لو صادفك الحظ واشتريت بعشرة آلاف دينار أسهماً في سهم مضاربي مثل «المستثمرون» بتاريخ 18 ديسمبر، وأغلقت هاتفك وسافرت، سيكون في محفظتك اليوم 19,460 دينارا عداً ونقداً.هذه ليست دعوة للمضاربة، لكنه نموذج عن المكاسب الجنونية التي حققها بعض المضاربين في الجلسات السبع الماضية، أي منذ أن عكس السوق اتجاهه فجأة، ومن دون سابق إنذار.البعض ممن حققوا المكاسب يتفاخرون بقوة القلب، في حين يجزم آخرون بأن الأمر لا يتعدى كونه «ضربة حظ». لكن هذه الصبغة المضاربية للمكاسب على أسهمٍ لا تتمتع بأساسيّات قويّة يثير المخاوف من هشاشة الارتفاعات الحالية للسوق، أو جانب منها على الأقل.وتأتي هذه المكاسب بعد أن هبطت مؤشرات البورصة الى مستويات لم ترها منذ سنوات، فيما تداولات صفقات على أسعار لأسهم قيادية لم تشهدها منذ التسعينيات (مع ملاحظة تأثير التوزيعات السنوية على تلك السلع).وفي ظل القوة الشرائية التي شهدتها شريحة من الأسهم التشغيلية التي تراجعت بشكل كبير قبل ذلك التاريخ حقق الافراد والمحافظ الاستثمارية عوائد قد تكون الافضل في السوق منذ بداية العام الحالي.وتراوحت المكاسب السوقية لأكثر 15 سهماً ارتفاعاً خلال السبع جلسات السابقة ما بين 36.4 في المئة و94.6 في المئة في المئة، فيما لوحظ حسب متابعة أجرتها «الراي» أن السلع الاكثر عائداً هي التي تتداول تحت سقف المئة فلس، إذ غابت الكيانات القيادية عن الصورة علماً بأنها استعادت خلال الأيام الاخيرة توازنها وعوضت الخسائر التي مُنيت بها في ظل الهبوط الحاد الذي شهدته البورصة.الصناديقو كان لارتفاع الأسهم الثقيلة مثل البنوك على غرار الوطني، بيتك وغيرهما الى جانب الشركات الخدمية مثل «زين» و«اجيليتي» و «المباني» ومن على شاكلتها انعكاس واضح في انعاش قيمة أصول الصناديق القديمة التي تمثل تلك الأسهم ما بين 50 و80 في المئة من موجوداتها.ولا يخفى ان الشركات التشغيلية ما زالت هدفاً لدى المحافظ والصناديق والافراد أيضاً ممن يفضلون أسهم الأمان التي تستعيد توازنها سريعاً بعد أي تراجع أو كبوة قد تتعرض لها، فهناك عوامل جذب تجعل من تلك السلع هدفاً جيداً، منها عوائد التوزيعات السنوية وتاريخها المشرف وسط توقعات بأن تحافظ على معدل التوزيع المُعتاد.ويُلاحظ أن حجم الشراء الذي تم على الأسهم القيادية منذ بلوغ قاع الهبوط الاخير لا يقابله بيع بالوتيرة نفسها مع وصول الأسعار الى مستوياتها المُعتادة، ما يعكس قناعة الاوساط الاستثمارية وتحديداً المشتري بأن ما لديه من أسهم ليست للبيع على الاقل في الوقت الحالي.مكاسبواستفاد سهم «المستثمرون القابضة»من ابتداء تداولاتها بتاريخ 18 الجاري عند مستوى 19 فلساً بانخفاض كبير عن سعر الفسخ الذي يُفترض ان يتداول عليه لو أنه لم يبدأ التداول بسقف مفتوح، إلا أن مواكبة عودة السهم بعد خفض رأس المال صاحبها تجاوز الايقاف عن التداول 90 يوماً ليصل الى ستة أشهر ما يستدعي تداول السهم بسقف مفتوح دون تقيد بوحدات سعرية أو سعر أساس بعينه، وجاءت موجة الارتفاع لتغذي جولة مكاسب للسهم الذي يسجل ارتفاعا بالحد الأعلى كل يوم ليصل الى 36 فلساً بزيادة تبلغ 94.6 في المئة عن أول سعر تداول عليه السهم لدى عودته الى التداول!وحققت أسهم مضاربية أخرى مثل الميادين والقرين القابضة والصفاة للطاقة وأدنك وبيت الاستثمار الخليجي مكاسب تتراوح بين 48.8 في المئة و63.6 في المئة، فيما سجلت كل من رمال القابضة والمال للاستثمار والمنتجعات اضافة الى الرابطة والتخصيص وصكوك القابضة والمدينة للاستثمار وايفا ارتفاعات تتراوح بين 36 في المئة و43.8 في المئة.وتظل تلك الارتفاعات دون تأثير يذكر على قيمة الاقتناء الاساسية للمحافظ التي اشترتها منذ ما قبل الازمة المالية مثلاً، إذ تختلف أسعارها آنذاك بما تتداول عليه اليوم في سوق الاوراق المالية.وعلى صعيد تعاملات البورصة أمس ، حقق المؤشر العام مزيدا من المكاسب ليقترب من المستوى الفني الـ 6700 نقطة (يفصلها عنه نحو 20 نقطة)، إذ اقفل عند مستوى 6679.2 نقطة بارتفاع يصل الى 101.4 نقطة.وسجل المؤشر الوزني ارتفاعاً بـ 2.67 نقطة ليصل الى 444.3 نقطة، فيما واصل «كويت 15» مكاسب تبلغ 4.09 نقطة ليقفل عند 1074.08 نقطة.وبلغت كمية الاسهم المتداولة 357.6 مليون سهم بقيمة تصل الى 34 مليون دينار نفذت من خلال 9719 صفقة نقدية.وشهدت جلسة الامس مزيدا من عمليات الشراء على الاسهم الصغيرة (تحت سقف 100 فلس)، فيما استحوذت أسهم «كويت 15» 14.3 مليون دينار من أساس 34 مليون دينار.
اقتصاد
استثمار
ضربة مضاربة: 94 في المئة خلال 7 أيام !
06:08 ص