حققتْ حفلة رأس السنة التي أحياها في بيروت المزيّن النسائي اللبناني، الذي اتجه أخيراً نحو الفن، جو رعد نجاحاً كبيراً وحشداً جماهيرياً غير مسبوق، أدهشه هو شخصياً كما منظميها، خصوصاً أنها كانت الأولى له في مناسبة كبرى كهذه، وأيضاً لأن عدداً كبيراً من حفلات رأس السنة، جمعت أكثر من نجم من نجوم الصف الأول في حفل واحد، من أجل إرضاء أكبر عدد من الناس والأذواق.جو رعد الذي فرض نفسه على الساحة الفنية من دون منافس، كونه الفنان الاستعراضي العربي الوحيد الذي يجمع بين الرقص والغناء، اعتبر أن الفن الذي يقدمه يتطلب جهداً أكبر من الذي يبذله مَن يكتفي بالغناء، مشيراً إلى أنه لا يرقص لمجرد الرقص، بل هو يقدم الرقص باحتراف ويخطط في المرحلة المقبلة، للقيام بجولات فنية في أوروبا وأميركا مع فنانين عالميين، بالإضافة إلى العمل الذي سيجمعه بالفنانة ميادة الحناوي، والذي سيتم الإعلان عنه في مؤتمر صحافي. وفي حواره مع «الراي»، ثمّن رعد موقف الفنانين المشجعين له ولموهبته، ومن بينهم أصالة ونزار فرنسيس وملحم بركات، ووصف نفسه بـ «الحالة»، موضحاً أنه تمكن من فرض نفسه، ورأى أنه «ليس مهماَ أن ننجح، بل المهم أن نعرف ماذا نقدم بعد النجاح».• كيف تقيّم الحفل الذي أحييتَه في رأس السنة مقارنةً مع حفلات النجوم، خصوصاً أنه الأول لك في هذه المناسبة؟- أتمنى من خلال هذا المقابلة التي هي الأولى لي في السنة الجديدة أن تكون 2015 سنة خير وسلام وأمان للكويت ولبنان وكل الدول العربية. أنا الآن موجود في لندن حيث أقوم بالتحضير لمفاجأة فنية كبيرة. وبالنسبة إلى حفلة رأس السنة، فإنني أقدم التحية لكل مَن حضر ودعمني، وعبّر عن محبته لي في تلك الليلة، ما ترك أثراً عميقاً في نفسي، في حين أنه كانت توجد في لبنان حفلات لنجوم كبار وأقدم مني على الساحة الفنية. حفلتي كانت «full» حتى أن كثيرين كانوا يريدون أن يكونوا معي في ليلة رأس السنة، لكن البطاقات كانت قد نفدت، وهذا الأمر أسعدني كثيراً، ولكنه شكّل تحدياً كبيراً لي لأن النجاح كان من نصيبي، بفضل الله ومحبة الناس لي، وكل مَن آمن بي وبموهبتي. التجربة لم تكن سهلة بل تخللها الكثير من الخوف، وقبل أسبوع من موعد الحفلة بيعت البطاقات كلها، وهذا الأمر أثار دهشتي ودهشة منظمي الحفل. أنا لا أتحدى سوى في نفسي، وحتى عندما أحييت حفلاً في «سوليدير» كنتُ وحدي، في حين أن حفلات مماثلة، يُحشد لها أكثر من نجم لإرضاء أكبر عدد ممكن من الناس، ولتقديم برنامج فني منوّع. لكنني يومها كسبت الرهان وتمكنتُ من حشد الجمهور إلى الحفل الذي حضرني وهو يقف على قدميه.• الفن الذي تقدمه يجمع بين الغناء والرقص، فهل يمكن القول إنك أول فنان استعراضي في العالم العربي؟