ارتسمت في لبنان تساؤلات وتشكيك حول مسار الوساطة القطرية للتفاوض مع خاطفين العسكريين اللبنانيينمن «جبهة النصرة و»داعش»، ولو من دون قدرة على الإجابة عن هذه التساؤلات. فالاوساط الرسمية المعنية نفسها، تعترف بأن اكثر من أسبوعين مرّا اخيراً من دون حصول اي تطور في هذه الوساطة، ولولا عامل التهديد بقتل العسكريين قبل يومين، الذي فرض الاتصالات العاجلة بالوسيط القطري لمنْع تنفيذ التهديد، لكان الأمر تمادى بلا اي تفسير منطقي.ولكن الاوساط نفت في هذا السياق، بعض ما روّجته وسائل إعلام عن تراجع القضاء اللبناني عن أحكام قضائية صدرت آخر الاسبوع الماضي، بإعدام عدد من الموقوفين الاسلاميين وخفضها الى السجن المؤبّد، مشيرة الى انه تبين من اعادة مراجعة هذه الأحكام المبرمة ان المجلس العدلي اصدر هذه الأحكام أصلاً بالسجن المؤبّد، مرجّحة ان يكون الخاطفون أُبلغوا (من خلايا لهم او من مساجين في سجن رومية يتمكّنون من التواصل معهم) بمعطيات خاطئة عن أحكام بالإعدام فهموا منها ان الحكومة قرّرت التصعيد ووقف التفاوض معهم. وتضيف الاوساط ان ما جرى الإثنين الماضي، وضع الحكومة امام واقع شديد الوطأة، اذْ تصاعَدتْ حُمّى هذا الملف، بعدما احتُجز آلاف المواطنين على الطرق، بفعل التحركات الاحتجاجية لأهالي العسكريين المخطوفين، الذين وجّهوا اتهامات شديدة القسوة للحكومة، مثيرين عاصفة غضب وخوف وسُخْط. فبدت الحكومة منعزلة بقصورها عن طمأنة الأهالي من جهة، ومنعهم من التحكم بحركة المواطنين من جهة اخرى.وفي هذا السياق كان بارزاً، امس، تطوران:* الاول ترك مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس المجلس العسكري لـ «الجيش السوري الحر» في القلمون العميد عبد الله الرفاعي وتسليمه الى الامن العام، بعد 9 ايام من توقيفه من قبل الجيش اللبناني، خلال محاولة تهريبه الى جرود بلدة عرسال (البقاع الشمالي) وكان يحمل هوية مزورة.وجاء ترك الرفاعي ليعزز المعلومات عن مقترح رابع طرحته السلطات اللبنانية على «جبهة النصرة» لقاء إطلاق العسكريين، غير الخيارات الثلاثة التي كانت «الجبهة» قدّمتها للمقايضة، والتي كانت الحكومة قررت اعتماد الثالث بينها(الافراج عن 5 سجناء من رومية و 50 من السجون السورية مقابل كل عسكري) باعتبار ان هذا الخيار اصطدم بشروط من النظام السوري، بينها عدم الافراج عن الرفاعي، والتقدم بطلب رسمي من الحكومة اللبنانية يتضمن «المناشدة بالمساعدة»، لتسهيل الإفراج عن الأسماء المدرجة في طلبات «النصرة» و«داعش».* والتطور الثاني، هو زيارة وفد من اهالي العسكريين السفارة القطرية، حيث حصل لقاء مع السفير علي بن حمد المرّي، الذي نقلوا اليه رغبتهم في تسريع المفاوضات وعودة الوسيط المكلّف من الدوحة، وهو السوري احمد الخطيب. وقال الأهالي بعد اللقاء:«إن السفير القطري لم يعدنا بشيء وتمنينا عليه أن يطلب من أمير قطر تسريع ملف أبنائنا».
خارجيات
القضاء أفرج عن رئيس المجلس العسكري لـ «الجيش الحر» في القلمون
تشكيك لبناني في مسار الوساطة القطرية بملف العسكريين المخطوفين
09:41 م