كونا - تفضل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعاية وحضور حفل تكريم الفائزين في السنة الرابعة عشرة لجائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية الذي أقيم أمس في قصر بيان.ووصل سموه الى مكان الحفل واستقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل كل من رئيسة مجلس الأمناء الشيخة عايدة سالم العلي وأعضاء اللجنة المنظمة.وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الأمة الأسبق جاسم الخرافي، وكبار الشيوخ، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة.بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم. بعدها ألقت رئيسة مجلس الأمناء الشيخة عايدة سالم العلي كلمة بهذه المناسبة أكدت فيها أن «التاريخ توقف في التاسع من سبتمبر هذا العام ليشهد مظاهر الفرحة العارمة التي ارتسمت على قسمات الوطن الحبيب، وليسجل علامات الاعتزاز والافتخار التي ملأت الذاكرة الوطنية الكويتية بتسمية أميرها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه (قائداً للعمل الإنساني) وتسمية هذا الوطن الذي عرفت شعوب الارض أياديه البيضاء (مركزاً للعمل الإنساني)». مؤكدة أن جائزة سالم العلي للمعلوماتية التي تعد من المشروعات التنموية الساعية الى اثراء العمل الانساني، تفاعلت مع ذلك الحدث الاستثنائي الذي شكل منعطفا عالميا فبادرت الى اطلاق منصة تقنية تفاعلية باسم «منصة الشيخ صباح الأحمد للعمل الإنساني».ولفتت إلى ان «الفكر الذي تتكئ عليه الجائزة مستمد من القيم الانسانية التي توجتها أعمالكم الكريمة ومشاريعكم الأصيلة من عطاء بسخاء وجود بإيثار. وقد استنار المتطوعون في الجائزة بتلك القيم النبيلة فجاءت اعمالهم نسيجا متينا خيوطه الاجتهاد ولُحمته التعاون وقد رسخ هذا المسار اعضاء مجلس التحكيم العربي المتطوعون من الحكومات الالكترونية والمؤسسات البحثية وجمعيات المجتمع المدني فلهم منا جميعا تحية شكر وامتنان ودعاء بالتميز والاتقان».وتابعت أن «الجائزة في سعيها الى بناء المجتمع المعرفي والابداع الرقمي باستخدام التقنية المعلوماتية تستظل برعايتكم السامية وتوجيهاتكم السديدة، وتتطلع الى تحقيق طموحاتها المستقبلية تلبية للرؤى الحكيمة لسمو الوالد الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني حفظه الله».ثم عرض فيلم وثائقي بمناسبة قيام الأمم المتحدة بتسمية دولة الكويت «مركزاً للعمل الإنساني» واطلاقها لقب «قائد للعمل الإنساني» على سمو الأمير وقامت رئيسة مجلس الأمناء بإهداء سموه «منصة الشيخ صباح الأحمد للعمل الإنساني».بعد ذلك ألقى عضو اللجنة المنظمة العليا المهندس حسن الحمادي كلمة قال فيها ان الجائزة ماضية في تشجيع واقرار التميز والابداع الذي ساهم في التنمية المعلوماتية والمجتمعية وذلك بتقديم وسام المعلوماتية الذي يعد أعلى جائزة تقديرية تمنحها جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية.واكد الحمادي ان الانترنت قد جعل من العالم قرية صغيرة وان وسام المعلوماتية في هذه الدورة منح لمن ساهم في جعل اهل هذه القرية ممن يلتقط ويتبادل الصور بسهولة ويسر.واشار الى لحظة ميلاد الكاميرا الرقمية الثابتة في عام 1975 قائلا ان الاختراع كان نقطة تحول في تاريخ التصوير الفوتوغرافي رغم انه لم يأخذ اي اهتمام لأكثر من 15 عاما الا ان حتمية التكنولوجيا ابت الا ان يرى النور ويصبح علما من اعلام التكنولوجيا في العالم.