من غياب اختياري بسبب الزواج والإنجاب، تعود الفنانة اللبنانية ريتا برصونا إلى التمثيل كي «تفش خلقها»، وستتجسد العودة عبر مسلسل «فرصة العيد»، المقرّر عرضه بين عيديْ الميلاد ورأس السنة على شاشة «إم تي في»، وهو عمل رومانسي كوميدي، من كتابة هيام أبو شديد وإخراج باسم مغنية وإنتاج مروى غروب، وإلى جانب ريتا يشارك فيه كل من نادين الراسي، وزياد برجي، وميشال أبو سليمان، وأنطوانيت عقيقي، وطوني مهنّا.ريتا برصونا التي اعتادت الشهرة، كشفت في حديثها إلى «الراي» عن أنها لم تعد تعيش هوس النجومية والأضواء، معتبرة أن التمثيل لم يعد مهنة بالنسبة إليها، بالرغم من الاشتياق الذي تشعر به نحوه، ومؤكدة أن قرار عدم عودتها كما في السابق محسوم لديها، منذ أن قررت الزواج وتكوين عائلة، وموضحة أنه لم يعد هناك شيء يربطها بالحياة السابقة، التي كانت تعيشها في بلاد الأرز، الذي تحوّل عندها «بلداً للسياحة» فقط، ولكنها شددت في الوقت نفسه على وطنيتها وحبها للبنان، الذي تزوره لتعريف أولادها عليه، والتعرف على المطاعم الجديدة والسهر كلما سنحت لها الفرصة.وقالت إن مروان نجار هو الذي قرّر أن يجمعها بنادين الراسي من جديد، مشيرة إلى أنه عندما اقترح فكرة المسلسل أحبتُها كثيراً لأنها تشبه فكرة فيلم أجنبي وتحمل أجواء كوميدية، ولافتة إلى انها لا تلتقي نادين إلا في مشهد واحد، وكل منهما تقدم قصة مختلفة تماماً عن الأخرى، وإلى تفاصيل الحوار:• بعد غياب طويل، تتشاركين مع نادين الراسي في عمل درامي بعنوان «فرصة العيد»، فهل النص من كتابتك وهل قررتِ العودة إلى لبنان والتمثيل أم أن زيارتك للبنان موقتة ؟- النص للفنانة هيام أبو شديد، والعمل عبارة عن سباعية بعنوان «فرصة العيد»، وكل شيء حصل عن طريق الصدفة، فعندما اتصل بي الكاتب مروان نجار وعرض عليّ فكرة المشاركة في المسلسل، قلتُ له: «أرسِل لي النص فإذا أعجبني ووجدت أن الوقت مناسب لظروفي فلا مشكلة عندي»، فأخبرني أنه من الضروري أن أتواجد في شهر أكتوبر في لبنان، لأن العمل خاص بعيد الميلاد، ولكنني سأغادر لبنان قبل الأعياد، وقد وجدت في العمل «فشة خلق» لي، وبدلا من أن آتي إلى لبنان، من دون شغلة أو عملة، يمكن أن أشغل نفسي في هذا العمل، عدا عن أنني مشتاقة للتمثيل وللزملاء والاجتماع بهم، وهذا ما حصل فعلاً.• قلت إن العمل «فشة خلق»، فهل هذا يعني أنك مشتاقة للتمثيل، رغم أنك أشرتِ إلى أنك لن تعودي إليه مجدداً ؟- لا شك أنني مشاقة إلى التمثيل، ولكن قرار عدم عودتي إليه محسوم، منذ أن قررت الزواج وأصبح لدي عائلة، فالتمثيل لم يعد بالنسبة إليّ مهنة بل فرصة للتسلية، عندما أتواجد في لبنان، واهتمامي لم يعد مركزاً على الارتباط بالمسلسلات، لأنني لم أعد أعيش في لبنان وحياتي في الخارج مختلفة، ولا شيء الآن يربطني بحياتي السابقة في لبنان.• بينك وبين نفسك ألا تشعرين أنكِ ابتعدت في الوقت غير المناسب، في ظل الازدهار الذي تعيشه الدراما اللبنانية والمشتركة، مع أنك تؤكدين دائماً أنك لست نادمة على الانسحاب من التمثيل، الذي أصبح عندك مجالاً للتسلية وليس أكثر ؟