يواكب لبنان التطورات المفصلية الجارية من حوله، عبر حركة سياسية «محلية» هدفها: اولاً، الحفاظ على الحد الادنى من «ديمومة» الحكم ومؤسساته في انتظار اي معطيات خارجية تمكّنه من تجاوز المأزق السياسي – الدستوري بانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد نحو 175 يوماً من الفراغ، وثانياً، اخماد اي بؤر امنية قد تشكل ملاذاً للجماعات الارهابية، وذلك من خلال تأمين غطاء سياسي حاسم للجيش اللبناني.وعلى طريقة «الأوعية المتصلة»، فان لبنان قد يفيد من اي انفراج اقليمي او تحول من النوع الذي يفضي الى اي توازنات جديدة في المنطقة، وهو يسعى الى ابقاء مسرحه الداخلي جاهزاً لالتقاط اي فرصة سانحة تمكّنه من الخروج من الحفرة عبر تفاهمات تعيد اكتمال مؤسساته وانتظامها.وأمكن في هذا السياق، رصد اكثر من تطور داخلي يشي بان اللاعبين الاساسيين يحرصون على ترتيب «المسرح» بالتوازي مع محطات اقليمية - دولية بالغة التأثير على مجريات الوضع في المنطقة، لعل ابرزها الاختبار المرتقب للعلاقات الغربية - الايرانية في 24 الجاري، والمتمثل في امكان التوصل الى «اتفاق نووي» بين الدول «5+1» وطهران او إرجائه لفترة قصيرة.وكان لافتاً، ان «حزب الله» الذي عمد الى خطوة كانت محط تأويلات كثيرة عندما اعلن امينه العام السيد حسن نصرالله تبني زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون كمرشح للرئاسة، استكمل هذه «النقلة» التي انهت «توافقية» عون، بزيارة لوفد رفيع من الحزب الى دارة عون للاعلان عن ان الطرفين هما «جسم واحد»، وان الجنرال مرشح «حزب الله» الى «قيام الساعة».غير ان خطوة مشابهة في اتجاه معاكس كانت مدار اجتهادات في بيروت، تمثلت في لقاء عقده رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة مع رئيس البرلمان نبيه بري (شريك حزب الله) الذي تمر علاقته مع العماد عون بازمة فعلية، ليست الاولى، لكنها تعبير عن الميل الفعلي للرئيس بري في اتجاه البحث عن مرشح تسوية (وغير العماد عون) للرئاسة».وثمة انطباع في بيروت، انه غالباً ما تكون لقاءات بري - السنيورة، لا سيما تلك التي تعقد على مشارف المنعطفات، الوعاء الاكثر حيوية لصوغ تفاهمات جدية، وهذا كلام يضمر الايحاء بان شيئاً ما يطبخ في شأن الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً في ظل تبادل الرسائل الايجابية بين»تيار المستقبل و»حزب الله».فماذا عن لقاء»حزب الله»- عون؟بعد ساعات من تقديم تكتل عون طعناً في قانون التمديد للبرلمان الذي افترق فيه»التيار الوطني الحرعن»حزب الله»، وغداة إعلان الجنرال«عن انتقال العلاقة مع الحزب الى مرحلة»التكامل الوجودي»، قصَدَ وفد من»حزب الله»ضمّ المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، الحاج حسين الخليل ومسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا»الرابية«حيث كان لقاء مع زعيم»التيار الحر«.وبحسب تقارير في بيروت، فقد نقل الوفد الى عون تحيّات نصرالله وتقديره لكل حرف من حروف مواقفه الأخيرة، والتي قال فيها إننا انتقلنا من مرحلة التفاهم الى»التكامل الوجودي».وكشفت صحيفة»السفير»ان الخليل نقل عن السيد نصرالله تقديره للمواقف الوطنية الجريئة للعماد عون، وقال له:»دع الوفاء جانباً يا جنرال، نحن وبغضّ النظر عن كونك حليفنا، قناعتنا كانت وما زالت أنك ومن موقعك كزعيم مسيحي وطني وعربي كبير، أنت الأكثر مقبولية كي تتبوأ موقع رئاسة الجمهورية.. وما يسري على بقية الطوائف يسري على المسيحيين«.وفيما كان»حزب الله«يثبّت عون مرشحه الرئاسي، أطلّ مرشح» 14 مارس«رئيس حزب»القوات اللبنانية»الدكتور سمير جعجع تلفزيونياً، داعياً الحزب وزعيم»التيار الحر»الى النزول الى البرلمان في 19 الجاري، لانتخاب رئيس»واذا فاز عون سأكون اول المهنئين»، داعياً الى الكف عن منطق التعطيل على قاعدة»انا او لا احد«التي قال ان عون يعتمدها، ومكرراً اقتراحه ان يجلس مع»الجنرال«ونتفق على مرشح ثالث.وفي اشارة لافتة، وجّه جعجع رسالة انفتاح الى رئيس تيار»المردة»النائب سليمان فرنجية، معلناً انه إذا أعلن»حزب الله « تخليه عن ترشيح عون وتبنيه ترشيح فرنجية»فللبحث صلة، وعندها ممكن أن ننزل الى المجلس وننتخب الرئيس الذي يحوز على الأصوات«، مطالباً البطريركية المارونية (رداً على مواقف الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من التمديد) بان تبقى»كما عهدناها فوق التفاصيل السياسية، وموقع بكركي يهمنا ان يحافظ على عظمته وهيبته».وتَرافق الحِراك الداخلي مع استمرار»الدفْع الدولي»نحو الإسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، وفق ما عبّر عنه بيان مجلس الأمن الدولي، اول من امس، وهو ما أكده السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل من مقر البطريركية المارونية، إذ دعا البرلمان اللبناني»الى انتخاب رئيس في أسرع وقت بموجب الدستور والميثاق الوطني»، لافتاً النظر الى أن»قرار انتخاب الرئيس يعود الى اللبنانيين أنفسهم الذين عليهم أن يتخذوا هذا القرار»، ومبدياً أسفه لفشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية في شهر مايو الماضي، الأمر الذي أدى الى تأجيل الانتخابات النيابية، فضلاً عن تمديد ولاية البرلمان الحالي.

لبناني في البيرو ينفي صلته بـ «حزب الله»

ليما - رويترز- نفى لبناني، تزعم السلطات في بيرو صلته بـ«حزب الله»، وانه ربما كان يخطط لشن هجوم في العاصمة ليما، صلته بالحزب.وقال محمد غالب (28 عاما) خلال جلسة اجرائية ان الشرطة انتزعت منه اعترافات بالاكراه. وأمر القاضي انخيل منديفيل، أول من امس، بحبس غالب 18 شهرا على ذمة التحقيق واعداد الاتهام الذي سيوجه له.وذكر الادعاء ان «غالب اعترف للشرطة انه كان يجمع معلومات لمصلحة(حزب الله)». وأفاد انه عثر في متعلقاته على اثار مادة متفجرة سائلة وصور لمطار ليما. ونفى غالب اي صلة له بـ «حزب الله» لكنه اعترف بانه دخل بيرو بأوراق هوية مزورة.