لدينا إمكانات وطاقات هائلة للارتقاء بذواتنا والاستفادة مما حولنا، ونعلم جيداً أن البنية الشعورية والفكرية للإنسان شديدة الرهافة، وتحتاج إلى عناية شديدة، حيث إن فكرة جوهرية يتخذ منها الإنسان رأس جسر، ويثابر على العمل بها قد تغيّر مجرى حياته، وتنقله من حال إلى حال، كما أن توهمه لأمر من الأمور، قد يكبله، ويصده عن النهوض إلى الكثير من المشاريع.من الأفكار الجوهرية التي يستطيع الإنسان أن ينهض بها وتُغير مجرى حياته، الرغبة في القراءة، فالرغبة تُصنع صناعة على أيدي المربين والمعلمين، وتتولد الرغبة بعد التأثر بالمحيط والبيئة السائدة التي يعيشها الإنسان.الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، فالأسرة هي من تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة، الأسرة تقدم للطفل الخيارات التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والرسم والتلوين والكتابة، أو أنه يتعود الانغماس في اللهو واللعب والخروج وتتبع الأمور التافهة.مشاهدات الطفل لأنشطة من حوله كأن يرى أباً ممسكاً بكتاباً، أو أخاً يرسم، أو أماً تطّلع على دراسة أو بحثا، تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي، فالأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، فلنسعَ لنكون أسر اثنين بواحد، أي أسر قارئة متعلمة، وذلك بإيجاد الجو الذي يحث أبناءنا على ممارسة نشاط القراءة.إن صغارنا سيمتلكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أن مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا عن تغذية أجسادهم.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مقالات
منى فهد عبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي
النهوض يبدأ بكتاب ... !
01:48 ص