- في العالم العربي لا يوجد فنان شاب يجمع بين الغناء والرقص، ولكن هذا النوع من الفن منتشر جداً في الغرب. الفن الذي أقدّمه يُعتبر سبباً أساسياً في نجاحي، لأنني أقدّم لوناً جديداً على الساحة الفنية قي العالم العربي. وهذا ما قاله الشاعر نزار فرنسيس عندما سئل عن تجربتي. فهو قال «كان هناك نقص على الساحة الفنية وجو رعد ملأه». كما قال أيضاً إنني ألعب في ملعبي، لا أقلّد أحداً ولا أنافس أحداً ولا أشبه أحداً ولا أحد يشبهني. أنا قدّمتُ نفسي بطريقة جديدة وكما أحب. أنا لا أطلّ على المسرح كي أغنّي فقط، بل أقدّم فناً يجمع بين الغناء والرقص، وهذا الأمر يتطلب جهداً أكبر من الذي يقدمه الفنان الذي يكتفي بالغناء فقط. مَن يجمع بين الغناء والرقص يحتاج إلى بذل جهد أكبر مما يفعله الذي يغني فقط، لأن صاحبه يقدم طاقتين ومطلوب منه أن يكون صوته نقياً وثابتاً مع الإيقاع والفرقة ومنسجماً مع الراقصين والجمهور، وهذه الناحية تتطلب منه جهداً أكبر بأربع مرات من الذي يبذله الفنان الذي يغني فقط.• هل تشعر بأنه سيسير على خطاك فنانون جدد ويقدمون فناً شبيها لما تقدمه؟- لا أعلم الغيب ولا أعرف ماذا يمكن أن يحصل ولا مشكلة عندي في ذلك. أتمنى أن تكون الساحة مزدحمة بالأصوات والناس بحاجة إلى التعرف على أسماء ووجوه جديدة. وهذا لا يعني أن الوجوه القديمة ليست جيدة، بل كلهم من الأسماء الكبيرة وموجودون ولهم جمهورهم وأنا أحب أغنياتهم وأقدمها في حفلاتي. لكنني وجدت نفسي في هذا النوع من الفن ورغبتُ في أن أقدم نفسي كما أنا. حتى في عالمي، عالم التزيين، أتميّز بأسلوب خاص يشبهني ومختلف عن كل الآخرين، والأمر نفسه ينطبق على الغناء. أنا لا أرقص لمجرد الرقص، بل أتعلم الرقص يومياً وأتمرن لمدة ثلاث ساعات، وقبل حفل رأس السنة، أمضيت 15 يوماً في لندن وكنت أتمرّن 15 ساعة يومياً على الرقص من أجل استعراض رأس السنة، كما أحضّر حالياً لعمل جديد بمناسبة عيد العشاق، بالتنسيق مع سفارة مهمة جداً أو ربما أشارك في حفل مع نجمين كبيرين.• نفهم أنك تلقيت عرضين للغناء بمناسبة عيد العشاق؟- هناك أكثر من عرض.• تقدم فناً استعراضياً وفي الوقت نفسه تتحدث عن عمل مشترك مع الفنانة ميادة الحناوي، ألا ترى أن هذا الأمر يبدو متناقضاً ومحيراً ومستغرباً كثيراً؟- انتهيت للتو من اتصال معها، وبمجرّد أن أعود إلى بيروت سأغادر وأزورها في الشام.• ما طبيعة المشروع الذي سيجمع بينك وبين ميادة الحناوي؟- هناك من يعانون من عقد ووصلوا إلى عمر لم يتمكنوا من تحقيق ذاتهم وتأمين حياتهم، وهذا الأمر أشعر به وأقدّره وأنا أتعاطف معهم. وهؤلاء «هجموا» عليّ من دون أي مبرر وخططوا وفسروا الأمور كما يحلو لهم. ولأنني أفضّل العمل على الكلام، لم أردّ عليهم. وقريباً سيكون هناك مؤتمر صحافي يتحدث عن تفاصيل عملي مع ميادة الحناوي. لكن في حال غنت ميادة الحناوي أو أي فنان عربي آخر، وكان حولها مجموعة من الراقصين يقدمون لوحة راقصة، فهل في ذلك تقليل من شأن أي فنان.• لم نفهم حتى الآن مضمون فكرة العمل الذي سيجمعك بالفنانة ميادة الحناوي، خصوصاً أنك تشير إلى رقص عند غنائها؟- ستعرفونها خلال المؤتمر الصحافي. لكن هل هذا يعني أنني سأرقص أثناء غناء السيدة الحناوي؟ من المؤكد أن هذا الأمر لن يحصل. هناك حفل مشترك وسأغني إلى جانبها.