لم يتأخّر نجاح «حزب الله» في استعادة الأسير في صفوفه عماد عياد الذي كان مخطوفاً منذ نحو شهر ونصف شهر لدى إحدى مجموعات «الجيش السوري الحر» بالدخول على خط ملفّ العسكريين اللبنانيين المخطوفين منذ 2 أغسطس الماضي لدى «جبهة النصرة» و«داعش» ولا سيما بعدما اعلن الحزب ان الإفراج عن عياد جاء من ضمن صفقة تبادُل شملت تخليته عنصرين من المسلحّين كان يأسرهما وتقاطعت المعلومات عند انهما من «الجيش الحر».فأهالي العسكريين المخطوفين (عددهم 26) قابلوا السياسة التي اتبعها «حزب الله» لإطلاق عياد الذي كان أُسر في القلمون على يد «تجمع القلمون الغربي» التابع لـ «الجيش الحر»، بالمطالبة بـ «المعاملة بالمثل» في ما خص أبنائهم، معلنين: «قيل ان حزب الله يرفض المقايضة، واذ به يقايض لاطلاق أحد أسراه، ومن هنا فاننا نرفض ان تستمر الحكومة بسياسة الكذب»، موجّهين رسالة الى الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله للتدخل واطلاق سراح ابنائهم، ومعلنين انهم سيلجأون الى «التصعيد بدءاً من الجمعة (غداً) وذلك بعدما تبيّن ان الحكومة لا تفاوض وهي تلجأ الى المماطلة، والطريق التي ستقطع لن تفتح مجدداً».وجاء موقف الاهالي الذين يتابعون اعتصامهم المفتوح قبالة السرايا الحكومية في وسط بيروت والذين طالبوا «النصرة» و«الدولة الإسلامية» بالكشف عن هوية المماطلين في عملية التفاوض، قبيل الاجتماع الذي عقدته خلية الأزمة لمتابعة البحث في ملف العسكريين (17 منهم لدى «جبهة النصرة»، و9 لدى «داعش»)، وسط تقارير تحدثت عن ان السلطات اللبنانية عادت للسير بعرض الخاطفين القاضي بالافراج عن خمسة اسلاميين من سجن رومية و50 من سجون النظام السوري في مقابل كل عسكري لبناني، وانها لا تزال تنتظر اللوائح من الجهات الخاطفة التي لم ترسلها بعد عبر الوسيط السوري المكلف من قطر (احمد الخطيب)، وذلك بعدما نقل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم من دمشق معطيات ايجابية تتصل بموقف النظام السوري من إطلاق أفراد تابعين لـ «النصرة» و«داعش» للمساهمة في الافراج عن العسكريين اللبنانيين.وكان لافتاً ان رئيس البرلمان نبيه بري دعا خلال لقاء الاربعاء النيابي الى «اعتماد السرية في المفاوضات لإطلاق العسكريين» مؤكداً «اننا نملك اوراق قوة عدة لاستعادتهم»، في ما بدا مطالبة بالاقتداء بـ «حزب الله» الذي خاض مفاوضاته مع «الجيش الحر» في ظل كتمان مطبق مستفيداً من اوراق قوة كانت معه وأخرى «عزّز» بها موقعه التفاوضي بعد خطف عياد.وكان «حزب الله» تكتّم عن عن إعطاء تفاصيل حول إتمام صفقة التبادل بينه وبين «الجيش الحر»، واكتفى في بيان أصدره بالإشارة إلى انها جاءت بعد مفاوضات استمرت أسابيع عدّة مع الجهات الخاطفة التي لم يحددها. الا ان اوساطاً مراقبة اعتبرت ان توقيف السلطات اللبنانية قبل فترة العقيد في «الجيش الحر» عبد الله الرفاعي وهو قائد «تجمع القلمون الغربي» (الذي أسر عياد) لدى محاولته الخروج من عرسال في اتجاه الجرود ثم القرار بإطلاقه قبل ايام شكّل التطور الذي أتاح فتح ثغرة فعلية في ملف عياد أفضت الى الإفراج عنه لقاء تخلية «حزب الله» أسيرين من «الجيش الحر» ترددت بعض المعلومات عن انهما خليجيان، فيما ذكرت تقارير انهما مرعي ومرهف عبد الغني الريس وانهما كانا وقعا في قبضة الحزب خلال عملية أمنية تلت أسر عياد بعيد مواجهات بريتال العنيفة اوائل اكتوبر الماضي حين هاجمت «النصرة» و«داعش» مواقع الحزب خلال محاولتهم التوغّل في اتجاه القرى البقاعية من جهة جرود عرسال.وفيما قرأت بعض الدوائر السياسية في بيروت زيارة عياد بعد اطلاقه لمقام السيدة زينب في دمشق على انها إشارة إلى دور ما قام به النظام السوري للإفراج عنه، وصل الاسير المحرر ليل الثلاثاء الى الضاحية الجنوبية لبيروت وسط اجواء احتفالية وكان باستقباله، الى جانب الاهالي، معاون رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي لفت إلى ان الفرحة ما زالت منقوصة بسبب وجود العسكريين المخطوفين.