أنهى النائب مراون حمادة، امس، شهادته التي استمرت 4 ايام، امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تستعد لسماع إفادات مجموعة من الشخصيات السياسية والاعلامية الرفيعة، في اطار محاولة فريق الادعاء تقديم الخلفية السياسية لجريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، في 14 فبراير 2005، والتي يُحاكَم فيها غيابياً 5 من «حزب الله».وتطرق حمادة الى ظروف قيام تحالف عريض من المعارضة التي عُرفت بـ «لقاء البريستول» وضمّت ممثلين للحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والمكونات المسيحية في «لقاء قرنة شهوان» الذي شكّل يومها ما يشبه «المكتب السياسي» للبطريرك مار نصر الله بطرس صفير، اضافة الى حركة «التجدد الديموقراطي» برئاسة النائب الراحل نسيب لحود وقادة يساريين بينهم جورج حاوي (اغتيل في 21 يونيو 2005). وهو التحالف الذي اجتمع على معارضة الوجود السوري في لبنان آنذاك.وأعلن حمادة انه بعد التمديد للرئيس لحود، قدّم والوزيرين غازي العريضي وعبد الله فرحات، استقالتهم كممثلين عن «اللقاء الديموقراطي» (كتلة جنبلاط) من حكومة رفيق الحريري. وقال: «شعرتُ بان من الضروري الاستقالة، لانه كان من الواضح ان حضور جلسات مجلس الوزراء التي يترأسها لحود بعد تمديد ولايته اثر الضغوط السورية، كان يعتبر موافقة على تمديد هذه الولاية، ويتعارض بالكامل مع موقفنا المبدئي لرفض هذا التمديد».واوضح ان «من تداعيات التمديد للحود، تدهور النظام السياسي في لبنان، حيث اصبحت المؤسسات مجرد دمى في يد النظام السوري». واضاف: «حاول الحريري التهدئة من روع النظام السوري بعد القرار 1559 فاستقبل السفيرين الاميركي والفرنسي ودعاهما الى طمأنة السوريين والحد من غضبهم».وتابع: «كنا نتجه إلى مرحلة مهمة في مستقبل لبنان، وهي انتخابات عام 2005 النيابية، وكانت لائحة الحريري عن المرشحين في منطقة بيروت تضم 19 مرشحاً، وتشكّل ارضية لشعبيته ونفوذه السياسي في لبنان، بصفته زعيما سنياً، علماً انه غالبا ما كان السوريون يفرضون مرشحين لهم في اللوائح الانتخابية. ولم يكن الحريري راضيا عن ذلك، في حين انه في العام 2000 قبِل بما فرضوه تجنبا للصدام».وأكمل: «كانوا يحاولون ان يضعوا مرشحيهم، وكان الحريري يصفهم بـ (الغواصات السورية) كتعبير عن النفوذ السوري في ما يتعلق بالمرشحين لمناصب نيابية ووزارية، وكان من الواضح اننا كنا نتجه نحو مرحلة مهمة وبارزة في مستقبل لبنان، وهي انتخابات 2005، ولربما هذا هو احد الاسباب التي ادت الى تسريع الاحداث». ولفت الى انه «بعد استقالتنا من مجلس الوزراء كانت الخطوات التالية: تجميع تحالف اكثر قوة لتشكيل جبهة معارضة. أردنا ان نوحّد صفوفنا مع القوى المسيحية، اي لقاء قرنة شهوان وحركة التجدّد الديموقراطي (برئاسة نسيب لحود) وقد جمع حوله خيرة من المثقفين اللامعين، و«اليسار» برئاسة جورج حاوي والنائب السابق الياس عطا الله».وأكد ان «الحريري كان يخطّط لتأليف حكومة وحدة وطنية يمكنها ان تخفف التوتر في لبنان. وهنا لم يأخذ بنصيحة جنبلاط حين قال له: مدِّد ولاية لحود واستقلْ وغادر البلاد»، مشيراً الى ان «الحريري كان يخبرنا ان استقرار الحكومة اللبنانية سيضمن سلامته الشخصية، وكان يريد حكومة جديدة تعمل لادارة البلاد وصولا الى الانتخابات في مايو 2005»، مبيّناان «السوريين جعلوا الحريري يشعر بأنهم سيتركونه في السلطة».