- لا شك أنني سعيدة بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما اللبنانية، خصوصاً وأن الممثلات اللبنانيات انتشرن عربياً، وهذا الأمر يفرحني كثيراً، ولكن بالنسبة لي لم أعد أتعامل مع التمثيل كمهنة، ولم يعد يعني لي شيئاً ولا أشعر بالندم لأنني غير موجودة على الساحة، ولم أعد أعاني هوس الشهرة والأضواء، وهما ليسا هدفاً في حياتي، بل هدفي هو زيارة لبنان بين وقت وآخر، وأقوم بالشيء الذي أحبه وهو التمثيل، لأنني أشتاق إليه وإلى أجوائه، لكن نظرتي اختلفت تماماً بالنسبة إلى التمثيل كمهنة.• يبدو أن الشهرة لم تكن تعني لك شيئاً منذ فترة بعيدة، خصوصاً وأنك سبق أن أكدت على هذا الموضوع، قبل زواجك وسفرك إلى الخارج ؟- كل ممثل يكون هدفه الشهرة، ولذلك هو يعمل ويسعى من أجل أن يصبح مشهوراً ومعروفاً، وهذا أمر عادي وصحي وطبيعي، وعندما يصل إلى الشهرة ويتذوق طعمها يجد أنها جميلة جداً، وخصوصاً عندما يقطف ثمارها من محبة الناس، ولكن مع الوقت تصبح الشهرة عادية بالنسبة إليه، وأنا حتى اليوم لا يزال إسمي موجوداً بقوة، والناس ينتظرون أعمالي وما الذي يمكن أن أقدّمه لهم، ولكن الشهرة لم تعد هدفاً عندي، وربما أشارك في عمل أكون مجرد ضيفة فيه، ولم أعد أعيش في الزمن الذي أشترط أن يكون اسمي هو الأول أو سواها من الشروط، لأن التمثيل لم يعد يعني مهنة لي كما كان الحال في السابق، وحتى عندما أزور لبنان، فإنني أفعل ذلك للسياحة فقط، رغم أنه بلدي الذي أحبه وأحب أن أحافظ عليه ويهمني أن أعرّف أولادي عليه، ولكنني لا أفكر في الإقامة فيه بل أزوره للسياحة فقط، أي للسهر والتعرف على المطاعم الجديدة، ولا تزال «وطنيتي» موجودة وأنا أحب لبنان، ولكنني أشعر أنه البلد الذي أقصده للزيارة وليس الذي أعيش وأربي أولادي فيه.• هل هذا التفكير نابع من كونك أماً يهمها مستقبل أولادها خصوصاً وأن لبنان غير مستقر أمنياً وإقتصادياً ؟- هذا صحيح، ولكن حتى لو أن الوضع مستقر لا يمكن أن أنسى لبنان، وسيكون بالنسبة إلى أولادي بلدهم الثاني، الذي سيقومون بزيارته بين وقت وآخر كما تفعل والدتهم، ولكنهم لن يكونوا لبنانيين، لأن بلد الإنسان هو المكان الذي يعيش ويتعلم فيه.• في حال توافرت لك فرصة للمشاركة، هل ترفضينها من منطلق أن نظرتك للتمثيل هي واحدة مهما كانت الجهة التي تتلقين منها العرض، أم تحاولين إقتناصها ؟- هذا ليس خطأ، ولكن حياتي في الخارج مختلفة تماماً، وأنا لست مقيمة في أميركا بشكل دائم، بل أتنقل بين عدة دول ولا أستقر في بلد واحد لفترة طويلة، ولكن في حال توافرت فرصة لا تُفوّت أهلاً وسهلاً بها.•كانت لك تجربة ناجحة في مجال الكتابة، فهل ستستمرين فيها أم أنك هجرتها هي أيضاً ؟