الذكرى فكرة تمر على الذهن ويستشعر الذي يفكر فيها بجذوات مختلفة تنم عن خصائص هذه الذكرى فتجعل الانسان يعيش في وسط قد يشعر به في السعادة اذا كانت هذه الذكرى تنم عن سمات السعادة او الفرح فيسر خاطره والبهجة تعتمر قلبه.كم من ذكرى تذكرتها حين تصفحت المخطط التقريبي للبيوت السكنية في منطقة وسط مدينة الكويت خلال فترة منتصف القرن العشرين للكاتب المتألق الاستاذ محمد عبدالهادي جمال.وهذا المخطط يعتبر تكملة لما نشره من خارطة في كتابه لقاء مع التاريخ حيث اضاف على ما سبق وضعه في الكتاب اكثر من مئة وسبعين بيتاً من بيوت منطقة الوسط.جميل ان يتذكر الانسان عبق الماضي ويستشعر طيبة الارض وقلوب اهاليها الذين يتجاورون في المنازل ويتحدون في القلوب والامال والاهداف.ان المتتبع لما وضعه ابو علي في مخططه الاخير يدور في فكره حقائق كثيرة ويستبصر علامات متعددة واشارات مختلفة لشوارع وقصور وأزقة وبيوت ومساجد وحسينيات، لكل مكان أثره، ولكل مركز اشعاعه اذا تذكره المرء فإنه يتذكر اصالة مفعمة بالخير لأناس جبلوا على الخير وانهم دائما يدلون عليه.عزيزي القارئ، كثير من الذكريات يشير اليها الاستاذ محمد عبدالهادي جمال في مؤلفاته التراثية فله في مجال النقود القديمة والطوابع والرسائل وكذلك الحرف والمهن والاسواق اضاءات مختلفة تجعل المتتبع لهذه المؤلفات يتذكر اماكن وهوايات قديمة ومهناً وحرفاً عمل بها الآباء والاجداد من اجل البناء والازدهار، وهم متحدون ومتعاونون.فأين نحن الآن من تلك الصفات والسمات الطيبة؟فعسى أن يتمسك اهل هذا الجيل بسمات آبائهم واجدادهم الاصيلة ويجعلوا السماحة سبيلهم والاتحاد طريقهم والتمسك بالقانون هو هدفهم من اجل التنمية حتى نصل بهذه الديرة الطيبة الى آفاق زاهرة تعمل على التقدم.والتحية للكاتب المتألق الاستاذ محمد عبدالهادي جمال على انتاجه الغزير والمفيد للأجيال في المجالات المختلفة لأهل هذه الديرة الحبيبة.وصدق القائل:يا بلادي وانت قرة عينيطبتي نفسا على الزمان وعيناستفوزي رغم أنف اللياليعجل الدهر بالمنى أو تأنى
مقالات
سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
ذكريات خالدة والتحية لمحمد جمال
04:01 م