قال النائب الفاضل نبيل الفضل: «إن الخمر كانت في الكويت وكانت من العادات والتقاليد والتراث في الكويت.. مضيفاً: هل أجدادنا وآباؤنا كانوا فاسدين لما كانت الخمر بالكويت ولما كان فيه حفلات بالكويت؟». انتهى كلامهإن التربية هي الأداة التي تُستخدم في نقل العقائد والمعارف والآداب من جيل سابق إلى جيل لاحق، مع إضفاء على ما ينقل شيئاً من التصورات والثقافة الخاصة، وهذا مصدر كبير للتباين بين المربين والبيئات التي ننشأ فيها.لا ننكر بأن أحوالنا العامة ستظل متأزمة ما دامت بعض مؤسساتنا التربوية وعلى رأسهم البيت مشغولة بترقيع ما مزقه التغير الاجتماعي، طموحاً منها مواكبة التغيرات السريعة في إطار العرف والعادات والتقاليد، إلا أن هذا ليس مبرراً لما يقال من نواب يمثلون الأمة بأن الخمر من عادات وتقاليد الأجداد. فمثلا كاتبة المقال نبتت جذورها في بيئة لجد ووالد يصلي بالمسجد كل الفرائض ويصوم الفرض والأيام التطوعية، وكان ينهرنا إذا تباطأنا أو تأخرنا عن فرض من فروضنا، وغرس فينا مسؤولية الحقوق والواجبات، كما رسخ فينا التسامي على السفاسف، ومحاولة الارتقاء إلى المثل الأعلى التي هي ركن ركين في الفلسفة التربوية.فالله - جل وعلا - زود الإنسان بطاقات وإمكانات، وجعل في تركيبه النفسي والجسمي حاجات تتطلب الإشباع، وسنّ له مبادئ وآداباً حتى يحقق رغباته وفق مبادئه وأخلاقياته وأدبياته، لكن هذا لا يمنع من وجود حالات فردية تحقق رغباتها وفق هواها ولا تكترث بأوامر الشرع ونواهيه، إلا أن هذا لا يعطي الحق للفضل أو غيره بتعميم ما هو سيئ ومستهجن على أهل الكويت، ولدتُ وتربيت في منطقة الروضة وما زلت أعيش فيها، جميع من يسكن حولنا من العائلات الراقية خلقياً وآداباً، ولم نسمع يوماً أن شخصاً من (الفريج) قال إن الخمر من عادات وتقاليد الأجداد سواء كان من السنة أو الشيعة.إن المنهج الرباني يمنح المسلم الأصول والأسس والغايات الكبرى، ويمنحه إلى ذلك ما يشكّل به العقل المفتوح الذي يملك استعداداً دائماً لقبول الجديد والنافع، وما تبرهن التجارب على صدقه وصوابه، ما دام لا يتنافر مع الإطار الإسلامي العام، ولا يخالف نصوصاً أو أحكاماً قطعية.في الختام نقول للفاضل نبيل الفضل كما قال معلم الأمة محمد بن عبدالله الهاشمي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. قل خيراً أو اصمت، ولا تعمم على أهل الكويت ما يشّوه تاريخهم في غرس مفاهيم التربية التي استندت وانطلقت من النظم العقدية والأخلاقية والاجتماعية، ونجحوا بل تفوقوا بامتياز مع مرتبة الشرف، والبرهان اليوم يصنّف المجتمع الكويتي بالمحافظ لتمسكه بالعادات والأعراف والتقاليد المستمدة من منظومتنا الإسلامية الراسخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.m.alwohib@gmail.com