«... الى الآن مرشحنا لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون». عبارة أعلنها رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبراهيم أمين السيّد من مقرّ البطريركية المارونية في بكركي وانهمك الوسط السياسي اللبناني في محاولة القراءة «بين سطورها».فالقيادي في «حزب الله» الذي التقى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحمل إليه تهنئة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بمناسبة عيد الميلاد، ورغم تذكيره بدعم ترشيح العماد عون للرئاسة «باعتباره شخصية كفوءة وقادرة على ان تتولى مسؤولية من هذا النوع في هذا الظرف الذي يواجه فيه اللبنانيون تحديات وأخطاراً كبرى»، بدا بعبارة «الى الآن» وكأنه يضع مدى زمنياً لاستمرار تبني هذا الترشيح وهو ما أرفقه بإشارة اخرى معبّرة اذ قال ان عون هو «من الشخصيات» القادرة على «القيام بالدور المطلوب والفعال في هذا الشأن».وفيما تساءلت أوساط سياسية اذا كان كلام السيد يؤشر الى مقاربة جديدة لـ «حزب الله» لملف الرئاسة هو الذي كان يُنقل عنه انه مع العماد عون الى ان يقتنع الاخير بلا جدوى استمرار ترشحه، اعتبرت دوائر متابعة ان ما اعلنه رئيس المجلس السياسي في الحزب لا يحتمل هذا الكمّ من التأويل، لافتة الى ان السيّد تمسك بترشيح عون وعلى الأرجح انه راعى وجوده في بكركي التي تعبّر عن استياء واضح من استمرار الشغور وتُحمِّل مسؤولية ذلك الى النواب الذين يقاطعون جلسات الانتخاب لا سيما كتلتا عون و«حزب الله»، وتالياً تفادى استفزاز الكنيسة من خلال كلام من نوع ان زعيم «التيار الحر» مرشحه «حتى قيام الساعة» كما سبق ان قال المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل.وفي اي حال، حملت زيارة وفد «حزب الله» لبكركي دلالاتها لانها جاءت في غمرة مساعي الكنيسة المستمرة لإنهاء الشغور الرئاسي وحضّ الكتل المقاطعة على النزول الى البرلمان، وايضاً بعد انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» والذي سيحضر فيه الاستحقاق الرئاسي من باب استكشاف امكان التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي دون البحث في اي اسماء بمعزل عن الفرقاء المسيحيين على مقلبيْ 8 و 14 آذار لا سيما عون و«القوات اللبنانية» اللذين يتهيئان بدورهما لحوار ثنائي.كما ان هذه الزيارة هي الاولى لوفد من «حزب الله» لمقر البطريركية المارونية منذ الجفاء الذي ساد بين الجانبين على خلفية إصرار الراعي على التوجه الى «الأراضي المقدسة» برفقة البابا فرانسيس خلال زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية نهاية مايو الماضي، وهي الزيارة التي لم يكن الحزب يحبّذها علماً انها كانت الاولى لبطريرك ماروني منذ قيام دولة إسرائيل وقوبلت باعتراضات تحت عنوان انها يمكن ان تروّج «للتطبيع مع العدو».وقد حرص السيد رداً على سؤال حول هل اذا كانت الزيارة تنهي «القطيعة» مع الراعي التي سادت منذ زيارته الاراضي المقدسة، نافياً وجود مثل هذه القطيعة، وموضحاً أن العلاقة بين الجانبين أكبر من أن تنقطع، قائلاً: «مسؤوليتنا في التشاور والحوار تمنع، حتى لو اختلفنا في قضية معينة، الانقطاع أو القطيعة»، ناقلاً عن الراعي تحياته إلى السيد نصرالله ومعايدته بميلاد المسيح.وأوضح أن اللقاء بحث بشكل معمق رؤية ومبادرة ومسعى الراعي للوصول إلى نهاية مهمة وسعيدة على صعيد رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى عرض أوضاع المنطقة.وأشار إلى أن الحزب يرى أنه «بالرغم من وجود أزمات كبرى في المنطقة تنعكس على لبنان، لا سيما بالنسبة إلى الارهابيين، فاننا نرى ضوءاً في نهاية النفق المظلم، وتشهد المنطقة نوعاً من المؤشرات والمبادرة التي يمكن أن تشكل فرصة لايجاد حل سياسي في سورية أو غير سورية».وكشف أن الراعي أبدى سروره وتقديره لنهج الحوار الموجود مع تيار «المستقبل» وهو شجّع عليه، قائلاً: «نحن وضعناه في الأجواء والانطباع لهذه الجلسة الحوارية، ونتمنى أن يتمكن المتحاورون من الوصول إلى سبل لمعالجة الكثير من الملفات والقضايا».
خارجيات
وضع البطريرك في أجواء الحوار مع «المستقبل»
«حزب الله»: إلى الآن... عون هو مرشحنا للرئاسة
01:00 ص