بعد ما شهده طريق المطلاع من حادث أليم أودى بحياة خمسة أشخاص وأصاب 20، ورغم اتهام الضباب بـ «الضلوع» في الحادث، ارتفعت الأصوات المطالبة برأب «الصدوع» التي شهدها طريق الوفرة، وصيانة الطريق درءا لوقوع حادث جديد تسند المسؤولية فيه «استسهالا» إلى سائق غير منتبه أو ظروف جوية «بريئة» في وقت يكون فيه «سوء» الطريق هو البطل «الخفي» لتلك القصة.ويعاني طريق الوفرة من غياب لعناصر الأمن وكثرة مرور الشاحنات وما يستتبعه ذلك من إهمال قواعد المرور والجنوح نحو الرعونة في القيادة، واستهلاك سريع للإسفلت، يؤدي مع غياب الصيانة الفورية له إلى وقوع الكثير من الحوادث التي راح ويروح العديد من مرتادي هذا الطريق، سواء مواطنون أو مقيمون، ومن هنا جدد مرتادو هذا الطريق مطالبتهم بتحرك وزارة الاشغال و وزارة الداخلية للحد من خطورة هذا الطريق ووضع حلول ناجعة تنهي معاناتهم.وفي هذا السياق، اكد عدد من المواطنين لـ «الراي» انهم ناشدوا اكثر من مره الجهات المختصة الالتفات إلى هذا الطريق ولكن من دون جدوى، مبينين أن «هذا الطريق يشهد كل يوم حادثا على الأقل ناهيك عن ارواح تزهق واموال تهدر في طريق بات الموت فيه رفيقا لابد منه».وعن الطريق وما يعانيه مرتادوه، قال محمد العازمي «ان طريق الوفرة يخدم العديد من اهالي المناطق الجنوبية خصوصا في موسم التخييم والخروج للبر والذي يزداد فيه استخدام الطريق بشكل لافت وكبير ويتسبب بالعديد من الازدحامات المرورية والحوادث»، مبينا أن «كثرة الشاحنات التابعة لبعض الشركات في المناطق الجنوبية ساهم بشكل كبير في الضغط على الطريق ما تسبب في وقوع العديد من الحوادث نظرا لاستهتار سائقي تلك الشاحنات وعدم احترامهم لقواعد المرور اضافة الى الغياب الامني الذي ساهم باستهتار ورعونة بعض السائقين».وبين العازمي أنه «يجب على الجهات المسؤولة الالتفات إلى هذا الطريق وسرعة التحرك لحل هذه المشكلة التي نعتبرها كارثة، فحياة الناس ليست رخيصة ليتقاعس بعض المسؤولين عن حمايتها، فالحوادث في ازدياد خصوصا في هذا الوقت بسبب المخيمات وذهاب الناس إلى البر»، مضيفا: «أصبحنا نخاف المرور من هنا وكأننا في مهمة انتحارية بسبب طريق لا نعلم لماذا وصل لهذا الحد من النسيان والاستهتار».طريق حيويأما خالد المشلش فقد قال «طريق الوفرة أو كما يطلق عليه طريق الموت هو من الطرق المهمة والمتفرعة من طريق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، باتجاه الوفرة، حيث يعتبر هذا الطريق من اكثر الطرق الجنوبية اهمية واستخداما نظرا لانه يؤدي الى العديد من المناطق الحيوية بداية من اسطبلات الخيل ومدينة صباح الأحمد الذي يقدر عدد ساكنيها مستقبلا بأكثر من 60 الف نسمة ومزارع الوفرة، ومنطقة الجواخير».وزاد: «للأسف الشديد ما زالت الحكومة مقصرة في صيانة هذا الطريق الحيوي الذي يخدم شريحة كبيرة من الناس والمحافظة على أرواحهم لكثرة الحوادث المرورية التي أدت في كثير منها لحالات وفاة مأسوية»، مطالبا وزير الأشغال بـ «سرعة تطوير هذا الطريق الذي نسمع عن تنفيذ مشروع لتطويره منذ أكثر من 4 سنوات مضت، والالتفاف إلى ما يحتاجه الناس من خدمات فيه من توسعة ووجود نقطة مرورية ثابتة ووجود محطة وقود، وكلنا أمل في تنفيذ المشاريع الحكومية بشكل عام على أكمل وجه مع التأكيد على سرعة التنفيذ».غياب حكوميمن جهته، أعرب علي العجمي عن استيائه الشديد «من الغياب الحكومي عن هذه المشكلة التي حصدت أرواح كثير من الناس بسبب الطريق المتهالك وايضا كثرة مرور الشاحنات ما سبب فوضى كبيرة خصوصا أن بعض سائقي الشاحنات مستهترون بأرواح الناس من دون رقيب ولا حسيب، ناهيك عن الغياب الامني الواضح الذي يكاد يكون شبه معدوم ما جعل الاستهتار ينتشر في هذا الطريق».