شكّل فوز المشترك السوري حازم شريف بلقب «محبوب العرب للعام 2014» حالة فرح كبيرة لدى السوريين الذين يبحثون عن أي فرصة او مناسبة سعيدة تخرجهم من حزنهم الذي يلفهم في بلدهم وبلاد الشتات.فابن الـ21 سنة نزح إلى لبنان قبل عامين هرباً من الحرب وبحثاً عن فرصته في البرنامج عينه، غير أن الحظ لم يحالفه في الموسم الماضي، فحاول الاشتراك ببرنامج «ستار أكاديمي» في العام 2013 وأيضاً اللجنة لم تختَره حينها، لكنه بقي ثابتاً صابراً في لبنان حتى بلغ حلمه الكبير.«الراي» قصدت البترون (شمال لبنان) حيث يقطن شريف مع والدته وشقيقه إسماعيل وشقيقته الصغيرة «جود»، الا ان المنزل كان مقفلاً بعدما انتقلت العائلة موقتاً الى فندق «لو رويال» لضرورات «آراب ايدول».وفي حديث «الراي» إلى جيران وأصدقاء حازم (غالبيتهم سوريون نازحون)، عبّروا عن سعادتهم وفخرهم بابن بلدهم، كذلك بالنسبة إلى الجيران اللبنانيين الذين توقعوا فوزه كونه يملك «صوتاً جباراً وإحساساً مرهفاً» بحسب جارته «أنجيل».في بلدة صغيرة داخل مدينة البترون يسكن حازم منذ سنة ونصف السنة في طابق تحت الأرض، ذي غرفتين وصالة. علماً انه في العام 2012 وبعد اشتداد المعارك في حلب وريفها انتقل مع عائلته إلى لبنان وسكن في البداية داخل فندق متواضع في مدينة طرابلس، حيث من هناك انطلق كمغنّ مغمور داخل الخيم الرمضانية في المدينة، إلى أن تعرّف عن طريق الصدفة إلى ملحن وفنان سوري مقيم في لبنان يدعى علاء جركس، فعمل على دعمه وتأمين حفلات له في طرابلس وزغرتا، ثم تقدّم في الموسم الثاني من «آراب آيدل» للمشاركة فيه وكان عمره 19 سنة، بحسب ما يُخبر رجا ناصيف صديقه المقرّب والذي تقدّم هو أيضاً للمشاركة في البرنامج لكنه لم يتوفق.ويقول ناصيف لـ«الراي»: «حازم لم يستسلم حين تم رفضه، فعاد وعمل نهاراً داخل سوبر ماركت في البترون وليلاً كان يغني في الحفلات، إلى أنه وبمساعدة علاء جركس، وقّع عقداً مع مطعم شعبي» بريد هاوس bread house-«ليغني كل جمعة وسبت وأحد فيه»، مضيفاً: «في هذا الوقت كان حازم يجد فرصة للتدرب على الموسيقى وفتح الصوت على يد جركس، ثم بعد ذلك انتقل من طرابلس إلى البترون ليستقر فيها ويمارس عمله بتوضيب البضائع نهاراً والغناء ليلاً».وعن يوم التقدّم إلى المسابقة والاختبار أمام لجنة الحكم، يقول ناصيف انه تقدّم وحازم بطلب الاشتراك وتم تحديد موعد لهما وكان ذلك يوم إثنين الثامنة صباحاً، وكان لشريف حفلة ليل الأحد في المطعم المذكور، كذلك كانت لرجا حفلتين واحدة في المطعم ذاته وأخرى في مطعم آخر، وما حصل أن حازم عاد من حفلته ونام فيما ناصيف أحيا الحفلتين وذهب مع حازم إلى فندق «لو رويال» في منطقة الضبية (شرقي بيروت)، وعند الاختبار نجح حازم ورسب ناصيف كون صوته كان متعباً جداً.فوز حازم شريف شكّل فرحة لابن بلده وصديقه المقرّب، فالغيرة لم تلعب دورها أو جعلته يكره صديقه، كونه متفائلاً وينتظر هو الآخر فرصته، لا سيّما بعد تأهله إلى المرحلة الثانية من برنامج«إكس فاكتور».