القنيطرة) مقابل سيارتين وحبة مسك في مزارع شبعا المحتلة، وصواريخ قابلها صواريخ، وهناك فارقان بيننا وبين الاسرائيلي، الأول أنهم جبناء وغدروا بنا. أما رجال المقاومة فجاؤوهم من الأمام وجهاً لوجه، والفارق الثاني هو أن الاسرائيلي لم يجرؤ على تبني عمليته أما المقاومة فتبنت في بيان رقم واحد مباشرة العملية بعد حصولها».