أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد إلى ان "العداء للسامية الذي عاد للظهور في بعض مناطق العالم شيء يبعث على الأسف" ورفض الأفكار النمطية "العدائية" عن المسلمين. كما دعا أوباما الكونغرس الأميركي إلى "إصدار قرار يجيز استخدام القوة مع تنظيم الدولة الإسلامية وألا يسارع إلى فرض عقوبات جديدةعلى إيران بسبب برنامجها النووي". وقال أوباما إن "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يحقق نجاحا في وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية". وأضاف قائلا في خطابه "أناشد هذا الكونغرس أن يظهر للعالم أننا متحدون في هذه المهمة بأن يصدر قرارا يخول استخدام القوة ضد تنظيمالدولة الإسلامية". وقال إن "أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على إيران بينما المفاوضات مستمرة معها ستقابل بالرفض". ويدعو بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لإقرار عقوبات جديدة على إيران مع تعثر المحادثات بينها وبين القوى العالمية الست بشأنبرنامج طهران النووي. لكن أوباما قال إنه "في حكم المؤكد" أن فرض الكونغرس عقوبات جديدة على إيران قبل استكمال المحادثات سيؤدي إلى فشل الجهودالديبلوماسية. وكان الرئيس الديمقراطي يتحدث بلهجة تحد في تعامله مع الكونغرس الذي يسيطر الجمهوريون الآن على مجلسيه، ودعا معارضيه إلى زيادةالضرائب على الأثرياء وهدد باستخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي تشريعات تقوض قراراته الرئيسية. ووقف أوباما يلقي خطابه عن حالة الاتحاد بثقة أمام أعضاء مجلسي الكونغرس بعد انتعاش الاقتصاد وانخفاض معدل البطالة إلى 5.6 فيالمئة. ودعا أوباما الكونغرس إلى "إقرار خطة للبنية التحتية تحظى بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإنشاء موانيء حديثة وجسورأقوى وقطارات أسرع وشبكة لاتصالات الإنترنت تكون الأسرع في العالم". وقال: "إن هذه الخطة يمكن أن توفر سنويا عددا من الوظائف يفوق العدد الحالي بثلاثين ضعفا". وأضاف قائلا لأعضاء الكونغرس ولملايين المشاهدين لشاشات التلفزيون إنه حان الوقت "لطي صفحة" الكساد والحرب والعمل معا لدعمأبناء الطبقة الوسطى الذين أهملوا طويلا. وبدعوته إلى زيادة الضرائب -وهو شيء سيرفضه الجمهوريون على الأرجح- ومهاجمة من يشككون في التغير المناخي وضع أوباما نفسه علىمسار مواجهة مع الجمهوريين في العامين الباقيين له في البيت الأبيض. وتوعد باستخدام الفيتو لعرقلة أي مساع من الجمهوريين لتقويض خططه الأساسية التي تمثل إرثه الرئاسي مثل قانون الرعاية الصحيةوسياسته التي خففت القيود على المهاجرين. ودافع الرئيس الأميركي عن قرار أعلنه الشهر الماضي بالسعي إلى تطبيع العلاقات مع كوبا وحض الكونغرس على رفع الحصار الاقتصاديالذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة ذات الحكم الشيوعي منذ عام 1961 . وفي خطابه السنوي قال أوباما للكونغرس "في هذا العام يجب على الكونغرس أن يبدأ العمل لإنهاء الحظر". وجدد وعدا كان أعلنه في بداية فترة رئاسته الأولى حين تعهد بأن يسعى بلا كلل لإغلاق السجن العسكري الأميركي بخليج غوانتانامو فيكوبا. وقال: "حان الوقت لإغلاق (غيتمو) في إشارة إلى السجن الذي تحتجز فيه الولايات المتحدة أجانب تشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية منذعام 2002 . وبدا أوباما وقد تحرر من عبء مواجهة الناخبين مرة أخرى بعد فوزه بالرئاسة مرتين عامي 2008 و2012 وهي نقطة حرص على أن يذكرالجمهوريين بها. وقال "لن أخوض حملات جديدة." وحين علا تصفيق متقطع من بعض الجمهوريين استطرد قائلا "أعرف هذا لأنني فزت في المرتين". وفي أول خطاب له منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أوضح الرئيس الديمقراطي أنه لن يتراجع أمام خصومه السياسيين ودعاهم إلى العمل معه ومناقشة المستقبل بدلا من "شيطنة الآخر".وأضاف "تخيلوا لو أننا خرجنا على هذه الأنماط القديمة المتعبة تخيلوا أننا سنفعل شيئا مختلفا".