أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ان المنطقة تشهد من حولنا احداثاً متلاحقة تستوجب المتابعة والاعداد لمواجهتها وتلافي تأثيراتها.واضاف الخالد في كلمة افتتاح الاجتماع الـ33 لوزراء الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ان تطور الجريمة بكافة صورها واتجاه مرتكبيها الى استخدام وسائل التقنية الحديثة في تنفيذها يتطلب منا آليات اكثر فعالية لمواجهتها.وشدد على اهمية التنسيق لوضع استراتيجية محددة لمجابهة كافة الجرائم، وعلى الاخص جرائم الاتجار بالمخدرات وان تتضافر الجهود لمكافحة آفة المخدرات التي اصبحت تفتك بالشباب ثروة الوطن وعماده، من خلال توعية المجتمع بخطورتها واضرارها ضرورة تواصل الاجهزة الامنية مع الجهات الحكومية والاهلية في كل دولة.ولفت الى ان جريمة غسيل الاموال وجرائم بطاقات الائتمان والجرائم المنظمة والجرائم التي ساعدت عليها وسائل التقنية الحديثة وجرائم الارهاب والتي باتت لاتقتصر على دولة بعينها لاتقل ضرراً عن آفة المخدرات لما تحمله من فكر ضال يبث سمومه في عقول الشباب باسم الاسلام وهو بعيد كل البعد عن تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.وذكر انه بات مستعصياً على اي جهاز امني في اي دولة من الدول مهما كان تقدمه وتطوره ان يكافح الجريمة بكافة اشكالها وصورها بمعزل عن التعاون والتواصل مع نظرائه في الدول الشقيقة الصديقة وان التكامل الامني بيننا الناجم عن التعاون المثمر والبناء اضحى فرضا علينا جميعا.واضاف الشيخ محمد الخالد انه «خلال مشاركتنا في فعاليات اجتماعات الدورة الـ83 للجمعية العامة للانتربول لمسنا رغبة المجتمعين جميعا في التعاون والتضامن في ما بينهم من اجل الوصول الى المفهوم الامني الشامل اقليميا ودوليا، مؤكدا اننا في الجانب الكويتي اكدنا ايماننا الراسخ بذلك المفهوم».واكد ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما حققه من انجازات بات من الكيانات الفاعلة والمؤثرة على الساحتين الاقليمية والدولية وان مسيرة عملنا الامني المشترك قد وصلت الى مراحل متقدمة بفضل التعاون المثمر والبناء بيننا.وقال ان التجربة الخليجية في المجال الامني والمجالات الاخرى اصبحت نموذجاً للتعاون على الصعيدين الاقليمي والدولي ولابد لنا في هذا السياق من الاشارة الى ماتم من تعاون واضح بين الدول الخليجية أخيرا ادى الى ضبط جرائم خطيرة كان سيمتد اثرها لاكثر من دولة من دول المجلس. واشار الى ان كل ذلك يدفعنا الى الاستمرار في بذل اقصى الطاقات وتسخير كافة الامكانيات وتبادل التجارب الامنية الناجحة من اجل رفع كفاءة الاجهزة الامنية وما نصبو اليه من انشاء الشرطة الخليجية.وادان الشيخ محمد الخالد الحادثين الارهابيين اللذين وقعا أخيرا بالسعودية وراح ضحيتها عدد من الابرياء، مؤكدا «تضامننا الكامل ووقوفنا الى جانب الاخوة في السعودية بمحاربتهم للارهاب».بدوره، قال الامين العام للامانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف الزياني ان حرص واهتمام وزراء الداخلية كان له الاثر البالغ في تطور وجهود الاجهزة الامنية في دول المجلس التي اثبتت تمكنها وكفاءتها ويقظتها في ملاحقة عصابات الاجرام وجماعات الارهاب المتطرفة.ولفت الى ان تلك الجماعات تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في دول مجلس التعاون فخاب رجاؤها وفشلت فشلاً ذريعاً بسبب يقظة اجهزتنا الامنية وتماسك الجبهة الداخلية وترابط العمل الامني المشترك.واكد ان التطورات المتسارعة في المنطقة على دول المجلس فرضت علينا تحديات امنية واجتماعية ابرزها تنامي الحركات الارهابية المتطرفة وانتشار الفكر الطائفي البغيض واستغلال بعض الحركات السياسية وسائل الاعلام الحديث لتجنيد الشباب وبث الاشاعات المغرضة وزرع بذور الفتن للنيل من الوحدة الوطنية في دول التعاون.من جانبه، اكد وزير داخلية مملكة البحرين الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة «ان ما تنعم به منطقة الخليج من امن وازدهار يفرض علينا الحفاظ على استقرارها وحماية مصالحنا الحيوية وبخاصة تداعيات الازمات من حولنا وارتداداتها تجعل من المنطقة هدفا للعديد من المنظمات الارهابية التي تستغل الصراع المذهبي والطائفي من اجل تحشيد المواقف وخلق حالة من التنابذ والفرقة بين ابناء المجتمع الواحد».وقال الشيخ راشد ال خليفة خلال كلمته في المؤتمر «ان هذه الصراعات اخذت شكلا خطيرا من العنف المسلح يستقطب العديد من الافراد من مختلف دول العالم ومنها دولنا، من خلال بث الفكر المتطرف والتأثير على عقول الشباب، داعيا بالوقت نفسه الى استمرار العمل لتحسين آليات تبادل المعلومات بين الاجهزة المختصة لتفكيك شبكات الارهاب والحد من نشاطها الاجرامي».وشدد ال خليفة ان دول مجلس التعاون تمتلك القوة والارادة والعزيمة للعمل على تحقيق اهدافنا، مشيراً الى ان مواقف القادة الشجاعة زادت من القدرة على مواجهة التحديات التي تواجه مجلس التعاون، مؤكدا على وجود الخبرة في الحفاظ على الامن والاستقرار من خلال اخذ زمام المبادره في التصدي للأخطار والتهديدات بكافة اشكالها.واضاف «نجتمع اليوم وقد توافقت دولنا بحمد الله على اجتماع الكلمة ووحدة الصف بعد اتفاق الرياض وما انتهى اليه من نتائج تعبر عن الرغبة الجادة والارادة الناجزة لتقوية اواصر الاخوة ودفع مسيرة التعاون الخليجي نحو افاق جديده تمنحها القدرة على التعامل مع كافة الظروف والمستجدات متوجها بالشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود على مساعيه الطيبة وجهوده الخيرة في جمع الشمل وتوحيد الكلمة والموقف ولسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح رئيس الدورة الحالية للقمة الخليجية لمساعيه الخيرة من اجل رفعة المجلس لتحقيق اهدافه الطموحة.واكد الشيخ راشد الخليفة ان نجاح اجتماع الرياض وما صدر عنه من قرارات وانجازات مشرفة تأتي في اتجاه تعزيز روابط التعاون والتآزر القوي بين دول المجلس، موضحا ان العلاقات قوية ومستمرة ويتوارثها الابناء من الاباء والاجداد والاتفاق يجسد وحدة الموقف تجاه الاخطار المحيطة بمنطقة الخليج، مشيرا الى ان نتائجة لا تنعكس على دول مجلس التعاون بل ان اثرها الايجابي ينعكس على مجمل الدول العربية ويعزز من قدرتها على مواجهة الاخطار التي تهددها.ومن جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر ال ثاني وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي لعقد الاجتماع الرابع والثلاثين في قطر لمواصلة المسيرة الامنية الخيره تحقيقا للأهداف السامية التي يصبو اليها اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.