لا أحد ينكر بأن السيد جاسم العون كان سياسياً بارزاً، كنائب في مجلس الأمة له الكثير من المواقف والأطروحات التي أثرت الديموقراطية الكويتية، وكوزير في حكومات عدة لأكثر من وزارة ترك بصمات إيجابية لا تزال موجودة، ولكنه بعد غيابه عن الأضواء فترة طويلة عاد أخيراً بتصريحات وانتقادات وتقييمات للوضع السياسي أعطت صورة متشائمة جداً، ووزع الكثير من الاتهامات لجهات سياسية وشخصيات عامة، نواب ووزراء، شابتها الشخصانية لا العقلانية أو العدالة. بل وادعى أن التجمع السلفي - وأبو عبد العزيز أحد مؤسسيه والتيار الذي أوصله للكرسي النيابي والكرسي الوزاري - قد تشتت وتفرق، وحسب علمي أنهم اختلفوا على أمر واحد، هو مرسوم الصوت الواحد وتبعاته، ولا زالوا يلتقون ويجتمعون ولم يخونوا أو يكفروا بعضهم بعضا، حتى أن جاسم العون نفسه على تواصل مع العديد منهم.وقال العون إن استقالة الأستاذ أحمد المليفي من منصب وزير التربية جاءت بعد تسلم رسالة منه، وهو أمر نفاه المليفي بسرعة، وأفاد بأنه دخل الحكومة عن قناعة وخرج منها بعد 6 أشهر لتحمله المسؤولية السياسية بعد وفاة عامل في أحد المشاريع الخاصة بالوزارة.وفي رأيي الشخصي أن أبا أنس ترك الوزارة بعد أن واجه العراقيل من الحرس القديم فيها وقصوراً في الميزانية لتحقيق ما وعد به من إنجازات.كما أن العون ادعى أن السيد شريدة المعوشرجي دخل وخرج من الحكومة بقرار من تياره السياسي، وما أعلمه أن شريدة المعوشرجي قد دخل الحكومة عن قناعة شخصية وحسب هذه القناعة خرج منها، وهو الذي قد خرج من حكومة سابقة عندما استجوب تياره زميلاً له فيها ففضل البقاء في تياره السياسي على الكرسي الوزاري عكس ما فعله جاسم العون وسار بعد ذلك على خطاه الدكتور إسماعيل الشطي والدكتور محمد البصيري.أتمنى أن يبقى جاسم العون - كما عرفناه - كيساً فطناً يحفظ الود لرفقاء الدرب، الذين إن اختلفوا اختلافاً موقتاً فلا زالوا متمسكين بفكرهم وعقيدتهم وثوابتهم، وليته إن رأى منهم زلة أو هفوة أن يقدم النصح لهم في السر، كأي مخلص يبحث عن الإصلاح، فلا يشيع هذه الهفوة أو يضخمها ولا ينجر خلف إعلام يبحث عن الإثارة والتشويه، والإساءة لهذا الشخص أو ذاك التيار، والإسراف في نقد الحكومة أو مجلس الأمة، ويصور بأن البلد في حالة من الفساد لا يمكن لأحد أن يصلحها، وأن الكويت كدولة إلى زوال.إضاءةالسيد جاسم العون شخصية أحبها وأقدرها والأستاذ أحمد المليفي صديق، والسيد شريدة المعوشرجي ابن عم، وما كتبته هو رأيي الخاص في شأن عام، دون مجاملة أو تحامل.
مقالات
مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
حديث العون حديث ذي شجون
09:46 ص