وقال ان «ستيفن ساسون ذي الـ64 عاما من مواليد نيويورك وحاصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية في عام 1973 والموجود حاليا على بعد امتار قليلة منكم هو صاحب الايادي البيضاء واول من التقط صورة رقمية يمكن تخزينها واعادة عرضها مستخدما جهاز تخزين الضوء الرقمي».واضاف ان الرئيس الاميركي قدم للمخترع ميدالية الوسام الوطني للتكنولوجيا والابتكار كما منحه معهد (رينسيلار بوليتكنيك) درجة الدكتوراه الفخرية ونالها كذلك من جامعة (روشستر).وذكر ان جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية ستمنح ساسون وسام المعلوماتية وسيحظى بصورة مع سمو الأمير مستخدما اختراعه.كما ألقى المكرم بوسام المعلوماتية ستيفن ساسون كلمة ذكر فيها انه كان في رحلة الى منتزه (يلوستون الوطنية) في ولايات (أيداهو) و(مونتانا) و(وايومنغ) الاميركية في عام 1998 عندما لاحظ حشود من الأفراد كانوا يحملون كاميرات رقمية يترقبون اللحظة المناسبة لتصوير ثوران نبع الماء الحار والذي يصل لارتفاعات مذهلة بانتظام كل ساعة ما جعله يشعر بقيمة فكرة اختراعه التي طرأت عليه في عام 1975.واستذكر اللقطات التي التقطها لأول مرة بالكاميرا الرقمية التي اخترعها في مختبره في شركة (ايستمان كوداك) والتي تعلم منها ان المخترع يحتاج الى الصبر والاصرار.ووصف ساسون الصور بأنها «لغة عالمية» فهي تنقل جزءا كبيرا من حياتنا اليومية وتساهم في فهم ثقافات جميع دول العالم ولا تحتاج الى ترجمةوألقى عضو اللجنة المنظمة العليا المهندس بسام الشمري قال فيها «ان الجائزة ومنذ انطلاقها في عام 2001 اتخذت منهج الشراكة طريقا لها ورسخته كاستراتيجية في دورتها العاشرة عندما اطلقت شعارها (شفت شركاء في التنمية)».واضاف ان الجائزة تجلت ريادتها في الدورة الحالية عندما انفردت وللمرة الثانية على التوالي بتشكيل مجلس التحكيم من نخبة كبار المسؤولين في الحكومات الالكترونية الذكية والمؤسسات البحثية والاكاديمية وجمعيات المجتمع المدني في وطننا العربي مبينا ان مجلس التحكيم تشكل من 11 عضوا من تسع دول عربية.واكد ان المتطوعين في فريق الجائزة بذلوا جهودا مخلصة جمعت بين الخبرات المهنية والاكاديمية وتحلوا بالثقة المعلوماتية والمهارات الرقمية التي خولتهم لتحقيق الاهداف المنشودة.وذكر ان الجائزة عملت على اعداد دراسة مسحية بحثية لواقع تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الالكترونية الاكثر انتشارا في الوطن العربي.وبين ان هذه الدراسة نتجت عنها قائمتان الاولى تضم 50 موقعا الكترونيا هي الافضل بين المواقع الاكثر انتشارا في الوطن العربي والثانية تضم 50 تطبيقا هي الافضل بين تطبيقات الهواتف الذكية الاكثر انتشارا في الوطن العربي.وقال انه يتضح من قراءة هاتين القائمتين تصدرت دولة الكويت قائمة المواقع الـ 50 الاولى بنسبة 20 في المئة من تلك المواقع تليها دولة الامارات بنسبة 18 في المئة ثم سلطنة عمان بنسبة 10 في المئة.اما التطبيقات الذكية فقد جاءت الكويت والسعودية في الصدارة حيث حصلت كل منهما على نسبة 24 في المئة من الـ 50 الاوائل في الوطن العربي تلتهما الاردن والامارات بنسبة 14 في المئة لكل منهما.واشار الى تصنيف القطاعات حيث تفوق القطاع الخاص في مواقعه على المؤسسات الحكومية وسائر القطاعات الاخرى وحصد نسبة 58 في المئة من المواقع الـ 50 الاولى في حين حصلت المؤسسات الحكومية على نسبة 26 في المئة.كما تفوق القطاع الخاص في تطبيقاته فحصل على نسبة 68 في المئة من التطبيقات الـ 50 الأوائل بينما حصلت المؤسسات الحكومية على نسبة 22 في المئة.