أحيا ثلاثة شعراء شباب أمسية شعرية في رابطة الأدباء... في إطار أنشطة مهرجان «القرين» الثقافي في دورته الـ21، وأدارها الأمين العام لرابطة الأدباء الباحث طلال الرميضي.وألقى الشعراء قصائدهم التي تنوعت فيها الرؤى والأساليب، وهم عبد الله العنزي ومحمد الهاشم وندى الأحمد.وألقت الشاعرة ندى الأحمد قصائدها التي اتسمت بالتنوع في استخدام المفردات والقدرة على الدخول في معان إنسانية راقية لتقول في قصيدة «ذئاب الحب»:أسرفت عشقي في الوصال وليتكممثلي على عهد الوصال قواميا هاجر القلب الحزين بليلةلم أدر بعد الهجر كيف أنامأوجئت بين العاشقين تلومنيوأنا العليل المغرم الهيّام!في ما بدت المشاعر العاطفية متواصلة مع الرؤى الحسي، التي أرادت الشاعرة توصيلها إلى المتلقي، وذلك وفق تداعيات شعرية متقنة لتقول:إني سهرت على شموع قصائديوتزاحمت في فكري الأوهامتبقى القلوب بحبها خفاقةحتى تموت... وتدفن الأجسامثم استلهمت الشاعرة عناصر قصيدتها «هلا تعود»، من مدلولات شعرية تتحرك في اتجاه العاطفة، ومن ثم فقد اتسمت المفردات بالتنوع والتوهج والقدرة على النفاذ إلى القلب لتقول:قل للذي ترك المتيم في الجوىجرح المحبة من فراقه أرحمأجواء بعدك لا تزال كئيبةلو طال صمتي فالهوى يتكلمنظرات عينك بالفتون تكلمتكخطاب ساحر ما أتاه منجمفي ما اتسمت قصيدة «دموع البرد» للشاعرة ندى الأحمد... بالانسجام مع الكثير من المشاعر الإنسانية، تلك التي تبدى فيها الإحساس مفعما بالصور الشعرية لتقول:يا من أسرت فؤادا فيه مسكنهقل لي بأي بقاع المد ترسيني؟تعبت أطوي بعادا لا يليق بناحتى رأيت خريف البعد يطوينيأغفو ومن دمعة الأهداب أنظرهما كان نومي إلا حين يغفينيوتستمر الشاعرة في وصل الحالة الشعرية التي تترصد مشاهدها، عبر القصيدة، ومن ثم فإن الرؤى تدافعت بقوة في الاتجاه العاطفي المرسوم لتقول:إن الحياة غروب بعد مشرقهاحرف تكابد بين السين والشينإن الحياة خيول كنت أعسفهاواليوم في ساحة الأحزان تلقينيإلى متى تصهل الأشواق راجية؟!عد لي فإن جمال الأمس يشجينيفيما أنشد الشاعر محمد الهاشمي قصائده، تلك التي اتسمت بالتنوع في مواضيعها وهمومها كي يقرأ قصيدة «بريد الأندلس» بكل ما تحمله من عبق الماضي ومجده ليقول:يا لائمي لو علمت اليوم ما فينالعدت من لومنا ترثي تجافيناترى بأحداقنا حزنا نزوّرهببسمة... ولسان الدمع يفشينافيما اتسمت قصيدة «طفولة حب»، بالتنوع في استخدام المفردات، وذلك عبر لغة شعرية مفعمة بالحيوية ليقول:إذا الليل أرخى على الأرض ستراوأذعن نبراسها للمساءنجر خطانا إلى عشةتلملم أجسادنا بالعراءويجمعنا البرد في بردةتلخص سر الغنى في رداءفيما استلهم الشاعر في قصيدة «أقدار الهوى»، الكثير من التداعيات الشعرية، تلك التي يتبدى فيها الإحساس في أشكال مكثفة وعميقة، ليقول:مالي أراك حزينةتذوين من وهن وجوعتتألمين من الحياةلعلة بين الضلوعتحبو بعينيك الأمانيمثل ذابلة الشموعفيما ألقى الهاشمي قصيدة «عزف على هامش الوطن»: يا جسودا تطرد البرد بأنواع الفراء/ ونأت بالنور عن كوة بيتي...، ثم ألقى قصيدة «مصطفى الصانع»، والتي اتسمت بالمفردات الشعرية المتوهجة بالحيوية ليقول:كيف أسلو ولم يزل منك صوتبين جنبي هامس الأصداءكيف أنسى ومن خيالك طيفشاحب في ملامح الأصدقاءيحبس الدمع أن يسيل حياءحين أشتاقكم مع الجلساءوأنشد الشاعر عبد الله العنزي قصائده من ديوانه الجديد «مرافئ العمر»... التي جاءت في أنساق شعرية متوهجة بالجمال والقدرة على استلهام صور شعرية متحركة في اتجاهات إنسانية عدة ليقول في قصيدة «شعب الحفاة»:اقرأ حيثك وابتدأه بإنماقدر المتيم أن يموت متيمالا شيء يتبعه تخلّى ظلهعنه وأصبح وحده متألمنبذته في التاريخ ألف قبيلةعاداتها أنّا ولدنا أكرمافي حين استطاع العنزي أن يتواصل مع التاريخ عبر أنساق شعرية متجددة، وذات مفردات قوية ليقول:الشعب ينتظر الرحيل فمن رأىوطنا على سكك الرحيل تقوّمامن شاهد المأساة في أوطانناإن كانت المأساة أن تتكلموألقى العنزي قصيدة ذات لغة شعرية مفعمة بالإحساس، ومتوهجة بالمعاني الإنسانية الخلاقة ليقول:حبيبتي سيفك المغروس في كبديوإن تجرّم في الدنيا... أبّريهفإن تركت حطام الحب في جسديفأنت أول من أبرى تجنّيهمعذورة دون تبرير فلن تجديشيئا يفسر ما كنا نقاسيههكذا جاءت اللغة في قصائد العنزي، متناغمة مع الصور الإنسانية، تلك التي اتسمت بالحلم، والتقارب الذهني بين الواقع والخيال عبر أنساق شعرية متقنة ليقول:بحق عينيك هل لي أن أرى وطناإذا اغتربت عن الأوجاع آتيهوأين ألقاك في الدنيا ونحن بهاأسرى نرى شيئا يمضي فنبكيهأنا نفيت وفي عينيك لي وطنيكل الجهات أمامي لا تلاقيه