مع اقتراب نهاية الميزانية المخصصة لوزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية، وخوفا من تقليصها لعدم تنفيذ بنودها بالشكل الصحيح، نشطت بعض قطاعات الوزارة في الصرف و بعثرت ما لديها من مخصصات على اعمال لا جدوى منها سوى التنفيع لبعض الاطراف على حساب المال العام، دون مبرر او مسوغ مقبول لدى الجمهور الذي يراقب اعمال هذه الوزارة عن كثب.وبدأت ادارة مساجد العاصمة التابعة لقطاع المساجد في وزارة الاوقاف، بإعادة ترميم مسجد الإمام ابن تيمية في منطقة الشامية قطعة 8 من جديد، بعد ان انهت اعمال الترميم و الصيانة فيه قبل عامين تقريبا دون اي مبرر مقبول لهذا الترميم الشامل، فلا يعقل ان تكون ميزانية ترميم وصيانة المساجد وافرة لهذا القدر الذي يخول مسؤولوها ان يرممو المساجد المرممة كل عام او اثنين متجاهلين بعض المساجد الايلة للسقوط والمعطلة والمتهالكة بحجة عدم توافر ميزانية لها.وامتدت الترضيات و التنفيع لوزارة كان الاولى بها ان تنشر بين اطياف المجتمع حرمة المال العام وحرمة التنفيع والهدر والتبذير، فلم يكن بعيدا ما حصل في رمضان الفائت عندما اخل الكثير من الشركات بالتزاماتها مع وزارة الاوقاف في اعمال الصيانة والترميم، وقامت الوزارة بالتجاوز عنها لكي تستطيع ان تفتتح المساجد في موسم رمضان دون ان تحاسب المقصرين على تقصيرهم، وفي ظل ذلك العبث الذي انتشر في هذه الوزارة لا بد من وقفة جادة لوقف هذا الهدر المالي وتسخير الفوائض المالية بما يخدم الاوجه المخصصة لها.وزارت «الراي»، مسجد ابن تيمية في منطقة الشامية قطعة 8 للوقوف على حقيقة الشكوى التي تقدم بها بعض رواد المسجد عن اقفال الوزارة للمسجد للترميم في ظل عدم احتياجه للترميمات، فالمشاهد للمسجد من الخارج يرى نموذجا مميزا في العمران حيث ان المسجد يمثل نسخة من المساجد التراثية في ثوب حديث.وبعد جولة خارج المسجد طلبنا من حارسه فتح الباب لمشاهدة المسجد من الداخل حيث كان المسجد يزهو بلون فرشه الاحمر الجديد ولون جدرانه البيضاء الناصعة وشبابيكه التي حملت ألوان الطيف لتأخذ جانبا من التراث المعماري القديم لمساجد الكويت.وبعد لحظات من التجوال داخل المسجد الذي خلا من المصاحف والسماعات والميكروفونات، وغيرها، ووضع على ابوابه لافتات تعلن اغلاقه للصيانة وتحويل الصلاة للفروض في مصلى النساء، حضر إمام المسجد الشيخ فواز الكليب، الذي برر اسباب الصيانة، وقال ان «التكييف في المسجد حار جدا وفي فترة الصيف لا يمكن للمصلين اداء الفروض بسكينة بسبب الحر كما عزف المصلون في رمضان عن الصلاة بسبب الحر، والمسجد يعاني من الخرير في بعض جوانبه، وبعد عدة مطالبات للوزارة وافقت على اعمال الصيانة التي نراها ضرورية قبل شهر رمضان المبارك، وقبل دخول فصل الصيف».ويتساءل المراقبون لاعمال وزارة الاوقاف، «ما معايير الصيانة للمساجد، وهل هي بالواسطات والترضيات للبعض تطبيقا للمثل (لا حبتك عيني ما ضامك الدهر)؟، وهل التكييف في المساجد لا تشمله كفالة الوكيل الذي قام بتركيبه، وهل اعمال الترميم و الصيانة للمباني والمنشآت تسلم للوزارة دون كفالة على جودتها ومتانتها؟ان هذه التساؤلات تقود الى فتح ملف مهم في وزارة الاوقاف، وهو انتشار الفساد والهدر الذي ينخر ميزانية الوزارة.
أخيرة
«مساجد العاصمة» تناست أنه تم ترميمه قبل عامين تقريباً
ترميم مسجد ابن تيمية في الشامية... ترضيات وتنفيع على حساب المال العام
08:57 ص