عام جديد في الكويت دخل بلا جديد، سوى ارتفاع معدلات غياب التفاعل الحكومي عن تنظيم الاحتفالات التي تحيي المناسبة في فعاليات «انجاز» أو ترفيه.لكن رغم ذلك سادت أجواء فرح قادها مواطنون ووافدون اختاروا الا يتركوا المناسبة المشتعلة خليجيا وعربيا وعالميا تذهب بلا تفاعل وتجاوب، فأحيوا الليلة في الطرقات والشوارع والمقاهي والهبوا السماء بالالعاب النارية.وفيما خرج كثيرون الى المخيمات يرصدون ساعة الصفر مع تطلعات وأماني بتجاوز المحطات الصعبة منها ان تكون البداية الجديدة بداية خير على أمل «ارتفاع برميل النفط» وصولا الى «تحقيق التنمية الحقيقية في البلد» فضل آخرون الجلوس خلف الشاشات التي تنقل الاحتفالات في كثير من دول العالم.ويقول أحمد العنزي ان «الكويتيين يريدون ان تكون بلادهم هي الاجمل والاكثر تطورا، ووتتجاوز كل المحطات الصعبة، لكن المؤشرات حتى الان لا تشي بذلك خصوصا في ظل انخفاض أسعار النفط... والله يستر لايستمر النزول وتحدث كارثة مالية».ويضيف:«الوضع يبدو صعبا للغاية، لكن نأمل ان تعود الاسعار الى ماكانت عليه وان يكون العام الجديد بوابة التفاؤل والانطلاق نحو مستقبل مشرق للكويت وشعبها».لكن صالح فهد يرى ان «الاوضاع لاتدعو للقلق، غير ان المشكلة تكمن في الحكومة التي لاتتفاعل مع الأحداث العالمية، لذلك هي لم تكترث في احياء احفالات العام الجديد اسوة بالدول المجاورة التي عاشت ليلة فرح وسرور وهم يحصدون انجازاتهم العملاقة فيما جلسنا نحن نتابع عبرالشاشات هذه الفرحة التي أفرحتنا أيضا وكنا نتمنى رؤيتها في وطننا».ويتابع«احتفلنا في البر كما كل عام خلف (دوة ) الفحم نشرب الشاي، فيما كنا نتابع أيضا الاخبار التي تحدثت عن كبسات أمنية على المحتفلين خارج اطار القانون، وأيدنا ذلك بشدة برغم ان الجهات الحكومية لاتنظم الفعاليات التي يحتاجها الناس الباحثة عن الفرح».وفي المقابل، لجأ معظم الوافدين في الكويت إلى المقاهي الشعبية والمولات التجارية احتفالا بهذه الليلة وانتهزت المجاميع الشبابية من هؤلاء الأشخاص فرصة الاحتفال بهذه المناسبة لعلها تنسيهم لبعض الوقت قسوة العيش بعيدا عن أسرهم.وكانت المقاهي الشعبية المنتشرة في مناطق الفروانية وحولي والسالمية إلى جانب بعض المجمعات التجارية هي الأكثر استقطابا لتلك المجاميع باعتبارها الأماكن الأنسب لهم، حيث لم تخل احتفالاتهم من بعض الإسقاطات السياسية التي أسقطوها على واقعهم الذين يعيشونه في الكويت منتقدين بأسلوب ساخر تلك القرارات الأخيرة الخاصة بمواضيع تجديد جوازات السفر ومنعهم من الشواء وغيرها من القرارات الأخرى.غرامات الجوازات وقرار الشواء ورفع أسعار الشقق السكنية وفواتير الكهرباء والبنزين، كلها مواضيع كانت حاضرة في ذهن الوافدين خلال احتفالهم بليلة رأس السنة، والأمل يحدوهم ان تكون السنة الجديدة فاتحة خير على الجميع.يقول محمد عتريس وهو وافد مصري «نتمنى أن يكون العام 2015 سعيدا على الشعوب العربية قاطبة وأن يكون أفضل من سابقه الذي اكتوت فيه معظم تلك الشعوب بنار غلاء المعيشة».من جانبه تمنى محمود فهمي على الحكومة الكويتية ان تنظر بعين الرأفة لحال الوافدين الغلابة الذين وقعوا في شباك الغرامات المالية الخاصة بجوازات السفر.ويقول فهمي «عهدنا الكويت دولة خير وإنسانية، لهذا نأمل من أصحاب القرار ان يكون العام 2015 عام خير وإنسانية وان يعيدوا النظر في قراراتهم الأخيرة الخاصة بهذا الشأن لأن هناك أشخاصا كثيرين لا يستطيعون دفع هذه الغرامات».ومن جهته يقول سهيل الجربا «نأمل من الله العلي القدير ان يبدأ الشعب السوري هذا العام حياته بعيدا عن الصراعات التي مزقته طيلة السنوات الأربعة الفائتة وان يعود اللاجئون إلى ديارهم في أقرب فرصة».بدوره طالب فتحي رشيد القائمين على تنظيم عملية العقار في الكويت ايجاد حل سريع وفوري لأسعار الشقق السكنية التي زادت الضعف في آخر سنتين.وتساءل رشيد «هل يعقل ان شقة تتكون من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام في منطقة الفروانية يصل سعرها إلى 350 دينارا؟»ويضيف رشيد «سعر مثل هذه الشقة كان يتم تأجيرها قبل سنتين بـ 175 دينارا فقط، ما الذي حدث وجعل أسعار الشقق تقفز إلى أرقام خالية، لذا نتمنى ان يشهد العام 2015 هبوطا في أسعار تلك الشقق».أشاد كثير من الوافدين الذين التقيناهم ليلة رأس السنة بمواقف بعض النواب الذين كانت لهم مواقف مساندة وداعمة لحال الوافدين في الكويت، وقالوا «نتمنى على هؤلاء النواب ان يرفعوا من وتيرة مطالبتهم لثني الحكومة عن تفعيل بعض القرارات الأخيرة».
محليات
في وداع 2014... 2015 وعد بالأمل / الكويتيون تفاعلوا فردياً في غياب الفعاليات الحكومية... والوافدون «دبكات» رغم «الغرامات»
احتفالات العام الجديد... بلا جديد
11:10 ص