قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود إن تقديم الحكومة لمشروع قانون الاعلام الالكتروني «هدفه رفع قيمة الاعلام المهني الالكتروني، وحماية المجتمع من الاساءة، وحماية الامن الوطني الذي يعتبر خطاً احمر لن نسمح بتجاوزه».وأضاف الحمود، في تصريح على هامش افتتاح مؤتمر اتحاد اذاعات الدول العربية أمس، إن وزارة الإعلام قدمت لمجلس الامة القانون لدراسته والتصويت عليه، «وأننا نثمن ونقدر ادبيات ومسؤوليات مجلس الامة ولجانه التي تدرس القانون، ولكننا متفقون على أنه يجب أن يكون هناك تنظيم من خلال تشريع وقانون يطبق على الجميع». واضاف أن كل الملاحظات على مواد القانون وتعريفاته قابلة للنقاش والتعديل والمراجعة، مشيرا إلى أن عدم وجود تنظيم هو اضعاف للاعلام الكويتي الالكتروني ومستقبله، لافتا أن هناك بعض جمعيات النفع العام تقيم لقاءات لوضع ملاحظاتها على القانون، مؤكدا أننا سنأخذها بعين الاهتمام والتقدير لتحقيق الهدف الاسمى وهو تقديم هذا التنظيم الذي يحقق الدعم للاعلام الكويتي.وأوضح الحمود أن واقع المجتمع الكويتي يحتاج إلى ممارسة اعلامية مهنية مؤيداً وجود ميثاق شرف اعلامي لتثقيف المستخدم والمتلقي ونبعده عن عملية التجريح والاساءة للادباء والرموز وخصوصيات الناس لانه سيدخله تحت طائلة المسؤولية الجزائية وهنا يأتي دورنا في تثقيف وتوعية افراد المجتمع. وفي رده على من يقول إن القانون للتضييق على الحريات، قال الحمود «على الحكومة تقديم تشريع مرن ومتوازن، وعلى جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية أن تدلو بدلوها لذكر ملاحظاتها، وهناك لجان متخصصة في مجلس الامة لدراستها وسنأخذ بالشيء الذي يحقق مصلحة الكويت واهلها، من خلال تنظيم اعلام الكتروني مسؤول».واشار إلى أن «لدينا قانون المطبوعات والنشر، وقانون المرئي والمسموع واهميتها تأتي في ظل الظروف التي مرت بها الكويت سابقا في ظل عدم الالتزام بالمسؤولية الاعلامية ولذا فان هذه القوانين هي حصن منيع لعدم جذب المجتمع لمشاكل نحن في غنى عنها وقد تؤثر على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية أو تضر بعلاقاتنا مع الدول الصديقة والشقيقة، وعليه يجب أن نتفق أن امن الكويت واستقرارها خط احمر لا يمكن أن نتجاوزه».وعبر الحمود في كلمة افتتاح المؤتمر عن ترحيب دولة الكويت «مركز الانسانية العالمي» لخدمة الاهداف والغايات التي أنشئ من اجلها اتحاد اذاعات الدول العربية منذ نحو ستين عاماً كمنظومة عمل اعلامي عربي مشترك لتحقيق طموحات وآمال المواطن العربي ومن اجل تعزيز روح الاخاء العربي وتنمية الاتجاهات العربية المشتركة، مشيرا إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف اقليمية ودولية بالغة الحساسية املا أن يكون اتحاد الاذاعات مهنياً ومعنياً بالتوعية والتوجيه والتنمية من خلال المؤسسات الاعلامية المنضوية تحت مظلته ومن خلال تفعيل التعاون ودعم الشراكة في ما بينها ومع سائر الاتحادات الاذاعية الاقليمية والدولية.