كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق ان المعلومات الاولية عن التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع مساء أول من أمس، في محلة جبل محسن (طرابلس) تشير الى ان تنظيم «داعش» هو الذي يقف وراءه.ولفت المشنوق من طرابلس حيث ترأس اجتماع مجلس الامن الفرعي الى «ان التنسيق بين الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش قائم على قدم وساق لان المرحلة المقبلة ستكون صعبة»، مشيراً الى انه ما دام «الحريق في سورية مستمراً فالأزمة ستزداد، ولكن بالوعي والتضامن مع الجيش والتماسك بين المواطنين سنكون قادرين على تعطيل التفجيرات».وشدد على أن «التحقيق جار وجدي جداً والاجهزة الامنية استطاعت خلال وقت قصير أن تحصل على المعلومات والاسماء»، كاشفا أن «الانتحارييْن قد يكونان على علاقة بالارهابي منذر الحسن» الذي قُتل في يوليو الماضي خلال مداهمة عناصر شعبة المعلومات لمنزل كان يختبئ فيه بطرابلس، علماً انه كان متَهماً بالتنسيق مع انتحاريي «داعش» في لبنان وتزويدهم بالأحزمة الناسفة، وهو ما تكشّف بعد تفجير انتحاري نفسه في فندق «دوروي» (الروشة) إثناء محاولة القبض عليه فيما تم توقيف شريكه الذي اصيب بجروح.وجاء كلام المشنوق غداة تبني «جبهة النصرة» عبر «تويتر» تفجير جبل محسن (شيّعت امس شهداءها التسعة) اذ كتبت على حساب «مراسل القلمون» التابع لها على الموقع: «استهداف مقهى للحزب الوطني الديموقراطي النصيري في جبل محسن بعملية استشهادية مزدوجة ثأرا لأهل السنة في سورية ولبنان»، في حين نقلت وكالة «الاناضول» عن قيادي في الجبهة «ان انتحاريين لبنانيين من«النصرة»نفذا العملية التي استهدفت مقهى في جبل محسن. وهما طه كيال (اسمه الصحيح طه خيال) وبلال إبراهيم (اسمه الحقيقي بلال محمد مرعيان) وجرى تدريبهما في القلمون السورية وإرسالهما إلى طرابلس لتنفيذ العملية».وفي حين سلّم والد خيال نفسه الى القوى الأمنية بعد التفجير وتعرف الى جثة ابنه، اوقفت الاجهزة الامنية في الساعات التي تلت الانفجار 4 اشخاص كانوا على تواصل في الفترة الاخيرة مع الانتحارييْن وكانوا يخططون للذهاب الى سورية، وبينهم علي ف.د، منذر.ش ووائل.أ.واشارت تقارير في بيروت امس، الى ان خيال (20 عاماً) ومرعيان (28 عاماً) كانا موضع بحث من الاجهزة الامنية اللبنانية التي كانت تعلم انهما خرجا الى سورية بصورة غير شرعية وانهما اختفيا منذ الاحداث الاخيرة في طرابلس مع الجيش اللبناني.ووفق هذه التقارير فان خيال ومرعيان هما من ضمن لائحة تضم نحو 120 اسماً لشبان من طرابلس والشمال يشتبه بأنهم غادروا لبنان في الأشهر الأربعة الأخيرة إلى سورية والعراق للعمل مع مجموعات متطرفة ولا سيما «النصرة» و«داعش» وان بلاغات صدرت بحقهم، موضحة ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي سبق ان اوقفت اسامة عنتر لتسهيله ارسال شبان الى الرقة وألقت القبض على آخرين بينهم مَن سبق ان ذهبوا الى سورية.وفيما أشارت التقارير الى ان خيال ومرعيان كان كل منهما مزوداً بحزام ناسف يحتوي على 2 كليوغرام من المواد الشديدة الانفجار، لفتت الى ان الأخيريْن كانا في سورية وتحديداً القلمون حيث تدرّبا وعملا تحت لواء مجموعات متطرفة، وانهما سبق ان شاركا في الاشتباكات التي كانت تدور بين جبل محسن وباب التبانة.وحسب التقارير نفسها فان التحقيقات الجارية تركّز على تحليل داتا الاتصالات الخاصة بهاتفيْ خيال ومرعيان لمعرفة مع مَن كانا يتواصلان، وايضاً على معرفة مَن ساعدهما لوجستياً، اي مَن نقلهما الى سورية التي عادا منها قبل اسبوع فقط ومَن زوّدهما الحزاميْن اضافة الى تفاصيل ساعات قبل التنفيذ.وكان تفجير السبت وقع عندما دخل احد الانتحارييْن«مقهى ابو عمران» في جبل محسن (غير البعيد عن منطقة المنكوبين التي يسكنها خيال ومرعيان) وفجّر نفسه، وبعدما تجمّع المواطنون في محاولة للوقوف على ما حصل وإنقاذ الجرحى فجّر الثاني نفسه الامر الذي أدى الى سقوط تسعة قتلى وأكثر من 36 جريحاً على الاقل بعض اصاباتهم حرجة.وسريعاً طوَّق الجيش اللبناني مكان التفجير ومسرحه وباشر الخبراء العسكريون والمحققون كشف المكان وسط نقل الضحايا والجرحى، فيما سارع محافظ الشمال رمزي نهرا بناء على توجيهات وزير الداخلية الى إصدار قرار بمنع التجول في منطقة جبل محسن حصراً حتى السابعة من صباح امس. كما نفذ الجيش انتشاراً واسعاً في منطقتي التبانة والمنكوبين حيث طوَّق منزليْ الانتحاريين.