البارحة يا سيدي لا تشبه اليوم، واليوم لن يكون كالغد... هذه دورة الأيام نتعلم منها ما أعاننا الله، وكل وثقافته يرسم أمنياته وتطلعاته.في مقال الثلاثاء تحدثنا عن الحاجة لفهم ارتفاع الأسعار، واليوم سنتحدث عن الحاجة لفهم ثقافة الجموع من أبناء المجتمع الكويتي لأن الثقافة هي المدخل الوحيد لفهم احتياج البلد لقيادات الغد.أذكر إنني بعد ندوة أقيمت في الجمعية الثقافية النسائية يوم الأحد الماضي حول قانون الإعلام الإلكتروني حيث تحدثت فيها عن أهمية القيادة الأخلاقية في تغيير ثقافة المجتمع الكويتي وضرورة خروج القانون مراعيا لمواد الدستور7 ? 17 ? 29 ? 30 ? 32 ? 34 ? 36 و37 التقيت بأحد الزملاء وكان هناك حديث حول الساحة الكويتية والحاجة إلى ترسيخ مفاهيم ومعتقدات سليمة في الفرد الكويتي بدءا من المرحلة الابتدائية.وبما ان الثقافة الحالية تحتاج إلى جيل كي يتم تغييرها، فهذا يعني أننا بحاجة لقياديين من أصحاب الرؤى الثاقبة والملمين بأهمية التخطيط الاستراتيجي وهم إلى هذه الساعة لا وجود لهم!كل فرد له طاقة استيعاب... فمن غير المعقول أن تأتي لرجل بالكاد يقرأ ويكتب وتطلب منه فهم العولمة على حقيقتها وقراءة تقارير مالية: هذه النوعية بحاجة إلى تثقيف تدريجي يستغرق جيلاً (قرابة عشرة أعوام)!ومن غير المعقول أن تأتي لطفل في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية وتطلب منه حل مسألة تفاضل وتكامل (رياضيات المرحلة الثانوية علمي) وهلم جرا.إن المعالجة بقوة الفرض صعبة التطبيق... إنها أشبه بسكب محتوى كوب ماء في «فنجان»... لا يتحمل هذا الكم!إننا وفي هذا الزمان الذي يشهد «شخبطة» إعلامية يحتاج من أصحاب القرار اتخاذ خطوة تحمي صغار العقول لأن كم الإساءات والافتراءات لا تتحملها عقولهم الـ«الهشة» وقد يكتسبون حالة عدائية لأسباب تتعلق بالعاطفة والنفس الأمارة بالسوء.الآن... الزمن «اختلف»، فكثير من المراهقين يحملون بين أيديهم هواتف ذكية ويجدون المعلومات منها الصالح ومنها الطالح، وهو جيل الغد، ولذلك واجب علينا حمايته من فساد بعض المجاميع التي استغلت الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» ومواقعها لأهداف شخصية.الفساد لا لون له... لكن سلوكه واضح، وقد ذكرت في تلك الندوة إن المقصود بالقيادة الأخلاقية هي تلك التي تتخذ القرارات الصحيحة الجيدة التي يتطلع لها الفرد الصالح وخلافها يعد غير أخلاقي.وعليه? فحماية النشء باتت في غاية الأهمية، وإصلاح الإعوجاج في الرسالة الإعلامية مطلب حتمي إن كنا بالفعل نريد خلق نموذج لثقافة مجتمع صالح إضافة إلى وجوب محاسبة كل فاسد بعد أن أصبحت السلوكيات الفاسدة تفوق محتوى «الفنجان» وهي فلسفة لم يفهمها البعض!الحاصل... صحيح ان حالة الفوضى «Chaos» أحيانا تكون مفيدة ومعمول بها كي يستطيع القيادي مراقبة الوضع لاتخاذ القرار الإصلاحي المناسب، لكن معظم الباحثين أثبتوا ان العمل بها لفترة تتجاوز ستة أشهر تكون انعكاساتها سلبية للغاية فما بال أحبتنا وهي «تلعب في حسبتنا» منذ عدة سنوات... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
كسكب كوب في... «فنجان» !
04:50 ص