وأخيرا ألقى قارب «رحلة الأمل» عصا الترحال، ورسا على شاطئ الكويت، بعد رحلة طويلة جاب خلالها شواطئ 20 بلدا حول العالم و46 ميناء خلال رحلة استغرقت نحو سبعة شهور، في واحدة من المبادرات الانسانية التي قادتها الكويت لترسيخ مفاهيم العمل التطوعي وابراز الجوانب الانسانية التي تقدمها مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة .وتقدم مستقبلي الرحلة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وعدد من الوزراء وجمع غفير من المسؤولين والمواطنين في جو احتفالي رائع.رئيس فريق الابحار في الرحلة الامل جاسم الرشيد أكد ان الرحلة ناجحة بكل المقايس وحققت اهدافها في ايصال رسالة ذوي الاعاقات العقلية من مرضى التوحد ومتلازمة دوان ومختلف الاعاقات الذهنية، وحاجة هذه الفئة الى مزيد من الدمج في المجتمع والاهتمام الصحي والاجتماعي والانساني في دول العالم .واضاف ان فريق الرحلة عمل منذ عام 2003 ضمن الفريق الخاص بمجموعة الانشطة الرياضية والاجتماعية والاعلامية الموجهة لمصلحة ذوي الاعاقات الذهنية على المساهمة في المجتمع وتحقيق التقارب بين الاجناس والاديان، واستنهاض جهودها لما يخدم هذه الفئة، معربا عن اعتزازه وفخره في ابراز الوجه الحضاري والانساني للشعب الكويتي المعروف بسرعة المبادرة في الاعمال الخيرية والانسانية في مختلف دول العالم دون تمييز .ورفع رئيس فريق الابحار في رحلة الامل الشكر والتقدير إلى سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد لاهتمامهما برعاية الرحلة التي عكست صورة الكويت الحضارية وتجربتها في رعاية المعاقين ذهنيا في جميع انحاء العالم .بدوره ، قال امين سر مجلس الامناء والمدير التنفيذي لرحلة الامل يوسف الجاسم ان ابناء الكويت أعضاء رحلة الامل غابوا عن بلدهم ووطنهم سبعة شهور وقطعوا في قارب مصنع بالكامل في الكويت مسابقة غير مسبوقة بلغت 14000 ميل بحري حاملين ثلاثة من ابنائنا من فئة الداون مع أولياء امورهم والمشرفين عليهم .ولفت الى انهم عبروا 20 دولة و 46 ميناء وخمسة خلجان وبحار ومضيقي هرمز وباب المندب بالاضافة الى قناة السويس، حيث توقف قاربهم خلال شهر رمضان في مدينة تولون في فرنسا ليغادروا جواً الى اميركا لتسليم رئيس الاولمبياد الخاص في واشنطن وسكرتير عام الامم المتحدة في نيويورك باسم الكويت «رسالة الرحلة» واهدافها الانسانية لصالح ذوي الاعاقات الذهنية والتي من اجلها قطعوا تلك المسافات وخاضوا مخاطر الإبحار في عمل متفرد.وأكد انهم نالوا تقدير وثناء جميع من التقوا بهم من المسؤولين في تلك الدول على المستويين الرسمي والاهلي واستطاعوا ان يعبروا بحلمهم الكبير الحدود ويحولوا رحلتهم الى شأن اممي لا محلي او اقليمي فحسب.ووجه الحديث الى اعضاء فريق الرحلة قائلاً : «لامثالكم ترفع العقل وبكم ترتفع الهامات فقد كنتم خير سفراء لبلدكم واهلكم وشعبكم ، حملتم اسم الكويت بين حنايا ضلوعكم واستبدلتم راحتكم بعناء ومشقة الابحار مبشرين بأمل متجدد لذوي الاعاقات الذهنية اينما كانوا ووجدوا بالدمج واستغلال المواهب والقدرات ، ولقد وضعتم بصمة في خدمة هذه الفئات لن تنساها لكم الاجيال».ومن جهتها ، قالت الوزيرة السابقة الدكتورة موضي الحمود « قرت عين اهل الكويت بعودة ابنائنا بعد الرحلة التي شكلت علامة فارقة في مسيرة التنمية البشرية بدولة الكويت خاصة وانها حملت قضية انسانية من دولة الكويت الى العديد من دول العالم وهي قضية ابنائنا ذوي الاعاقات الذهنية بهدف تسليط الضوء عليها».وبدوره ، عبر وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن سعادته بعودة ابنائنا من رحلة الامل ، وأشار الى انهم تكبدوا العديد من المصاعب خلال الرحلة ولكنهم باسم الكويت ولها تحملوا هذه الرحلة ، مضيفاّ «لقد رفعوا رأس الكويت بهذه الرحلة».