«ممنوع من العرض» في تركيا، لتجاوزه الخطوط الحمراء... ربما يكون هذا سبباً وجيهاً لتلقف إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، لفيلم «القطع» للمخرج التركي المثير للجدل فاتح أكين، في توقيت تشهد فيه العلاقات المصرية -التركية هزة كبيرة، على خلفية اتهامات القاهرة لأنقرة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية، وتقديم الدعم للإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لزعزعة الاستقرار في البلاد.وفي ندوة الفيلم الذي يعيد فتح ملف إبادة الأرمن في تركيا، والذي عرضه مهرجان القاهرة، اعترف أكين المخرج الألماني ذو الأصول التركية أن فيلمه يتجاوز الخطوط الحمراء، ويخوض في مناطق محظورة من التاريخ التركي، لذا تم منع عرضه في دور العرض السينمائية التركية.وأكد أن «القطع» يكشف بشكل واضح وصريح ارتكاب الدولة العثمانية جرائم وحشية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، مشيراً إلى أن الفيلم جاء صادماً للأتراك حكومة وشعباً، لأنه خاض في مناطق تاريخية ممنوعة، وكاشفاً عن أن بعض أصحاب دور العرض السينمائية التركية، عبّروا له عن مخاوفهم من عرض الفيلم، بل ورفضوا عرضه، بالرغم من أن الحكومة التركية لم تتعرض له بشكل مباشر أو تحاول منعه.وأوضح أن معظم مشاهد الفيلم الذي يتناول مجازر الإبادة الجماعية، التي تعرض لها الأرمن في أواخر عصر العثمانيين العام 1915، تم تصويرها في الأردن، فيما تم تصوير مشاهد أخرى في كوبا وألمانيا وكندا، نافياً أن يكون مشغولاً بحجم الإيرادات، ولكنه مشغول بتوصيل رسالة الفيلم لمن يشاهده، وهي التأكيد على حقيقة مذابح العثمانيين بحق الأرمن.وأشار إلى أن الكثير من الأتراك بدأوا أخيراً باستيعاب ما جرى ضد الأرمن، لافتاً إلى أنه تعمد عدم تكرار كلمة مذبحة في الفيلم، لأن الكلمة عندما تتكرر كثيراً تفقد معناها، ولكنه ركز على أجزاء معينة في هذه المذبحة لتوضيح الحقيقة.