في الآونة الأخيرة ارتفعت نسبة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والأخلاقية وغيرها بين الناس. فالعديد من الذين تواجههم هذه المشكلات يتأثرون تأثرا سلبيا مما يجعلهم في أدنى منزلة من أقرانهم. ولهذا يجب علينا أن نأخذ بأيديهم وننصحهم ونوجههم إلى أن ينجح الجميع في حياتهم.فالدين النصيحة، لقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على النصيحة، «فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص...» ولكن كيف لنا أن نأخذ بيدهم بنصيحة أو مساعدة ؟فالحقيقة هناك عدة سبل وطرق لحل المشكلات والعديد من العلماء والمختصين أشاروا إليها، ولكنني أود أن أحدد بعض النقاط السهلة والمفيدة التي ستمكن العديد من العامة أن يتخلصوا من مخاوفهم، وهذه النقاط تبدأ أولا: بذكر الله سبحانه وتعالى، إذا حدثت لنا أي مشكلة من المشاكل علينا بذكر الله سبحانه ؛ فإن الله يذكر في السراء والضراء وفي كل مكان و زمان «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، ومن ثم التوكل على الله حق التوكل وكثرة الاستغفار. ثانيا: التقبل، وهو نوعان: تقبل سلبي وتقبل إيجابي. إن العديد من الناس من الذين يصعب عليهم حل مشكلاتهم يكون لديهم التقبل السلبي مما يجعلهم يكررون جملا ليس لها أي فائدة على سبيل المثال: لماذا أصابنا الله بذلك؟ أو لماذا الحظ دائما لا يحالفنا ؟ فهذا من التقبل السلبي الذي يجب الابتعاد عنه وتركه بشكل نهائي. أما الأشخاص الذين يتقبلون مشكلاتهم بتقبل إيجابي ينجحون في حياتهم وبحل مشاكلهم. وحدد الرسول- عليه الصلاة والسلام –بقوله:«عجبا لأمر المؤمن إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر»، فدائما المؤمن يرجع مشكلته بأنها خير له وليست شرا، فلا يشاك المرء بشوكة إلا كان له أجر«فهذا العبد الصالح المؤمن الذي سيتمكن بإذن الله تعالى بأن يواجه المشكلات بكل صبر وجلد. ثالثا:التفكير و الاستشارات و التدخل، وهذه من أهم النقاط بأن يفكر الشخص مرارا وتكرارا محاولا حل مشكلاته بذكاء وفطنة وحكمة، فإذا لم يستطع وظن أنه غلب على أمره فليستشر الذين هم أعلم و أخبر منه» فقال تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» ومن بعد الاستشارة التوكل على الله والتدخل بمعنى تنفيذ الحل. رابعا وأخيرا: التقييم والتقويم، فيجب علينا أن نقيم الأداء ونسأل أنفسنا هل استطعنا حل المشكلة أو لم نستطع، وقراءة الأداء وتحليله إلى أن نتمكن من معرفة سبب عدم النجاح إذ لم نتمكن من حل المشكلة، ومن ثم التقويم أي محاولة تعديل الاستراتيجيات والأساليب المتبعة في حل المشكلة والبدء بطريقة أو استراتيجية أخرى لحل المشكلة التي تواجهنا. وعلى الجميع أن يتذكر أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم»، فالتمس الأجر يا أخي المسلم فإن الإمام علي بن ابي طالب- رضي الله عنه:النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السلامة فيها ترك ما فيهالا دارَ للمرءِ بعـد المــوت يسكُنهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيهافـــإن بناهـا بخير طـاب مسكنُـه *** وإن بناهــا بشر خــاب بانيـــهانسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا بهذه الكلمات.