واثق، «جنتلمان»، يحمل الكثير من السمات الأوروبية في شخصيته، بفعل الدراسة وسنوات الإقامة الطويلة في إنكلترا، وها هو لسانه الكبير عبد الحليم كركلا، المتواجد حالياً في بريطانيا، في فترة يتأمل فيها ويرتاح، يقرأ ويشاهد، ويطلع على تجارب ومدارس جديدة في الرقص، مع التفكير في الإضافات التي يمكن إدخالها على مدرسة كركلا، التي رسّخت قواعد عالمية في الرقص، لكنها ولا مرة انقطعت عن التقدم والإضافات في هذا المجال. لـ«الراي»، يقول إيفان: «لدينا خمسون راقصة وراقصاً يقيمون ويعيشون على حساب الفرقة في بيروت، هؤلاء بكل بساطة لا أتركهم من دون برامج تفعيل، تنشيط، والحفاظ على لياقتهم، أستقدم لهم أساتذة كباراً من لندن ومن باريس، يقيمون معهم أسابيع عدة ويقدمون لهم أحدث ما توصلت إليه تقنيات الرقص الحديث، في ورش عمل متلاحقة، تبقي الراقصين على جهوزية تامة للانطلاق في مشاريع عمل جديدة عندما نحتاجهم، هم تماماً كالجيوش يجب أن يتدربوا يومياً، حتى يكونوا في وضع متكامل متى طلبناهم لعمل جماهيري.? الأستاذ عبد الحليم ما مدى حضوره في الفرقة حالياً؟- هو روح الفرقة ونبضها والملهم لها في الأفكار والتفاصيل، ولأنه كبير ومتواضع فهو يحترم رأينا ويناقشه.? يرتفع الصوت أحياناً ؟- ربما دائماً أفضل. لأن النقاش المهني لا يحتمل التنازل أو تمرير أمور لا تريح ولا تفيد أو هي إذا أردت لا تليق بفرقة عريقة، كفرقة كركلا.? وأليسار؟- نحن ثالوث لا ينفصم. وفي الحقيقة أروع جلسات العمل عندنا وقت نجتمع للكلام عن جديد. مسرحية كاملة ورديفة تستطيع متابعتها وبجاذبية كاملة.? هل نستطيع فعلاً متابعتها؟- قولاً فقط. هذا معنى الكلام.? واضح أن معهد الرقص التابع لمسرحكم يشهد إقبالاً كثيفاً؟- عندنا 1200 منتسب من الصغار.? رقم مرتفع؟- وللعلم نحن نتقاضى رسماً شهرياً رمزياً، فالموضوع عندنا ليس مشروعاً تجارياً نستغله للكسب المادي أبداً.? إذاً؟- هو فعل فني خالص نبتغي من جرّائه توسيع رقعة الاهتمام بالرقص، وحين نعثر بين المنتسبين على مواهب لافتة نتبنّاها وندعمها ونرتفع بها، بحيث أنها كلما أعطت أكثر فتحنا لها آفاقاً أوسع. هذه مهمة نعتبرها من خلاصة تجربتنا الطويلة، نبتغي من خلالها إبقاء جذوة هذا الفن مشتعلة ومتألقة على الدوام.? إزاء كل هذا هل من جديد؟- لا شيء محدداً حتى الآن.? تردد قبل أيام أن فرقتكم بصدد خوض تجربة التمثيل، إلى جانب الرقص، وأن هناك مشروعاً يجري العمل عليه ميدانياً لمباشرته في الربيع.- كل هذا ونحن أصحاب الشأن لا نعرف شيئاً. لا. أبداً، حتى الآن هناك أفكار نتداولها داخلياً، لكنها تبقى في إطار المداولات التقليدية، فمن الضروري أن نشتغل دائماً على جديد.? وهل نتوقع جديداً هذا الصيف؟- حتى الآن لا ملامح.? والوقت عموماً هل يسمح ويكفي لتحضير جديد؟- إذا أردنا نعم.? نعرف أن للفرقة واحداً من أكبر مستودعات الألبسة، تشمل كل ما تم استخدامه في أعمالكم، على مدار السنوات الطويلة الماضية؟- صحيح. وأنا بدأت العمل على كتب عدة عن الفرقة، وسيدها وملهمها»الأستاذ» أطال الله في عمره. ومنها مؤلف عن ملابس الفرقة، لما فيها من غنى و إبداع، لا يقل أحياناً عن إبداع الحركات الراقصة.? هذا يعني أن المشروع يتعلق بأرشفة حيثيات وتاريخ الفرقة؟- نعم هو تجميع لذاكرة خصبة بالأحداث والمحطات البارزة، التي عاشتها الفرقة وكانت مثالاً لصورة لبنان الذي نريده، لقد جمعنا أطياف وطوائف لبنان تحت راية فن الرقص، والذي تحوّل معنا من مادة مثار جدل الناس بين مؤيد، ومعترض، إلى الفن الرمز والمحترم لبلد هذه صورته وهذه هويته، ولم تستطع الأحداث المتلاحقة تغييرهما.? كم تؤثر الأوضاع السائدة في المنطقة على مشاريعكم؟- الإبداع الفني يحتاج إلى أجواء هادئة وملائمة، والذي نواكبه حالياً في المنطقة لا يعطينا الحافز لقول شيء.? تغادر بيروت في رحلة لثلاثة أسابيع؟- مبدئياً إلى لندن وبعدها إلى روما، وربما أضفت عليهما عاصمة ثالثة.? هي رحلة عمل؟- نعم. كما أن الوالد يتابع الجديد في إقامته اللندنية، أنا أيضاً لا أكف عن التعرف على الملامح المتميزة لفن الرقص عالمياً. وربما دخلت بكين على خط الرحلة.? استقدام أساتذة ومبدعين لإبقاء الفرقة في جو الجديد، تركز فيه على روسيا وفرنسا؟- لأن فيهما غايتي الفنية بالكامل. هم لا يعلّموننا شيئاً، بل يطلعوننا على مناهج وتوجهات حديثة معتمدة في بلديهما بحيث يبقى الراقصون على إطلاع ميداني بهذه الأجواء.
فنون - مسرح
«الوالد في بريطانيا ... يقرأ ويشاهد ويطّلع على الجديد»
إيفان كركلا لـ«الراي»: جمعنا لبنان تحت راية الرقص
02:26 ص