الياس خوري (سوري من حلب مقيم في لبنان)، هو أيضاً من أقرب المقربين إلى حازم وهو يعمل في صالون للتزيين النسائي في البترون وكان يرافق حازم طوال الوقت وقام بدعمه معنوياً عبر حملات على «الفايس بوك» او دعوة اللبنانيين والسوريين للتصويت له. وأكثر من ذلك قام بتعليق لافتات له في شوارع البلدة وعلى شرفة منزل حازم لدعمه.وفي اتصال مع«الراي» عبّر خوري عن فرحته وفخره الكبيرين بالصديق العزيز، مؤكداً أنه منذ المرحلة نصف النهائية كان مصراً على أن حازم سيفوز وقد استشف هذا الأمر من صدى الشارع «حيث أجمع على حضوره وصوته غالبية اللبنانيين وطبعاً جميع السوريين».ويضيف خوري: «لقد طلبت من رئيس بلدية البترون إذناً لتعليق لافتات وصور لحازم، ولقيت منه تجاوباً لطيفاً، ولكن بسبب الأعياد المجيدة تمت إزالة بعض الصور واكتفينا بتعليق لافتة فوق منزله».جيران حازم في غالبيتهم نازحون سوريون، وهناك طبعاً لبنانيون، ولكن بحسب المشاهدات التي يمكن لمسها داخل «حي الكبوشية» حيث يقطن «محبوب العرب»فهي تعطي انطباعاً إيجابياً عن محبة الجميع له، إذ كان يحاول قدر الإمكان عدم الإفصاح وعائلته عن ميولهم السياسية بحسب ما يخبروننا، كذلك كان يعمل بجد ونشاط لمساعدة والدته وإخوته كون والده متوفياً منذ أعوام.وعن عائلة حازم، يقول الجيران «ان شقيقه إسماعيل يعمل محاسباً داخل فرن في المنطقة اما شقيقته جود فهي لا تزال في المدرسة حيث تتلقى تعاليمها في إحدى المدارس الرسمية، أما الوالدة فلا تعمل، كما ان وضعهم المادي مقبول نوعاً ما وليس كما روّج البعض بانهم مسجّلون كنازحين، فهم متوسطو الدخل ولا يحتاجون لأي مساعدة من أي جهة».وتجدر الإشارة إلى أنه خلال تتويج «محبوب العرب» وبعد فوز حازم شريف انتقد غالبية متابعي البرنامج، ولا سيما السوريون منهم، عدم رفع شريف أي علم (علم النظام او علم الثورة) متهمين قناة الـ «ام.بي.سي» بانها منعته من ذلك، وكالعادة ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بهذا الخبر، ولكن بحسب المقربين من العائلة من أصدقاء وجيران فهم أكّدوا أن «شريف لم يرغب في الإفصاح عن ميوله وآرائه السياسية كونه يهتم بالشأن الفنّي وليس السياسي»، فيما اكد آخرون استناداً الى ما قالوا ان والدة حازم نشرته على صفحتها الخاصة على «الفايس بوك» ان العائلة لا تميل إلى نظام الرئيس بشار الأسد وانها تدعم الثورة بطريقة مُبطنة.وقد حاولت «الراي» التواصل مع احد أفراد عائلة شريف بعدما قصدنا مكان إقامته الحالي مع عائلته في فندق «لو رويال» ضبيّة الذي انتقلوا اليه كما عائلتا هيثم خلايلي وماجد المدني، إلا أن القيمين على البرنامج رفضوا إيصالنا إلى أي أحد من العائلة، بحجة أن الحق الحصري لأي حديث إعلامي مع حازم شريف هو من حق مجموعة «ام.بي.سي» فقط.
فنون - مشاهير
تحدثت إلى الجيران عن عمله في «سوبرماركت» وحمله للبضائع وغنائه ليلاً
«الراي» قصدت منزل «النزوح - تحت الأرض» لحازم شريف في البترون ... نجم «أراب آيدول»
نجومية من رحم المعاناة والنزوح
01:02 ص