دعا رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبدالله الثني مواطنيه الى الاتحاد وإنقاذ وطنهم والالتفاف حوله لمواجهة الأخطار الكبيرة التي تحدق به بغض النظر عن مصالحهم السياسية أو الجهوية الضيقة. وقال الثني الذي يترأس الحكومة المعترف بها من الاسرة الدولية في كلمة متلفزة بمناسبة مرور الذكرى الـ63 لاستقلال ليبيا أمس انه «رغم فقر البلاد وقلة عدد سكانها عشية الاستقلال فقد تمكن أبناء الوطن المخلصون من وضع أسس دولة دستورية في بداية النصف الثاني من القرن الماضي في وقت كانت فيه أجزاء كبيرة من العالم العربي وأفريقيا وآسيا ترزح تحت نير الاستعمار». وأضاف «اننا الآن نمر بمرحلة مشابهة لما حدث بعد الاستقلال فقد ثار الشعب الليبي في الـ17 من فبراير ضد الطغيان ونال حريته إلا أننا دخلنا في دوامة صراعات واقتتال بين أبناء الوطن الواحد بسبب تدخل الطامعين وأصحاب المصالح والأيديولوجيات الغريبة علينا». وأشار إلى أن هؤلاء «حرضوا الليبيين بعضهم على بعض واستغلوا ضعاف النفوس ليبثوا الفتن ويزرعوا بذور الخلاف بهدف زعزعة الأمن والاستقرار ومنع قيام دولة العدالة والقانون والمؤسسات وبهدف الاستئثار بالسلطة ونهب الثروة وإقصاء وتهميش الآخرين». وأوضح أن «الليبيين يعيشون اليوم ذكرى الاستقلال المجيد في الـ24 من ديسمبر وبلادهم تمر بفترة عصيبة ومصيرية تتطلب منهم جميعا الوعي الكامل بما يحدث والادراك الصحيح لخطورة الوضع وما يمكن أن يؤدي إليه من تصدع لأركان الدولة وانهيار للاقتصاد». وقال إن «دولة ليبيا الحديثة التي بناها آباؤنا من ركام ودمار الحرب العالمية الثانية في الـ24 من ديسمبر بالرغم من الفقر وقلة الموارد في ذلك الوقت لن تغفر لنا ولن ترحمنا الأجيال القادمة إذا تناحرنا وتقاتلنا ودمرناها بأيدينا بالرغم مما أكرمها الله به من ثروة وموقع جغرافي استراتيجي وشعب متجانس وسنندم على وطن لم نحافظ عليه ولم نكن في مستوى المسؤولية التي نحملها في أعناقنا جميعا». وشدد على أن «هذا الوطن أمانة في أعناقنا جميعا شعبا وحكومة فلابد أن تتكاتف جهودنا وتتضافر من أجل الخروج بالبلاد من هذا الوضع الصعب ولا سبيل لنا إلا أن نلتقي سويا أخوة متحابين في ربوع وطننا ننبذ العنف ونجنح للرحمة واللين والسلام والإخاء كما فعل أجدادنا وآباؤنا وعلينا أن نقتدي بهم ونحذو حذوهم».