• لماذا اختارتك ميادة الحناوي دون سواك، خصوصاً وأن الكثيرين استغربوا وجود اسمك إلى جانب اسمها؟- لماذا يستغربون؟ ولماذا لا يستغربوا عندما يطل النجوم في برامج الهواة ويغنون إلى جانبهم!• ربما لأن ميادة الحناوي بعيدة منذ فترة عن الفن؟- هي بعيدة ولكن القرار يعود لها. الجديد الذي ستقدمه ميادة الحناوي يدلّ على أشياء عدة، الأمر الأول أنها تحب تشجيع المواهب الجديدة، والشيء الثاني أنه يساهم في أن تعيد تقديم أغنياتها القديمة التي نحبها ونحفظها بطريقة وأسلوب جديد. عندما يقدم الفنانون الجدد أو المبتدئون أغنيات ميادة الحناوي أو سواها من الكبار هل يقولون لهم لا تفعلوا ذلك!• هل ننتظر أعمالاً تشبه الأعمال التي جدّدتْها رولا سعد لصباح؟- كلا. مشروعنا مختلف تماماً. رولا أخذت أغنيات صباح وجددتها، وأنا لست بصدد تجديد أغنيات ميادة الحناوي، علماً أن هذا الأمر يشرّفني. البعض فسر الأمور على ذوقه وأنا لم أردّ على كل ما كُتب.• كيف تفسر موقف محسن جابر صاحب شركة «عالم الفن» الذي قدّم تحذيراً أو إنذاراً بعدم المس بأغنيات ميادة الحناوي في اليوم التالي لنشر خبر تعاونك مع ميادة الحناوي؟- تربطني علاقة صداقة متينة بمحسن جابر وردّه كان منطقياً، ومن حقه أن يقول ما قاله. هو قال إن على أي فنان يريد أن يغني من أرشيف شركته أن يستأذنه قبل أن يفعل ذلك وهذا حقه، ومنطقي جداً. وأي فنان يريد أن يجدّد لحناً أو أغنية أو يقوم بتوزيعها بشكل جديد وتسجيلها في الاستديو، من حق جابر أن يسمح له بذلك. ولكن مشروعنا لا يدخل في هذا الإطار.• هل يمكن أن نقول إن المشروع يقوم على إعادة تقديم أغنيات ميادة الحناوي بشكل ديو معها؟- لن أتحدث عن هذا الموضوع، بل أتركه للسيدة ميادة الحناوي كي تتحدث عنه.• هل سهّل عليك مشوار الغناء كونك مزيّناً مشهوراً؟- طبعاً هو سهّل علي كثيراً. حتى «اللوك» الخاص بي والذي اعتاد عليه الناس، والذي يعتبره البعض مجنوناً وغريباً و«أوريجنال»، كان له دور في تقبل الناس لي. عدا عن أن كل ما هو جديد وغريب يلفت الأنظار دائماً، حتى أن البعض يعتمده من أجل تحقيق النجاح، ولكنني شخصياً لم أفعل ذلك، بل قدمت نفسي كما أنا. والأهم من كل ذلك هو ربنا الذي يحبب الناس فينا «عندما تحبك الناس تحبك، خصوصاً إذا قدمت الجيد». إلى ذلك، من المهم جداً أن يقدم الفنان شيئاً جديداً وما يناسبه وأن يكون قد درسه وتعمّق فيه، وأن يكون عارفاً لما يقدمه وليس مجرد «طلعنا ورقصنا وهزينا ونزلنا»، لأن كل حركة لها تعبير خاص. أنا حتى اليوم لم أقدم سوى حفلين، وأعتقد أنني مع الوقت سأقدم ما أحبه وما أحلم به، وهو تقديم استعراض لا يقلّ أهمية عن الاستعراضات العالمية. فكرتي وخطتي الغنائية لا تقتصر على الغناء في حفلات، بل القيام بجولات فنية. وبعد أن أطرح ألبومي، سأقوم بجولة فنية.• تقصد جولة فنية عربية؟- بل تشمل أيضاً أوروبا وأميركا.• ومَن تريد أن تنافس في الخارج؟