من يتابع تاريخ دولتي الكويت والمملكة العربية السعودية يجد تشابهاً كبيراً في كثير من الأمور، الإنسانية والطبيعية والتاريخية، فمن الكويت عادت الشرعية للرياض بعودة آل سعود لملكهم، ومن الرياض رجعت الشرعية إلى الكويت برجوع آل صباح لحكمهم.وهناك تشابه يلفت النظر بين أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح طيب الله وثراه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أسكنه الله فسيح جناته في أسلوب الحكم، فالشيخ عبد الله السالم تولى الحكم في فترة عصيبة جرى فيها العديد من الحروب والانقلابات، وزالت ممالك وقامت جمهوريات، ولكنه بفطنته أوجد الاستقرار في بلده وحصل لها على الاستقلال من بريطانيا، وأعطى لشعبه الحرية والديموقراطية والمشاركة في الحكم، ووضع دستوراً ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فتحولت الكويت من إمارة عشائرية إلى دولة عصرية.ولاستقرار الحكم واستمراره هيأ شباب الأسرة آنذاك وسلمهم العديد من مفاصل الدولة، وتوفاه الله وهو مطمئن على مستقبل البلد.ومثله كان الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله- حيث تولى حكم المملكة في جوٍّ سادت فيه الحروب والفتن في الدول المجاورة لبلده، وظهر علينا ما سمي ظلماً بالربيع العربي، ولكنه طور بلده من القاعدة الشعبية، ونشر العلم، وأنشئ في عهده أكثر من 28 جامعة جديدة، وأرسل عشرات الآلاف من الشباب السعودي إلى جامعات العالم، دون تحديد أو تدقيق، فدرسوا شتى العلوم بجميع الدرجات الأكاديمية، ليعودوا إلى بلدهم لنشر ما تعلموه من علوم وخبرات.وتوسع في إشراك الشعب في إدارة شؤون البلد عبر العديد من المجالس الاستشارية المتخصصة، وعين المرأة في مجلس الشورى، وبعدد مناسب، ومع إحساسه رحمه الله بما يحيط ببلده من أخطار في دول الجوار، وقف بشدة في وجه الإرهاب ودعم النظام الشرعي في مصر معنوياً ومادياً، وأرسل قواته إلى البحرين لحماية النظام الشرعي هناك، فكان في ذلك وأد للفتنة واستقرار للدولة.وقبل رحيله إلى جوار ربه فتح الباب لشباب الأسرة لإعدادهم للقيام بدورهم في الحكم بعد أن أدى جيل التأسيس والبناء دوره بإخلاص، تاركاً هذه المهمة الجليلة لخليفته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وأعانه على حمل راية أبيه وإخوانه.رحم الله أبا متعب وجزاه خير إحسان لدوره الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين، والتوسع الهائل في بناء الحرمين الشريفين سعياً لراحة الحجاج والمعتمرين فاستحق بصدق على ذلك لقب خادم الحرمين الشريفين.
مقالات
عبد الله وعبد الله
09:46 ص