بعد المطاعم والسوبرماركت والمسالخ والداوجن، والحليب ومشتقاته، والأفران وسواها من مرتكزات «الأمن الغذائي» للبنانيين الذي قرع «ناقوس الخطر» حياله وزير الصحة وائل أبو فاعور، امتدّت «الثورة البيضاء» التي طبعت الشهر الأخير من سنة 2014 لبنانياً لتشمل مطار رفيق الحريري الدولي وتحديداً عنابر الشحن وبرادات التخزين حيث ارتسمت ملامح فضيحة مدوّية بلغت حدّ الكلام عن «غرف إعدام» في المطار.وقد عاين أبو فاعور، الذي يوصف في لبنان هذه الأيام بأنه «السوبر وزير» أو «الوزير البطل»، يرافقه وزير النقل غازي زعيتر على عنابر الشحن وبرادات التخزين في مطار بيروت الدولي حيث كانت المشاهد «الصاعقة» التي استدعت من زعيتر إعلان «أن ما رأيناه مقزز، وبعض المواد منتهية الصلاحية منذ أكثر من 3 أو 4 أعوام وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم»، قائلا: «الوضع في برادات التخزين مرعب ورهيب وغير مقبول وهو خطر على صحة الانسان»، مؤكدا «أن هذا المبنى يحتاج إلى صيانة وتأهيل».وأضاف: «من خلال هذه الزيارة سنتخذ قرارات على صعيد الإدارة والمبنى بحد ذاته والبرادات والمستوردين والموردين، وما رأيناه ان البرادات هي غرف إعدام».من جهته، قال أبو فاعور: «كلما توغلنا في ملف سلامة الغذاء، نتأكد أننا نقيم على جبل من الفساد والإهمال»، مشيراً الى ان «منطقة الشحن وهيكلية المبنى غير مستوفية للشروط، وان قسماً من المواد الغذائية محفوظة منذ العام 1995». وأضاف: «هناك بضائع معدة للتلف ومبعثرة وهناك خلط للأدوية مع المواد الغذائية»، مضيفاً «ان الأرضيات غير نظيفة والمواد الغذائية خارج البرادات، والزبدة في مرمى النفايات».وتابع: «الرائحة كريهة، وكأنك داخل مكب نفايات وليس في مستودع للطعام. السمك واللحوم والأدوية والنفايات كلها موجودة في المكان نفسه».وإذ أعلن «ان الوضع تحسن بنسبة 70 في المئة من يوم الجمعة ولغاية اليوم»، قال: «أعاني من صداع رهيب، وذلك كله بسبب الرائحة الكريهة داخل المستودع وهذا الأمر غير مقبول، وحتى كيف يستطيع العمال ان يعملوا في هكذا مستودع».وأكد انه سيصدر «قرار حجز لكل الأدوية في المطار، ولن أسمح بدخولها الى لبنان لانه لا يجوز ان تخزّن بالقرب من الأسماك واللحوم وفي برادات دراجات حرارتها مرتفعة جداً وغير مستوفية للشروط».وأعلن «ان هذه «زريبة» وليست مستودعات، هذه غرف إعدام لصحة المواطن اللبناني»، موضحاً ان «درجة الحرارة 11 بينما يجب أن تكون بين صفر و 4 درجات وسنطلب مصادرة الموجودات فيها».