شكا الركاب المغادرون من مطار الكويت الدولي - وعلى أكثر من رحلة - من روتين نظام التفتيش الآلي الجديد للامتعة (السونار)، الأمر الذي انعكس سلباً على حركات إقلاع الطائرات في مواعيدها.واختبر المسافرون على رحلة تابعة لطيران الشرق الأوسط (MEA) النتيجة غير المرجوة من أجهرة التفتيش الحديثة في مطار الكويت، حيث أمضوا ساعتين بدءاً من العاشرة مساء أول من أمس وحتى منتصف الليل وهم متسمّرون في مقاعدهم داخل الطائرة، وحقائبهم لا تزال تنتظر دورها لإنجاز معاينتها، ما اضطر قائد الطائرة إلى الإقلاع باتجاه مطار رفيق الحريري الدولي حيث وصل قرابة الساعة الثالثة من فجر أمس بعد تأخير دام ثلاث ساعات عن موعد وصوله المجدول.وعلمت «الراي» أن طائرة أقلعت من بيروت في السادسة من صباح أمس لنقل حقائب الركاب التي باتت ليلتها في مطار الكويت تنتظر دورها في التفتيش.حالة من التذمر بدأت تشهدها شركات خطوط الطيران العاملة في مطار الكويت جراء عمليات التأخير في مواعيد الرحلات نتيجة خلل في عمليات تفتيش أمتعة المسافرين ناجم عن النقص المتواصل في أجهزة التفتيش التي تم تركيبها أخيراً في المطار.قصة التأخير بدأت مع الاستعدادات لتطبيق نظام التفتيش الآلي الجديد للامتعة (السونار) وهو نظام يعتمد على أجهزة 9400 CTX الإلكترونية التي تكشف من خلال الاشعة المقطعية محتويات حقائب المسافرين، وتتميز بكشف المتفجرات بشكل آلي، وجاء ذلك التحديث تنفيذاً لطلب إدارة أمن النقل العالمية (TSA) المسؤولة عن سلامة النقل، وإلا تعرض مطار الكويت لوقف استقبال الرحلات منه وإليه، وقد أعطت المنظمة مهلة حتى نهاية العام الحالي لاعتماد هذه الأجهزة.وقالت مصادر أمنية لـ «الراي»: إن «الطيران المدني بدأ في تطبيق النظام الجديد للتفتيش من خلال تقسيم المطار إلى 4 مناطق، وبتوزيع جهازي CTX9400 لكل منطقة، وكل جهاز يقوم بتفتيش 450 حقيبة في الساعة أي بمعدل 900 حقيبة في الساعة لكل منطقة، إلا أنه تم تركيب جهاز واحد يفحص 450 حقيبة في الساعة لكل قطاع من القطاعين المتبقيين نظراً لنقص الأجهزة ولعدم وجود جهاز آخر مساند للجهاز الوحيد، الأمر الذي أدى إلى تعطل عمليات التفتيش لدى بعض الطائرات».وأوضحت المصادر أن «إدارة الطيران المدني كانت وقعت مناقصة مع شركة عالمية أخرى لجلب أجهزة L3 القادرة على معاينة 1207 حقائب في الساعة، ولاتزال في طور الجهات الرقابية والمحاسبية بالدولة رغم أن الشركة المشغّلة للمشروع حالياً ولأجهزة CTX أبدت استعدادها لتزويد المطار بهذه الأجهزة وبسعة أكبر تصل إلى 1207 حقائب من أجهزة CTX، لكن الطيران المدني رفض عرضها وآثر الدخول في مناقصة جديدة مع شركة جديدة، ما جعل شركات الطيران تعاني من تأخير رحلاتها ما ينعكس سلباً على الرحلات والشركات والمسافرين».