وقدر الحمود ما قامت به المؤسسات الاعلامية العربية من ابراز مشرف للتكريم الاممي لدولة الكويت كمركز انساني عالمي واطلاق الامم المتحدة لقب «قائد للعمل الانساني» على حضرة صاحب السمو حفظه الله كحدث فريد في تاريخ المنظمة الدولية، مؤكدا دعم الكويت الكامل لاستمرار هذا التوجه الاعلامي والتثقيفي لابراز كافة النقاط المضيئة على امتداد الرقعة العربية، ولفت إلى أن الاهتمام بالكوادر البشرية العاملة في الحقل الاعلامي العربي وصقل مهاراتها تمثل الركيزة الاساسية لاي عملية تنموية وبالتالي على الاتحاد دور أن يكون بيت خبرة اعلامية ترجع إليه المؤسسات كافة المنضوية تحت لوائه لتحقيق اهداف التنمية البشرية والفكرية كقضية انسانية ضد شيوع ظاهرة الغلو والتطرف والعنف والارهاب التي تهدم التاريخ والحضارة العربية وقيم الاسلام الوسطية.واشار إلى أن ثورة الاتصالات والتكنولوجيا في صناعة الاعلام اصبحت منافساً لوسائل الاعلام التقليدية ولذا يجب قيام الاتحاد بعمل مؤسسي قائم على استخدام هذه الوسائل الاعلامية الجديدة لتحقيق اهداف وغايات الاتحاد، كما طالب الحمود بتكثيف زيادة التبادل الاعلامي بين الدول العربية برامجياً واخبارياً حتى تكون حلقة وصل وتجمع بين المؤسسات الاعلامية للمساهمة في توعية المواطن العربي وتوحيد لغة الخطاب الاعلامي لتحقيق مفهوم الامن العربي الشامل وذلك من خلال استراتيجية عربية اعلامية عن الظواهر السلبية لحماية الشباب من التأثر بالافكار الهدامة والدخيلة على مجتمعاتنا الوسطية المسالمية.بدوره، قال مدير عام اتحاد الاذاعات العربية صلاح الدين معاوي، ان الاتحاد يقيم دورته الرابعة والثلاثين للجمعية العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية في ضيافة دول الكويت درة الخليج العربي التي لها في وجدان المجتمعين منزلة خاصة لما عرفت به من مواقف قومية رائدة معبراً عن شكره لمقام حضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو رئيس مجلس الوزراء لرعايته الكريمة للدورة ولوزير الاعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود على دعمهم السخي للاتحاد ومتابعة مسيرته واعماله.واضاف معاوي ان هذا اللقاء فرصة لتدارس حصاد عام كامل من الانشطة لتعزيز الرسالة الاعلامية وإعلاء مكانة الاتحاد بين المنظمات المهنية الاخرى.من جهته، قال الوكيل المساعد في وزارة الإعلام محمد العواش لـ «الراي» بعد تزكيته لمنصب رئيس اتحاد الاذاعات العربية انه سعيد بهذا المنصب الذي سيحمله مسؤولية ايصال الاعلام الكويتي وحصوله على ارفع وارقى المناصب متمنيا ان تكون اذاعة وتلفزيون الكويت في كل بيت عربي.شاكرا اعضاء الاتحاد على هذه الثقة التي ستزيد من المسؤوليات مبينا ان يكون عند حسن ظن الجميع.من جانبه، قال الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون يوسف مصطفى لـ «الراي» انه سعيد بنجاح المؤتمر وخروجه بتوصيات للعام المقبل تعزز من دوره في مكافحة الظواهر السلبية والتطرف وتطوير البرامج وزيادة البث الفضائي والدخول الى العالم الرقمي للاذاعة والتلفزيون والالكتروني، مضيفا ان اختيار الكويت لرئاسة الاتحاد للفترة المقبلة هو انجاز يحسب للسيرة الاعلامية الكويتية واضافة للاتحاد،مشيرا الى ضرورة التركيز لوضع تلفزيون الكويت ضمن خريطة الاتحاد من خلال تبادل البرامج بين الدول الاعضاء.