فيما فتحت السفارة التونسية أبوابها لاستقبال أبناء جاليتها صباح أمس، للتصويت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، التي تطوي المرحلة الانتقالية التي أعقبت الثورة، وتفتح الباب للمؤسسات الدستورية الدائمة، شدد السفير التونسي لدى البلاد نورالدين الري، على أهمية العلاقات التي تربط بلاده بالكويت، واصفاً إياها «بالتاريخية والمميزة في مختلف المجالات».وأعرب الري عن شكره وتقديره للتسهيلات والدعم الذي تقدمه الحكومة الكويتية الى السفارة والجالية التونسيتين، لاتمام الاستحقاقات الانتخابية، خلال ادلائه بصوته في مقر السفارة بالعديلية، للمشاركة في الجولة الثانية والاخيرة للانتخابات التي تستمر ثلاثة أيام، لافتاً إلى أن تونس «استطاعت بمختلف مكوناتها السياسية والاجتماعية، أن تتجاوز صعوبات كبيرة جدا واجه فيها الشعب التونسي الارهاب، والمصاعب الاقتصادية والاجتماعية».ولفت الى أن «هذه الجولة الرئاسية الأخيرة، وهي أول انتخابات في تاريخ تونس الحديث، ستعلن عن نهاية المرحلة الانتقالية، والتي فيها خاض الشعب التونسي بمختلف مكوناته معركة حقيقية من أجل التأسيس لمؤسسات دائمة مبنية على الديموقراطية، ومبادئ القانون، والدستور، بما يضمن جميع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويحمي الفرد والمجتمع»، لافتا الى ان التونسيين وفقوا في تجاوز جميع المراحل للوصول الى هذا اليوم.وعن الجالية التونسية في الكويت ذكر السفير الري الى «أن عددها يصل الى 3600 تونسي، ومن يحق لهم التصويت 2010 مواطنين»، متمنيا «مشاركة الجميع في صنع غد تونس المشرق»، معبرا عن تفاؤله بمستقبل بلاده، حيث قال «ما شهدناه من تحديات اقتصادية واجتماعية استطعنا تجاوزها، فمن باب اولى أن نتجاوز ما تبقى من تحديات في مرحلة المؤسسات الدائمة».وعن تحدي الارهاب قال السفير الري «لقد استطاع الشعب التونسي ضرب جميع الخلايا الارهابية التي حاولت التعدي علينا»، لافتا الى «أن تحدي الارهاب ما زال قائما وله أهداف، ولكننا سنواصل ضرب هذه الجماعات، وتكريس عقلية الوسطية والاعتدال».وبخصوص مستقبل الوضع الاقتصادي اعتبره الري التحدي الحقيقي، مشيراً الى انهم «سيسعون الى تحقيق الاهداف الاقتصادية بفضل ووجود اقتصاد منتج، لأن الاقتصاد التونسي قائم على الانتاج، السياحة، الفلاحة وعلى تصدير اليد العاملة المختصة وكلها مرتبط بالاستقرار وبما اننا حققنا الكثير من النتائج في الاستقرار السياسي والأمني فنحن متفائلون في تحقيق الاستقرار الاقتصادي»، مشيرا الى أن «السياحة ستعود والانتاج والثقة بالمستقبل سيعود بالطبع ليس بيوم وليلة، ولكن من خلال ثقة الشعب وقوة مؤسساته سنرفع ما بقي من تحديات».وعن توقعاته بمشاركة الشعب التونسي في هذه الانتخابات خصوصا الشباب منهم، قال «هذا مانتمناه، فالانتخابات هي واجب وطني، نتمنى أن يشارك فيها جميع أطياف المجتمع، وأن يساهم كل تونسي فيها حتى يشعر في المرحلة المقبلة، انه ساهم في هذا البناء»، مبينا أن «جميع الأطياف السياسية وجهت دعوات خصوصا الى الشباب للمشاركة في هذا العرس الديموقراطي»، متمنيا أن «تكون نسبة المشاركة مرتفعة، حتى نعطي صورة الديموقراطية الحقة عن دولة تونس».