وقال العجمي «الملاحظ في هذا الطريق هو كثرة الحوادث والوفيات بازدياد فلماذا لم تتحرك الحكوم الى الان وماذا تنتظر مع أن كان حل المشكلة ليس بالصعب؟، ولو اتخذت بعض الاجراءات لحافظت على ارواح الناس ولكن أن تتجاهل هذا الوضع فهذه مصيبة لا يمكن السكوت عنها، فالامر متعلق بأرواح الناس».«أنقذونا»أنقذونا...بهذه الكلمة بدأ عزيز الأصفر حديثه لـ «الراي» حيث قال «نسمع كل يوم عن حالة وفاة في طريق الوفرة ولم نعد نستغرب الموت وكأنه اصبح عادة يومية ورفيق درب لمن يسلك هذا الطريق، بل ان بعض مرتادي المخيمات والبر اصبحوا يتجهون لطرق اخرى هربا من شبح الموت ولو ان المسافة بالطرق الاخرى تزيد كثيرا من ناحية الوقت ولكن ماذا نفعل؟».وذكر أن «طريق الوفرة أصبح طريقا للشاحنات فقط وهناك البعض من سائقي هذه الشاحنات يستهتر بأرواح الناس ولا يراعي الطرق المتهالكة التي تمثل وحدها مشكلة اعظم ونطالب الجهات المختصة بضرورة التحرك لوقف هدر الارواح التي غالبيتها من الشباب».وأيد سالم المحجان ما ذهب إليه سابقه، حيث قال: «ان الطريق المؤدي الى منطقة الوفرة اقل ما يوصف به انه طريق الموت»، مشيرا الى ان «هنالك عددا من اصدقائه تعرضوا لحوادث في هذا الطريق خصوصا في المساء اما بسبب الشباب المستهتر الذي يتخذ من الشارع حلبة لممارسة هوايتهم في التقحيص او بسبب كثرة الشاحنات».وأشار المحجان إلى «أنه لا يعرف السبب الحقيقي الذي يجعل الحكومة تتأخر في صيانة الطريق وتسييجه كي لا تمر الحيوانات التي تتسبب في بعض الحوادث ناهيك عما يسببه موسم التخييم من ازدحام (يزيد الطين بلة)».صلبوخ متطايرأما سعد الزقاع فقال «الشاحنات على خط الوفرة أمر مستديم، فمن منا لم يقابله بالطريق شاحنة محملة بالتراب أو الصلبوخ فيتطاير هذا او ذاك عليه؟»، لافتا إلى أن «بعض سائقي الشاحنات يسيرون بسرعة كبيرة لتوصيل حمولتهم من دون الاهتمام بسلامة من في الطريق خاصة وان شاحنته لن تتأذى في حال وقوع تصادم بعكس السيارات الأخرى».وبين الزقاع أن «ما يزيد الامر سوءا أن وزارتي الداخلية والاشغال لا توفران مراقبة للشاحنات وأوزانها في هذا الطريق»، مطالبا هاتين الوزارتين بالتحرك لحل ما يعانيه هذا الطريق من سوء«.واضاف الزقاع أن «عوائل كثيرة ترتاد هذا الطريق خصوصا أن هذا الوقت هو وقت المخيمات او البر لقضاء العطلة في الاجواء الجميلة ولكن ما يشغل بالهم ويجعلهم مترددين خوفهم من المرور في هذا الطريق ولا يلامون، فالأرواح ليست رخيصة كما يراها البعض بسبب الاهمال ونتمنى من وزارتي الداخلية والاشغال سرعة التحرك للمحافظة على أرواح الناس».فوضى شاحناتكما أشار عوض العازمي إلى أن «أشد المخاطر التي تهدد سلامة مرتادي الطريق الفوضى التي تحدثها الشاحنات، فبعض قائديها لا يعيرون أي اهتمام أو التزام بقواعد المرور على الطريق، فهم يستخدمونه على طريقة قطع الطريق في وجه السيارات الصغيرة المارة عليه ولا يشكل ذلك أي خطورة عند قائدي الشاحنات ما دام عملهم مستمرا في كل الأوقات دون أي رقابة مرورية عليهم، وهذه الطريقة المخالفة لقواعد المرور تسببت في كثير من الحوادث أو اخراج السيارات الصغيرة من الطريق مرغمة على قاعدة حكم القوي على الضعيف».وأشار العازمي الى أن «طريق الوفرة أصبح هاجس كل من يفكر في التخييم او الذهاب إلى البر من هذا الطريق ما جعل البعض يسلك طرقا اخرى اطول مسافة في سبيل المحافظة على أرواح من معه من عوائل واطفال أما الشباب وللأسف فهم يغامرون بذهابهم بهذا الطريق وكثيراً ما نسمع عن حوادث ذهب ضحيتها شباب في عمر الزهور مع صمت مريب من الجهات المختصة التي إلى الآن لم تحرك ساكناً».
محليات
طالبوا «الأشغال» بصيانته و«الداخلية» بتوفير دوريات كافية لحفظ الأمن
مرتادو طريق الوفرة: الموت رفيقنا
09:27 ص