كلما سمعت مسؤولاً في وزارة الشؤون يتكلم عن اجراءات قوية ستتخذها وزارته لوضع حد لظلم العمالة في الكويت أشعر بالدم يغلي في عروقي، وأكاد أتصور شكله بالصورة النمطية التي تظهر الشخص الكاذب وقد طال أنفه وأذناه، فمنذ متى ونحن نسمع هذا الكلام ثم لا نجد له أثراً في الواقع بل المزيد والمزيد من التجاوزات وظلم العمالة الوافدة، وهل يريد هؤلاء منا ان نصدق بأنهم لا يملكون وسيلة لاجبار أصحاب الشركات التي تستجلب العمالة على التقيد بالقانون او انصاف عشرات الآلاف من العمال الذين لا تعطيهم تلك الشركات حقوقهم؟!أولاً: أما قضية بيع الإقامات وكسب الملايين من ورائها فهي اوضح من صورة الأخاديد على وجه القمر ليلة البدر، وبإمكانك الحديث مع آلاف العمال الذين يحدثونك عن الكفيل الذي دفعوا له «المقسوم» من 400 إلى ألف دينار لقاء الإقامة ثم تركهم كالغنم السائمة في الشوارع، بل ويمكنك ببعض الاتصالات ان تصل إلى رؤساء العصابة والمتنفذين الذين يشار اليهم بالبنان، ومنهم من ابناء الأسرة الحاكمة، والذين يتحدثون بكل تحد ويعترفون بجرائمهم، ومن لا يعجبه كلامهم فليشرب من ماء الصليبي!!وقد استشهدت سابقاً بقصة الكويتي الذي اتصل بأحد كبار المتنفذين بائعي الإقامات وطلب منه إلغاء كفالة عامل عنده على اقامة ذلك المتنفذ لكي يقوم بتحويله على كفالته فطلب منه 400 دينار وان لم يعجبه فليذهب وليشتك.كما ذكرت قصة  من وجد سبع إقامات على ملف ابنتيه القاصرتين.إذاً لا تضحكوا علينا يا شؤون بالحديث عن حقوق العمالة!!ثانياً: رواتب العمال لاسيما عمال النظافة تجسد الظلم المطلق الذي يجعل الكويتيين يستحقون لقب تجارة البشر بجدارة، فهل يعقل ان يكون راتب العامل عشرين دينارا شهرياً في بلد تصل مدخولاته إلى مليارات الدولارات ويذهب احدنا إلى المطعم مع اسرته لينفق خمسين دينارا أو أكثر على وجبة واحدة؟!وأذكر ان وزير أسبق للشؤون سألوه عن السبب في عدم تحديد حد ادنى للأجور أسوة ببقية بلدان العالم فأجاب إجابة سخيفة لا أعتقد بأنه هو يصدقها، وإذا كانت الحكومة تعطي صاحب الشركة 140 دينارا لكل عامل ثم لا يعطيه الا 20 دينارا، ألا تستطيع الحكومة ان تلغي عقدها مع هؤلاء الكفلاء المجرمين وإعطاء العمال مباشرة؟!ثالثاً: وهذا الموضوع يجرنا إلى الحديث عن إلغاء نظام الكفيل الذي مازال المسؤولون في الحكومة يتشدقون به منذ عشرات السنين ثم لا يتخذون خطوة ايجابية واحدة لتحقيقه على أرض الواقع، والسبب معروف وهو ان قتل الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً من أصعب الأمور على النفس!! وما أشطر مسؤولينا في الرد على الأميركان عندما اتهمونا بتجارة البشر والغضب من كلامهم، مع ان الواقع يشهد بأننا قد أنشأنا أسواقاً لبيع الرقيق وبعناهم بأبخس الأثمان جهاراً نهاراً دون ان يتجرأ مسؤول على ردع أولئك التجار.رابعاً: أما الشركات التي تؤخر أو تمتنع عن دفع مستحقات العمال لأشهر عديدة فإن الواجب هو إغلاق ملفاتها إلى الأبد لا أن تترجاها الشؤون وتخصم من تأمينها، وللأسف أنه لا يوجد لدينا نظام لتحديد ساعات العمل اليومية للعامل ولا وسائل لحمايته من الحوادث والأضرار، ولا تطبق الحكومة قانون توقيف العمل أوقات الحر الشديد ولا ولا ولا...

تحفيظ القرآن للنساءطلبت كثير من الأخوات ان تفتح الهيئة العامة للتعليم التطبيقي المجال لهن للالتحاق بدورة تحفيظ النساء أسوة بالرجال، حيث ان تلك الدورة لا تكلف الهيئة الكثير وفوائدها كبيرة على البلد وعلى أولئك النساء، وهي بركة للكويت قبل ان تكون دراسة ووظيفة.

د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com