يقبض السوق على اتجاهه الصاعد كما يقبض على الجمر، فيما تراقب الأعين تقلّبات أسعار النفط، التي يبدو أن السوق لن يستقر في المدى القريب إلا باستقرارها.وواصلت معظم أسواق المال الخليجية ارتفاعاتها امس ولكن بوتيرة أقل في ظل ما شهدته من عمليات جني ارباح وتصريف على مستوى العديد من الكيانات القيادية التي تمثل القوام الرئيسي لتلك البورصات.وتراوحت المكاسب التي حققتها الأسواق ما بين 0.29 في المئة لسوق البحرين و2.3 في المئة لسوق دبي المالي، فيما استمرت الحركة الاجمالية للتداولات بحضور مزيد من الثقة في عمليات الشراء وبناء المراكز على الاسهم التشغيلية.وكان للاستقرار النسبي لأسعار النفط وتطمينات الحكومات الخليجية أثر بالغ في تحويل مسار المؤشرات العامة لأسواق المنطقة، إلا أن المرور بتذبذب يُفترض أن يصاحبه انعكاس على أسواق المال وذلك بعد أن باتت مرتبطة في ما بينها.لكن من الواضح أن عوامل التذبذب القصيرة الأجل ما زالت هي المسيطرة على حركة الأسواق، ومنها السوق الكويتي، الذي تُظهر مؤشراته ترابطاً كبيراً مع أسعار النفط وحركة أسواق الخليج، لاسيما سوق دبي المالي. ولذلك فإن مخاطر التذبذب تبقى مرتفعة إلى أن تظهر إشارات الاستقرار في أسواق النفط عند مستويات تاسيس معيّنة، ليعود بعدها المستثمرون إلى فرز معطيات السوق والنظر إلى الأساسيّات، وربما يحصل ذلك مع بدء إعلانات الأرباح السنوية في الأسابيع المقبلة وانتقال التركيز إلى التوزيعات.وعلى صعيد سوق الكويت للأوراق المالية سجل المؤشر السعري ارتفاعاً بـ 70.3 نقطة ليقفل عند مستوى 6,502.98 نقطة، وذلك بعد تذبذب واضح شهدته وتيرة التداول عقب الساعة الاولى من الوقت المخصص للتداولات.وبحسب إقفالات الامس يتضح ان عدداً ليس بقليل من الاسهم القيادية مثل «الوطني» وغيرها باتت قريبة من مستوياتها السعرية التي كانت تتداول عليها قبل موجة الهبوط الاخيرة، إذ يتخوف البعض من نفاد الوقود الذي تمثله عمليات الشراء على تلك الاسهم خلال وقت قريب وبالتالي يتوقف نشاط السلع الثقيلة وتختفي معها السيولة التي تتداول حالياً في السوق.وفي المقابل، يرى مديرو صناديق استثمارية أن السوق قطع شوطاً جيداً في استعادة الثقة وسط تدفق السيولة بهذا الشكل، إذ ترتب عليها جرأة واضحة في عمليات الشراء على السلع التشغيلية التي ظلت تتداول عند مستويات مغرية قبل أسبوع من الآن.ويقولون ان العودة التدريجية للثقة من شأنها ان تساعد في إيجاد سوق متوزان في حركة مؤشراته، لافتين الى ان المرور بعمليات جني ارباح على غرار ما حدث خلال تعاملات الامس على بعض السلع ويتوقع تكرارها اليوم على أسهم أخرى لا يعني ان السوق سيأخذ منحدراً هابطاً مرة أخرى.ويرى المديرون ان في السوق فرصاً كثيرة قد تدفع الاموال الحذرة للدخول عليها بعد ترقب طيلة الفترة الماضية، ما يشير الى احتمال تداول المؤشر العام عند مستوى 6700 نقطة عن قريب ومن بعده 7000 نقطة (حدود فنية مرتقبة). وعلى صعيد آخر، يحاول كبار اللاعبين في البورصة إحداث موجة من الغربلة والتركيز على السلع التشغيلية التي يُنتظر ان تخلف وراءها توزيعات مجدية عن العام 2014، وذلك في ظل انخفاضها الى مستويات مغرية للشراء.وشاركت محافظ أجنبية تابعة لمؤسسات مالية كُبرى في عمليات الشراء منذ نهاية الاسبوع الماضي، فيما نشطت حسابات تندرج تحت مظلة الهيئة العامة للاستثمار (المحفظة الوطنية) على الشركات القيادية مثل البنوك وزين واجيليتي وغيرها، ما ساعد في رفع القيمة المتداولة الى مستويات قريبة من 50 مليون دينار اول امس و40 مليوناً أمس.ولا يخفى أن النشاط الحالي للسوق كان له أثره الطيب على الاداء العام للصناديق الاستثمارية والمحافظ الكبيرة، إذ اطفأت ما سجلته من خسائر دفترية في ظل تراجع بنوك وشركات خدمية لها وزنها في البورصة الكويتية خلال الاسابيع الماضية.وأغلق مؤشر «كويت 15» أمس عند مستوى 1073.2 نقطة مرتفعاً بـ 23.2 نقطة بما يعادل 2.2 في المئة مقارنة بإقفال أول أمس، فيما استحوذت الاسهم التي تمثل قوام ذلك المؤشر على ما يقارب 50 في المئة من القيمة المتداولة خلال تعاملات الجلسة الاخيرة.
اقتصاد
صعود ... «على جمر»
05:39 ص