...30 متراً طولاً و 2500 قطعة من الحديد المطلي باللون الذهبي كانت كفيلة بتتويج شجرة عيد الميلاد في مدينة جبيل اللبنانية الثانية بين أجمل أشجار العيد في جميع أنحاء العالم.وجاء هذا الإعلان عبر صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بمثابة «عيد مبكّر» و«هدية ثمينة» لـ «أمّ الأبجدية» الضاربة في التاريخ التي كتبت اسمها في عام 2014 بأحرف من نورٍ امتدّ على شكل «قوس قزح» من أضواء متعددة اللون أبهرت لبنان و...العالم.وليست الشجرة التي ترتفع عند مدخل جبيل (تقع على بُعد 37 كيلومتراً شمال بيروت) الوحيدة التي خطفت الأنظار و«حبست الأنفاس»، إذ إن «لؤلؤة الأضواء» ما هي إلا جزء من «بازل» متكامل هو عبارة عن زينة من وحي الميلاد وتصاميم مؤلّفة من طبقات متعدّدة الأشكال تمتدّ في مختلف أرجاء المدينة وتعطيها رونقاً ميلادياً خاصاً من خلال الإنارة المميزة بأكثر من 400 ألف لمبة.وقد طغى «دوي» حلول «شجرة جبيل» الثانية بين الأجمل في العالم (بعد الشجرة - التحفة في ريو دي جنيرو) على مواقع التواصل الاجتماعي التي «احتفت» بهذا الإنجاز الذي حققته المدينة المسكونة بالسهر والصخب والتي سحرت العالم بشجرتها وأوراقها المصنوعة من الحديد الذهبي اللون، هي التي كان الإغريق أول من أطلقوا عليها اسم بيبلوس، ومعناه بالإغريقية «الورق»، وذلك نظراً للأهمية التي اكتسبتها في مجال تجارة ورق البردى. وكانت جبيل حلّت قبل ثلاثة أشهر في المرتبة الثانية (بعد أريحا في فلسطين) بين أقدم 20 مدينة مأهولة في العالم بحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية، علماً ان هذه المدينة اللبنانية سُكنت منذ العام 5000 قبل الميلاد. وقد تعاقبت عليها حضارات عدة وشعوب منهم الفينيقيون، الآشوريون، الفرس، الرومان، الصليبيون اليونان والعثمانيون. وفي هذه المدينة آثار يونانية، منها نقود ونواويس. أما الآثار الرومانية فلا تزال هي الأبرز، وأهمها الهيكل الذي بناه الرومان ولا تزال أعمدته قائمة إلى اليوم، وكذلك المسرح، والحمامات التي لم يبق منها إلا القليل بفعل النكبات والزلازل. وفي جبيل جامعان أثريان لصيقان بالقلعة يعودان إلى زمن العثمانيين: مسجد السلطان عبد المجيد، ومسجد السلطان إبرهيم بن أدهم المعروف بمسجد «البحّارة» الذين كانوا يلجأون إليه انتظارا لهدوء فوران البحر لمعاودة إبحارهم. وهناك، أيضاً، جامعان حديثا العهد: جامع النور وجامع الإمام علي. أما كنائسها فيعود إنشاؤها إلى زمن ملوك الروم ومنها «مار يعقوب» وكنيسة القديسة «تقلا»، وكنيسة القديسة «أكويلينا» و«سيدة البوابة» وكنيسة «سيدة النجاة».