«كلما تدنّت درجات الحرارة أكثر ازدادت حرقة قلبي على ولدي الذي يواجه العاصفة في العراء»...بهذه الكلمات عبّرت ليلى الاشقر، والدة الرقيب اول في قوى الامن الداخلي جورج خزاقة لـ «الراي»عن حزنها الكبير لغياب ابنها المخطوف منذ 2 اغسطس الماضي، والذي تعتقد انه مع «جبهة النصرة» مضيفة: «فأنا لا أعلم مع مَن ولدي، لم أره منذ اختطافه ولم اسمع صوته في الهاتف الا مرة واحدة منذ اسْره، وكان ذلك قبل أشهر».بياض العاصفة «زينة» الذي زيّن لبنان حلّ «كارثياً» على أهالي المخطوفين الـ 25 الذين ما زالوا قيد الأسر لدى «النصرة» و«داعش». آباء وامهات وزوجات واولاد لا يمكنهم تصور كيف يواجه المخطوفون البرد القارس في جرود القلمون السورية حيث «يسكنون» مجبرين في المغاور. والكلمات لاتستطيع أن تسعف عائلات الأسرى التي ملّت التعبير من دون أن تلقى آذانا مصغية سواء من الدولة أم من الخاطفين، وهذا ما دفع ليلى الى القول «وكّلتُ امري الى الله، وهو يعلم جيداً كيف يتصرف معهم، لا الدولة تحركت بشكل جدي ولا الخاطفون لديهم رحمة». الأهالي طالبوا وزير الصحة وائل أبو فاعور بالتوسط لدى الخاطفين للسماح لهم بإيصال ألبسة ومدافئ لأولادهم، فكان الجواب كما قالت نزهة زوجة المخطوف لدى «النصرة» بيار جعجع لـ «الراي»: «كل حاجات التدفئة مؤمنة لهم». وتضيف بغصّة: «أطلب من الله أن يرحمهم، اذا كنا في المنزل نشعر بأن أطرافنا تجمدت من الصقيع فكيف بالمخطوفين الجالسين في قلب العاصفة؟ نحن نغلق أبوابنا وننام وهم يقبعون في مغارة بابها مفتوح. لا أعلم ماذا يشعرون، هل مرّ على زوجي يوم وشعر فيه بالدفء منذ خطْفه، هل ينام وبطنه خاوٍ أم كما يقولون يؤمنون الطعام له؟».اذا كان الشيخ حمزة حمص، تمكن قبل ايام من مقابلة ولده العريف وائل حمص، المخطوف لدى «النصرة» في جرود عرسال على مدى أكثر من ساعة، فإن ما وعد به الأهالي بأنهم في الأيام المقبلة سيتمكنون من مقابلة أبنائهم الواحد تلو الآخر لم يتحقق الى الآن والسبب في ذلك بحسب زهراء زوجة المخطوف عباس مشبك يعود «ربما الى العاصفة التي قطعت أوصال الطرق كما قطعت أوصالنا».وعن سير المفاوضات لإطلاق العسكريين، قالت: «لم أعد أؤمن بهم وبمفاوضاتهم، إما عملية جراحية تعيدهم الينا أو لن أصدّق وعوداً واهية».وعلى العكس من زهراء، فان حسين يوسف والد المخطوف «محمد» مطمئنّ الى الايجابية التي وصل اليها الملف وقال لـ «الراي»: «موعودون بالخير في الفترة المقبلة»، مضيفا: «الخيم ستبقى في ساحة رياض الصلح الى آخر لحظة وحتى يخرج آخر عسكري من المخطوفين».