عندما أطل رضا يوسف الفيلي كأول مذيع على شاشة تلفزيون الكويت في أوائل الستينات بلباسه الشعبي ووجهه السمح وابتسامته الحلوة وصوته الهادئ، ليلتها غطت جدتي رحمها الله وجهها قائلة: «هذا من أهل الكويت، يعرفنا ونعرفه، له الحشمة والكرامة، ولا يجوز أن تكشف النساء وجهها أمامه».وقد صدقت جدتي في حكمها إذ كان رضا رحمه الله يستحق وصفها له، أحب الكويت وأحبته وأخلص لها وأكرمته في حياته وعند مماته.لقد صقل رضا رحمه الله موهبته الإعلامية بالتدريب على يدي عميد المسرح العربي زكي طليمات ورسخها أكاديمياً فنال البكالوريوس والماجستير في الإعلام ليصبح أحد أهم الإعلاميين في الخليج العربي كله.عمل فترة طويلة في مجالي الإعلام والفن، وهما مجالان تسري بهما الإشاعات والأقاويل أكثرها كيدي بسبب الغيرة والمنافسة وحب الشهرة، ولكننا لم نسمع عن أبي خالد إلا ما يشرّف.ترقى رحمه الله إلى أعلى المناصب في وزارة الإعلام دون أي خصومة أو خلاف أو صراع مع أي منافس أو واسطة، ولكن بفضل كفاءته وإخلاصه.قدم الكثير من البرامج التلفزيونية والأعمال الدرامية ونجح في حفظ تاريخ الكويت من نشأتها وحتى النهضة الحالية، عبر مقابلات متلفزة مع رجالات الكويت الأوائل لمعرفته بهم ولمعرفتهم له، وثقوا به وأجابوا عن جميع أسئلته التي كانت أسئلة المستنير والمتثبت لا الجاهل بل الساعي لتوثيق المعلومة دون خوف منهم أو مجاملة أو محاولة لطي الأحداث.لقد كان أبو خالد طيب الله ثراه في حياته مخلصاً في عمله، ووجب على وزارة الإعلام التي كان أحد أوائل منشئيها أن تكرمه بما يستحق من تكريم، وأن تطلق اسمه على إحدى مؤسساتها.... رحم الله رضا يوسف الفيلي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الكثر وتلاميذه في المدرسة الإعلامية الصبر والسلوان.