لا شك في أن العام 2014 الذي طوى آخر صفحاته أمس كان مثقلاً بالعديد من الأحداث، خصوصاً على مستوى كرة القدم.لن نقوم بتعداد الإنجازات التي تحققت لكن حريٌّ بنا ألا نرمي الورقة الأخيرة من روزنامة 2014 دون ان نعرج على الحدث الأبرز المتمثل ببطولة كأس العالم التي استضافتها البرازيل بين يونيو ويوليو الماضيين، وتركت أثراً بليغاً، ليس فقط في عشاق الكرة المستديرة، بل في كينونة اللعبة الأكثر شعبية في العالم.صحيح ان اللحظة الأهم تبقى تلك التي يرفع فيها قائد المنتخب الفائز تلك الكأس الذهبية عالياً في لقطة ما تلبث أن تصبح خالدة في تاريخ البطولة الأهم، بيد أن المونديال الأخير أفرز نتيجة تاريخية لن تتكرر وتمثلت بالفوز الأسطوري الذي حققه منتخب ألمانيا على حساب منتخب البرازيل في الدور نصف النهائي وبنتيجة خيالية 7-1 في مدينة بيلو هوريزونتي.كانت هذه النتيجة أبرز حتى من فوز ألمانيا على الارجنتين في النهائي، ليس لفداحتها بالنسبة الى «راقصي السامبا» وروعتها بالنسبة الى «ناسيونال مانشافت »، بل نظرا الى المكانة التي تحتلها البرازيل في «ضمير» كرة القدم.لقد سقط «أحفاد بيليه» في عقر دارهم، وفي نصف نهائي كأس العالم التي جعلت منهم أمة كرة القدم، وبنتيجة 1-7.هذا بالتأكيد مفترق مفصلي في تاريخ اللعبة.صحيح ان هدف ماريو غوتسه الذي باع الحذاء الذي كان ينتعله لدى تسجيل هدف الفوز على الارجنتين في النهائي بمليون يورو هو قمة «العرس العالمي» الا ان الـ7-1 تمثل قمة القمم في 2014.واللافت ان المباراة بين المانيا والبرازيل احتلت المركز الاول على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي للعام الفائت لناحية الأكثر حظوةً بالتغريد متقدمة على احتجاجات فيرغوسون ميسوري على قتل الشرطة لمايكل براون في الولايات المتحدة الاميركية والصراع العسكري في أوكرانيا.ولابد من الاشارة ايضا الى فوز ريال مدريد الاسباني بـ «العاشرة» اي اللقب العاشر في مسابقة دوري ابطال اوروبا والذي اعتبر إحدى المحطات المهمة في 2014، خصوصا انه جاء بعد «عملية قيصرية» امتدت 12 سنة تاريخ فوزه باللقب الغالي للمرة الاخيرة وصرفه اكثر من مليار يورو على لاعبين ومدربين مذاك، ومن ثم تخلفه امام مواطنه اتلتيكو مدريد بهدف في نهائي العام الماضي في مدينة لشبونة البرتغالي حتى الدقيقة 93 عندما ظهر سيرخيو راموس من المجهول وعادل النتيجة وجرّ الفريقين الى شوطين اضافيين نجح خلالهما «الملكي» في القضاء على الـ «روخيبلانكوس» 4-1.لم تكن «العاشرة» لقباً عادياً بل اعتبرت بمثابة الحاجة لنادٍ فُطر على تحقيق الأمجاد.واعتبر العالم 2014 حلقة جديدة من سلسلة الصراع المحموم منذ العالم 2009 بين الارجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الاسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد، سواء على صعيد الارقام القياسية او الاهداف، بيد ان الرجلين فشلا في مونديال البرازيل، الاول بالخسارة في النهائي امام المانيا بهدف والثاني بالخروج من الدور الاول بخسارة ايضا امام المانيا برباعية نظيفة، ليظهر الحارس الالماني مانويل نوير كمرشح الى جانبهما في السباق المحموم على جائزة «الكرة الذهبية».ماذا يخبئ لنا العالم 2015؟بالتأكيد سيكون بمثابة فصل جديد للصراع بين «ليو» و«سي آر 7»، بيد ان ثمة من قد يدخل على الخط، وربما يكون البرازيلي نيمار دا سيلفا أو غيره، لكن الـ7-1 لن تتكرر لا في 2015 ولا في 2500 لأننا لن نكون في العام الراهن في «سنة مونديال» ولأن البرازيل لن تستضيف كأس العالم مجدداً هذه السنة،...ولأن الكوارث والأمجاد التاريخية لا تتنفس سوى مرة قبل أن تموت حيّة في الكتب السميكة.سهيل الحويك
رياضة - رياضة محلية
سهيل الحويك / Off Side
7-1 ... رمز 2014
03:55 م