- العالمية بالنسبة إليّ هي العالم العربي. وعندما قلتُ انني أريد أن أقوم بجولة في الخارج، لم أقل إنني أريد أن أنافس الفنانين الأجانب لأنني أغني باللغة العربية، ولكن ستكون لي مشاركات مع فرق أجنبية، وإذا تمكنتُ من تقديم مستوى فني مواز للمستوى الفني الذي يقدمونه، فلا مشكلة عندي أو عندهم في هذا الموضوع.• هل يمكن أن نقول إنك تحب عملك في الغناء أكثر من عملك الأساسي كمزين؟- أبداً، ولكن مَن يعمل في الغناء تُسلط الأضواء عليه أكثر من الممثل أو المخرج أو الكاتب أو المصمم أو الرسام أو الماكيير أو المزين. لكنني مستمر في عملي الأساسي، وفي ليلة حفلة رأس السنة بقيت في الصالون حتى الساعة الثامنة مساء، كما أنني مستمر في برنامجي الخاص بالشعر، الذي يقدم على إحدى القنوات. إلى ذلك، فإنني خلال وجودي في لندن أجهز لتصنيع مجموعة مستحضرات جديدة للشعر تحمل اسمي، كما أحضّر لافتتاح فروع من صالوني في دبي وأبو ظبي وأربيل.• عندما بدأت الغناء، انتقدك البعض وهاجمك بقوة؟- هذا عادي جداً.• ولكنك بعد فترة حققت انطلاقة «صاروخية»؟- هذا ما حصل فعلاً. أهم شيء في الحياة أن يؤمن الإنسان بنفسه قبل أن يؤمن به الآخرون. عندما يؤمن الإنسان بنفسه ويعرف ما الذي يريده من خلال الذي يقدمه، لا بد أن يتقبله الناس ويحبونه شرط أن يعمل بشكل صحيح.• ما موقف الفنانات اللواتي تتعامل معهن من غنائك؟- عندما سئلت الفنانة أصالة عن غنائي، قالت «أنا اعتبرت في البداية موضوع غنائه مجرد مزحة، ولكن عندما سمعته يغني على المسرح أُصبت بالصدمة، أولاً لأنه يغني بشكل صحيح، وأفضل من فنانين كثيرين موجودين على الساحة، وثانياَ وجوده على المسرح هو (فرحة). وهذه شهادة أعتزّ بها لأنها جاءت من مطربة فنانة بحجمها وصوتها وحضورها. وفي آخر زيارة قامت بها للبنان حين أطلّت في برنامج (استار أكاديمي)، قمت بتمشيطها ولا مشكلة عندي في ذلك. أهلاً بكل فنانة تحب التعاون معي، لأنني مستمر في مهنتي كمزيّن. وإذا كانت هناك فنانات لم يحببن توجهي نحو الغناء، ولم يعدن يرغبن بالتعاون معي، فهذا موضوع آخر. لكن كل الفنانات قدمن لي الدعم والتشجيع ووقفن إلى جانبي. الفنان ملحم بركات الذي لا أعرفه شخصياً ولم أتعاون معه كمزين في يوم من الأيام، قال عن صوتي عندما سئل عنه في أحد البرامج، (جو يغني بشكل صحيح ويتمتع بإحساس عالٍ جداً). وما أريد أن أقوله إن موقف الفنانات من غنائي لا يُعتبر مجاملة، لأنه لا يمكن لأي فنانة أن تسجل موقفاً علنياً في الإعلام وأمام الجمهور، لمجرد أنني أتعامل معها، بل يمكن أن تجاملني بيني وبينها. الحمد لله «قْدِرت أعمل حالة وقدرت أثبت حالي».• هل تعتبر نفسك حالة؟- في البداية أحببتُ أن أغني، ولكن مع الوقت الناس اقتنعوا بي. الحالة «بتجي وبتروح»، ولكن عندما ينجح المرء ويستمر ويحبه الناس لا يظل مجرد حالة، مع العلم أنني حالة وتميّزتُ.• لكنك قلت إن الحالة لا تستمر؟- أي شيء جديد في الحياة إذا لم يتم العمل من أجله بشكل جيد، ولم يجرِ تطويره لا بد وأن يزول، وهذا الأمر ينطبق على كل المجالات. ليس مهماً أن ننجح بل أن نعرف ماذا نفعل بعد النجاح.• متى نسمع ألبومك؟- سأسلّمه إلى شركة الإنتاج بداية الصيف.