«شتاء الكويت المقبل لم تشهده منذ سنين»... «برد الشتاء المقبل سيبيري»... «أمطار الشتاء المقبل ستكون استثنائية لم تمر على الكويت منذ نحو نصف قرن»!عبارات انطلقت من أفواه خبراء الأرصاد الجوية قبل حلول موسم الشتاء، فوقعت نغماً موسيقياً على آذان تجار الشتاء ومستلزماته، من ملابس ثقيلة، وأجهزة تدفئة وفحم، فحملوا للكويت كل ما استطاعوا انتظارا للشتاء الاستثنائي.. ثم دخلت أيامه يوما بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع، وإذا بالشتاء الاستثنائي، كان استتثنائيا بعدم الهطول، والبرد السيبيري فضل البقاء في سيبيريا، والتجار «توهّقوا»!«خبراء الأرصاد ورطونا»، عبارة تلخص رأي عدد من تجار أجهزة التدفئة والفحم الذين تحدثوا لـ«الراي» عن الماسأة التي يعيشونها نتيجة كساد بضاعتهم التي استوردوها هذا العام بكميات كبيرة نتيجة عدم اقبال المواطنين على شرائها مثلما كانوا يتوقعون.مأسأة هؤلاء التجار والخسائر التي يتعرضون لها سببها الأول والأخير - على حد قولهم - تصريحات خبراء الأرصاد الخاطئة، التي توقعوا فيها ان يكون فصل الشتاء الحالي الأشد برودة على الإطلاق، الأمر الذي حدا بهم لاستيراد كميات كبيرة من أجهزة التدفئة لتلبية احتياجات السوق، ولكن مع قدوم الشتاء جاءت الرياح بما لا يشتهي التجار، فدرجات الحرارة كانت مناسبة ولا تحتاج لأجهزة تدفئة.خسائر التجار ليست مثل خطأ خبراء الأرصاد، يمحوها تنويه ينشر في الصحف أو بعض وسائل الإعلام، يبررون فيه وجهة نظرهم، فخسائر التجار تتحدث عنها لغة الأرقام، ومصائبهم التي حلت على رؤوسهم بفضل تصريحات الخبراء لا يرفعها إلا المولى عزوجل.«الراي» جالت على بعض محال تجار الأجهزة الكهربائية، واستطلعت منهم أحوال السوق الخاصة بأجهزة التدفئة تحديدا ومدى الإقبال على شرائها.اسلام خان، صاحب أحد المحال التجارية، يقول «كما ترى البضاعة متروسة في المخازن، ولا تجد من يشتريها، كل المحال التجارية استوردت كميات كبيرة من أجهزة التدفئة بعد أن قرأت في الصحف وشاهدت في الفضائيات الكل يتحدث عن برودة شديدة خلال هذا الشتاء».من جانبه، يقول فتحي جميل «عوضنا على الله في هذه البضاعة، وحسبنا ونعم الوكيل في كل من توقع وقال ان الشتاء الحالي سيشهد موجة برد قارسة».ويأمل جميل ان تصدق هذه المرة توقعات خبراء الأرصاد الذين توقعوا ان تشهد الأيام المقبلة انخفاضا في درجة الحرارة «لعل وعسى ان يتحرك السوق قليلا ونعوض خسائرنا».وفي المقابل لم يكن وضع تجار الفحم أفضل حالا من تجار الأجهزة الكهربائية، وان كانت خسائرهم أخف وطأة من خسائر تجار أجهزة التدفئة.يقول علي يوسف، وهو أحد تجار الفحم «الإقبال على شراء الفحم هذا العام قليل مقارنة بالسنوات الفائتة التي كنا نسجل أرقام مبيعات كبيرة».وأرجع يوسف سبب تدني عمليات بيع الفحم هذا العام إلى قرار بلدية الكويت الذي تقلص معه عدد المخيمات، حيث يقول «عدد المخميات انخفض هذا العام من 285 ألف مخيم، إلى 25 ألفا فقط، الأمر الذي أثر بشكل كبير على مبيعات الفحم».ويضيف يوسف «ربما يكون عامل اعتدال الطقس في الشتاء وعدم انخفاض درجة الحرارة لمستويات قياسية مثلما توقع خبراء الأرصاد سبب آخر في كساد سوق الفحم».ويتفق التاجر فهد القاسم مع زميل مهنته التاجر علي يوسف، بأن قرار بلدية الكويت واعتدال درجة الحارة في فصل الشتاء الحالي من ابرز العوامل التي أثرت على سوق مبيعات الفحم هذا العام.ويقول القاسم «ان مبيعاتنا هذا العام مضروبة مقارنة بالأعوام الفائتة، ومن يتوقع ان يزيد حجم الإقبال على شراء الفحم خلال الأيام المقبلة إنسان واهم، فموسم المربعانية قارب على الانتهاء، ولا عزاء لنا».+