أكد وكيل قطاع تشغيل وصيانة المياه المهندس محمد بوشهري، أن معدل استهلاك الفرد في الكويت وصل تقريبا إلى 450 لتراً، ما يعد رقماً كبيراً إذا ما قورن باستهلاك الفرد في أوروبا والذي يتراوح تقريبا ما بين 200 إلى 220 لتراً، لاسيما ان الكويت فقيرة مقارنة بأوروبا في مواردها المائية لذا نجد المعادلة معكوسة لدينا فنجد الاستهلاك مرتفعا.وأشار بوشهري في تصريح للصحافيين امس، إلى أن الدولة تصرف ملايين الدنانير حتى تقوم بتحلية مياه البحر لتصل إلى المستهلك، لافتا إلى أن اعلى معدلات هدر المياه نجدها في غسيل السيارات والأحواش والساحات والاستحمام، وغير ذلك.وأضاف بوشهري لو رشّدنا استخدام المياه بالشكل السليم من خلال استخدام الأدوات المرشدة من شأنها أن توفر قرابة 20 في المئة من الاستهلاك أو أكثر، وهذه الـ20 في المئة حال تحويلها لارقام سنجدها تصل إلى 300 مليون دينار في العام من الممكن توفيرها من خلال استخدام المرشدات، ومن الممكن ان تستغل في بناء قرابة 30 مدرسة، أو توفيرها في ما ينفع الناس.وشدد بوشهري على أهمية أن يكون هناك وعي باستخدام المياه في حياتنا اليومية، من خلال استخدام المرشدات أو مسدسات المياه، والاستغناء عن الهوز، واستخدام سطل المياه وهذا الأسلوب يوفر ما يقارب من 70 إلى 90 في المئة من المياه المستهلكة يوميا.وبين بوشهري أن في الساعات الأولى من كل يوم نجد هدرا غير مبرر من قبل العمالة المنزلية للمياه أمام البيوت، وهذه العمالة تأتي بعقلية عدم وجود مشكلة في المياه في بلدانهم و لا يعرفون قيمتها، مشيرا إلى أن قيمة تكلفة الألف غالون من المياه تزيد على 10 دنانير تدفع الوزارة منها 800 فلس فهل يعقل مع ارتفاع هذه التكلفة يتم هدر المياه أمام البيوت في غسيل السيارات والساحات؟ودعا بوشهري الجميع إلى تضافر الجهود سواء من قبل الوزارة أو مؤسسات المجتمع المدني أو المقيمين والمدارس والمساجد بأن تكون هناك ثقافة عامة للحفاظ على هذه الثروة، لافتا إلى أن الدين الإسلامي حثنا على عدم الإسراف في استهلاك المياه حتى ولو كان الإنسان على نهر جارٍ، مشددا على أهمية تثقيف العمالة المنزلية على الأقل بمدى كلفة هذه السلعة على الدولة.واشار بوشهري إلى أن إدارة العلاقات العامة تقوم بدور كبير في تثقيف الأجيال المختلفة في المدارس حيث يعد الهدر من أهم التحديات التي تواجه القطاع وشبكة المياه بشكل عام والهدر نتاج ثقافة خاطئة تنتشر حاليا نحسد الأولين على حرصهم على المحافظة على المياه لأنهم عانوا قديما من عدم توافر مياه الشرب، وفي الكويت سابقا كانوا يعتمدون على المياه التي تنقل في القوارب الخشبية، وكانت طريقة النقل من المراكب إلى المنازل متعبة، إضافة إلى عدم نظافة المياه، وعندما تصل هذه المياه إلى المستهلك نجده حريصا كل الحرص على ترشيد استهلاك المياه.واضاف بوشهري: تطورت الأمور والحمد لله أصبحنا الآن نستفيد من مياه البحر من خلال التكنولوجيا الحديثة ونحولها إلى مياه صالحة للاستهلاك، إلا أنه في الآونة الأخيرة كان هناك ارتفاع ملحوظ في استهلاك الفرد في الكويت، ووصل هذا الاستهلاك إلى أرقام خيالية، ولم يعد مقبولا أن تتحدث الاحصائيات أن الكويت هي الثالثة عالميا في أعلى معدل لاستهلاك المياه.
محليات
«الترشيد يوفّر نحو 20 في المئة»
بوشهري: ضعف الأوروبي استهلاك الكويتي من المياه
محمد بوشهري
11:09 ص