وقال ان المواقع الخدمية ومواقع التسوق الالكتروني تقدمت في تصنيف المجالات حيث حصل كل منها على نسبة 20 في المئة تلتها المواقع التعليمية بنسبة 18 في المئة.اما في تطبيقات الهواتف الذكية فقد تصدرت التطبيقات الاسلامية بنسبة 22 في المئة تلتها التطبيقات الخدمية وتطبيقات التسوق الالكتروني وحصلت على 18 في المئة.واشارت الدراسة الى ان نسبة المحتوى العربي في المواقع الالكترونية الاكثر انتشارا في الوطن العربي بلغت 40 في المئة بينما لم تتعد نسبة 14 في المئة في التطبيقات الذكية.واوضح ان الفائزين بالجائزة في فرع المواقع الالكترونية هم في المركز الاول موقع مملكة البحرين - البوابة الالكترونية وفي المركز الثاني موقع الخطوط الجوية القطرية وفي المركز الثالث (ويب طب) التابع لشركة المهارات الطبية للمواقع الالكترونية في الاردن والمركز الرابع (الجزيرة نت) التابع لشبكة الجزيرة الاعلامية في قطر وفي المركز الخامس بوابة حكومة ابوظبي الالكترونية.اما في فرع تطبيقات الهواتف الذكية فقد فاز بالمركز الاول تطبيق (ويب طب) وفاز بالمركز الثاني تطبيق (شرطة دبي) التابع للقيادة العامة لشرطة دبي بالامارات العربية المتحدة فيما فاز بالمركز الثالث تطبيق (نبض) التابع لشركة (ويف لاين) للدعاية والاعلان بدولة الكويت وحاز على المركز الرابع تطبيق (درب) التابع لدائرة النقل في ابوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة وكان المركز الخامس من نصيب تطبيق (آيات القرآن الكريم) التابع لجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.ثم ألقى ممثل الفائزين بجوائز المسابقة الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الالكترونية لمملكة البحرين الشقيقة محمد علي القائد كلمة اوضح فيها ان الحكومات في ارجاء العالم تعتمد على مدى فعالية التطورات التي تحدث في حقل تقنية المعلومات والاتصالات لتطوير آلياتها في تقدم خدماتها لارضاء المواطنين.واضاف ان هذه الجائرة اصبحت اداة قياس رامية الى نشر المبادرات المتميزة وتعزيز التطور المعلوماتي مشيدا بالنجاح الذي حققته على مدى 14 عاما وتحقيقها نتائج مشهودة على المستوى العربي.واوضح انها سعت منذ انطلاق الألفية الجديدة لتؤدي دورها التنموي عبر تسخير التكنولوجيا واستخدامها كأداة رئيسية لتحقيق ذلك مشيرا الى نجاحها في تحقيق العديد من الاهداف العالمية الانمائية من خلال دفع عجلة التطور التكنولوجي على المستويين العربي والعالمي.وأضاف ان هذا التطور جاء تماشيا مع اهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي انطلقت في جنيف عام 2003 بحضور زعماء العالم المتلزمين بتسخير امكانات الثورة الرقمية لخدمة البشرية ثم استكملت في تونس في عام 2005 لتصنع هدفا نحو بناء مجتمع معلوماتي يمكن الافراد والشعوب من تحقيق التنمية وتحسين الحياة.ورفع باسمه واسم الفائزين في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية 2014 لصاحب السمو أمير البلاد خالص الشكر والتقدير وأعرب عن الفخر والاعتزاز بهذا التكريم الذي قال انه سيكون دافعا للاستمرار في مسيرة النهوض.بعدها تفضل سموه بتكريم الفائزين بجوائز المسابقة في الكويت والوطن العربي في مواقع المجالات المختلفة من فئة الأفراد والفائزين بمواقع مؤسسات المجتمع المدني وتكريم أفضل موقع للمؤسسات والهيئات الحكومية وتكريم أفضل موقع وزاري والجهات المشاركة.هذا وقد تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.