اليوم هو الحادي والثلاثون من ديسمبر، اليوم الاخير من عام 2014، والمهلة الأخيرة لتقاعد العسكريين رغبة في المزايا المالية، والذين اعطوا مهلة للتقاعد تنتهي بنهاية هذا اليوم اذا ما أرادوا الاستفادة من مزايا قرار التقاعد الاستثنائي والمتمثلة بمكافأة الاستحقاق والتي تتراوح بين 120 و180 ألف دينار وراتب اضافي يتراوح بين 500 و 750 دينارا زيادة على المعاش وذلك حسب الرتبة.لكن البعض من هؤلاء ينتابه شعور بالحزن والحيرة، هل يبقى؟ هل يتقاعد؟انطلاقا من مقولة قديمة سائدة «إذا تبي تحيره خيره» فإن الحيرة كانت هي السائدة على كثير من تلك القيادات، حتى كان القرار الصعب للبعض في التقاعد، انطلاقا من «مجبر اخاك لا بطل» وذلك للاستفادة من المزايا «الحاتمية» التي لن تتكرر، متعللين بعبارات متنوعة ابرزها «خدمت بما فيه الكفاية» ليرد عليه اخر «هذي سنة الحياة»، فيما بعض آخر رأى في العرض الحاتمي فرصة لن تتكرر لتكملة بنيان منزله المتوقف أو لتسديد ديون، أو أنه اعتبر ان هذا المال هو حق لابنائه واسرته، وبالتالي ليس من العدل ان يتخذ قرارا يؤدي لضياع تلك الاموال على اسرته، اذا تعددت الاسباب والتقاعد واحد.الا أنه من المؤكد أن «في الحلق غصة» فبعض ممن لم يقدم على التقاعد يرون أنهم مقبلون على مرحلة معتقدين انهم ضحوا بامتيازات مالية مقابل مستقبل وظيفي «مجهول» فهم يخافون الا يستفاد من خدماتهم سواء بوضعهم في اماكن وظيفية لا تتناسب مع طموحاتهم او ان يتم تجميدهم او اجبارهم على التقاعد، لا سيما ان الوزارة لم تقدم ضمانات أو التزاما لأي شخص بأن يتولى منصبا بعينه.وعلى مبدأ «أشحادك يا المسمار قال المطرقة» يحتفظ بعض هؤلاء الضباط لأنفسهم بأسباب البقاء في الخدمة، متعذرين بمبررات منها كونهم في عز الشباب وانهم لا يزالون ذوي عطاء لخدمة البلد وانهم يرغبون بالخدمة وان العمل حياتهم وانهم مثل «السمج ان طلع من الماي مات»!