حكم البراءة الذي ناله الرئيس المخلوع حسني مبارك عن جميع التهم المسندة إليه وفي مقدمتها قتل المتظاهرين، حمل معه مصائب عدة ، وفي أولها هدر دماء شهداء الثورة، وإعطاء مسوغ لمن يقوم بالقتل من بعده على إمكانية حصوله على البراءة في ظل محاكم تُدار بهذه الطريقة.هذا الحكم يجعلنا نتساءل من الذي قتل الثوار والذي بلغ عددهم حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق إلى 846 شهيدا؟، فإذا كان الرئيس السابق ووزير داخليته نالوا البراءة وهم الذين كانوا يحكمون البلد، فمن يا ترى ستلقى عليه التهمة؟هذا الحكم أحزن الكثيرين إلا أنه حمل معه محاسن عدة، ومنها أنه كشف الغشاوة التي كانت على أعين البعض والذي كان لا يزال يظن خيرا بالنظام الحالي.هذا الحكم أصبح عاملا مهما في توحيد كلمة الثوار الحقيقيين لثورة 25 يناير، كي يلقوا الخلافات الثانوية جانبا، ويجعلوا تركيزهم في اسقاط قادة الانقلاب ، والذي لم يجْنِ منه المصريون سوى إراقة الدماء وامتلاء السجون والتضييق في الأرزاق وتشتيت الأسر وتمزقها، هذا الحكم سيكون بإذن الله تعالى أحد الأسباب التي ستعجل في زوال الحكم العسكري عن رقاب المصريين.استمعت لأحد المؤرخين وهو يتحدث من خلال استقرائه للتاريخ أنه لا يمكن أن تحدث ثورتين في جيل واحد، ومن هنا كان على من قاموا بثورة 25 يناير أن يستمروا في مطالبهم حتى تتحقق وفي مقدمها عودة الحياة المدنية، لأنهم إن فتروا أو يأسوا أو رفعوا راية الاستسلام فإنه لن تقوم لهم قائمة إلا بعد 30 سنة على أقل تقدير.****دكتور الشريعة:فضيحة أكاديمية أن يتم إنهاء ندب دكتور الشريعة د محمد الهجاري قبل إجراء التحقيق معه، وأن يكون السبب هو شكوى طالبة حول خلاف فقهي بين المذاهب يتعلق بزواج المتعة!!نهاية الفصل الدراسي على الأبواب فما ذنب طالبات المقرر أن يستبدل الدكتور قبل التحقيق؟،وهناك تساؤل عن دور عميد الشريعة في الدفاع عن أستاذ المقرر، ولماذا لم ينصف زميله، وهل كان سيتخذ نفس الموقف لو كانت القضية تتعلق بدكتور آخر من نفس توجه العميد؟،الكل يشكر لاتحاد الطلبة وقفته ومساندته للدكتور صاحب الشأن، وكذلك لطلبة الكلية الذين رفضوا التعسف في التعامل مع الدكتور المنتدب، ونسأل الله تعالى أن يظهر الحق وأن ينال الدكتور الهجاري براءته مما نسب إليه من اتهام.****الليالي الحمراء:ما نُقـِل إلينا من صفحات لبعض الكتب التي تم بيعها في معرض الكتاب الأخير تجعلنا نشعر بالأسى والألم على الانحدار الخلقي، وفساد الذوق الذي وصل إليه بعض من يكتبون الروايات، والتي جعلت البعض منهم يستخدم ألفاظا أقل ما يقال عنها أنها سوقية مبتذلة، كل ذلك من أجل كسب المزيد من القراء.أعتقد أن هناك مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية تجاه من سمح بنشر مثل هذه الروايات، والعتب على إدارة المعرض والتي تعتبر شريكة في نشر هذه السخافات.نأمل أنه كما أن البعض حريص على محاربة فكر التطرف، أن يحرص أكثر على محاربة فكر الخلاعة والمجون، ومحاسبة المتسببين في نشره.****رسالة شكر:لكل ولي أمر ساهم في حفظ أخلاق أبنائه وبناته ووجّههم نحو حسن الاختيار من الكتب، ووقاهم من الساقط منها، ولا عزاء لكل شاب أو فتاة تركه والداه تائها ليقرأ لكل من هب ودب وسمّى نفسه كاتب أو روائي.Twitter : @abdulaziz2002
مقالات
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
حسني ... ودكتور الشريعة ... والليالي الحمراء
06:52 م