- القصة لا ترتبط بكوني مزاجية، بل لأنني أكتب بإحساس وأجسّد ما أعيشه وأشعر به، وأنا لا أملك تكنيك الكتابة، ولنفترض أنني كنت بصدد الكتابة و«علقت»، فإنني لا أملك التقنية التي تساعدني على المتابعة والخروج من حالة «البلوك» التي أعيشها، ولذلك فإنني أكتب ببطء شديد، وما يساهم في تفاقم هذه المشكلة هو أنني أتحمل مسؤولية زوج وأولاد، وحياتي الاجتماعية مع زوجي مزدحمة بالمواعيد، مما يجعلني لا أملك وقت الفراغ الكافي للكتابة، ومن المعروف أن الكتابة تحتاج إلى تفرغ، فقد بدأت مثلاً كتابة مسلسل عندما كنت في تونس، ومن ثم انتقلت إلى النمسا، وحتى اليوم لم أنته سوى من كتابة حلقة واحدة.• ألا تحنّين إلى حياتك القديمة ؟- كلا، أحنّ إلى الأصدقاء فقط، ولا شك أنني أحنّ إلى لبنان وحياتنا وعملي، ولكن هذا الأمر لا يكبل حياتي الحالية، وعندما تتاح الفرصة التي تمكنني من «فش خلقي» أستغلها على الفور.• حتى الحنين الى التمثيل تراجع ؟- بل توجد حالة اشتياق دائمة ولكن ليس إلى درجة أن يتعكّر مزاجي، وعندما تتاح الفرصة المناسبة أو أجد حلما أرغب في تحقيقه، آتي إلى لبنان وأفشّ خلقي وأنفّذه.• لماذا اخترتِ التواجد في عمل يجمعك بنادين الراسي، وخصوصاً أنه جعلنا نتذكّر مسلسل «غنوجة بيا»، الذي كنت بطلته المطلقة ونادين البطلة الثانية فيه، ما الذي تغير بين الأمس واليوم، وهل يمكن القول أنكما تتمتعان اليوم بنفس مستوى النجومية، وكيف ستتوزع الأدوار في مسلسل «فرصة العيد» ؟- مروان نجار هو الذي قرّر أن يجمعني بنادين الراسي في هذا المسلسل، وعندما اقترح عليّ الفكرة أحببتُها كثيراً لأنها تشبه فكرة فيلم أجنبي كنت قد شاهدته، وفكرة العمل «ملبننة» وتحمل أجواء كوميدية، يومها قال لي مروان نجار «ما تعتلي همّ شي»، وفي المسلسل لا ألتقي نادين إلا في مشهد واحد، وكل منا تقدم قصة مختلفة تماماً عن الأخرى، وكأن الناس سيشاهدون مسلسلين في مسلسل واحد، ولذلك لم نعاني مشكلة أسماء، أنا أحب نادين كثيراً وتربط بيننا علاقة صداقة وسهرات و«ضهرات»، صحيح أننا لا نتلقي في المسلسل ولكن فكرته حلوة ولا تتحمل بطلة واحدة.• خلال الأعوام الخمسة التي ابتعدتِ فيها أيّ من الأسماء شعرتِ بأنها برزت ؟- بصراحة أنا أعيش في الخارج ولا أتابع أعمالاً محلية، لأنه لا توجد في بيتي محطات لبنان، ولذلك لا يمكن أن أُسأل عن أي عمل، ولا أعرف شيئاً عن الممثلات الجديدات، ولكنني أتذكر اللواتي كنّ معي وبدأن معنا وتمكن من تكوين اسم لهن، وبينهنّ داليدا خليل وجويل داغر، وداليدا اشتغلت معي في مسلسل «ذكرى» وجويل في مسلسل «أجيال»، وهما تمكنتا من فرض نفسيْهما، ومع أنني لم أشاهد أعمالهما ولكن تصلني أصداء عنهما، واليهما توجد أسماء جديدة لا أعرف عنها شيئاً لأنني بعيدة.• هل أنت مكتفية بولدين أم تفكرين في عائلة أكبر ؟- زوجي يريد فتاة، والأولاد نعمة من رب العالمين ولكنني أشعربأن ولدين كافيان.• وزوجك يريد فتاة ؟- لو أضمن أن أنجب له فتاة لكنتُ حاولت.
فنون - مشاهير
حوار / «فرصة العيد»... «فشّ خلق» والتمثيل لم يعد هدفاً في حياتي
ريتا برصونا لـ «الراي»: ما عدت أعاني هوس الشهرة والأضواء
ريتا مع طفلها
03:32 م