«لو لم يغطيني وليد بك (جنبلاط) لكانوا عملوني لحمة مفرومة»... عبارة قالها وزير الصحة اللبناني وائل ابو فاعور قبيل دخوله جلسة مجلس الوزراء يوم امس التي شكّل الطبَق الرئيسي فيها ملف الغذاء الفاسد الذي فجّره من خلال المباشرة بنشر لوائح يومية بالمؤسسات التجارية المخالفة لشروط السلامة العامة والذي لم يتأخّر في الدخول على خطّ «التسييس والتطييف»، فيما اللبنانيون مصدومون امام الحلقة الجديدة في «صندوق الفرجة الفضائحي» الذي لا ينفكّ يقدّم لهم مفاجآت من العيار الثقيل.وبينما كانت الدفعة الثانية من المؤسسات المخالِفة في بعبدا وكسروان تُعلن امس في مؤتمر صحافي عقده «ابو فاعور» على ان تُكشف لاحقاً نتيجة الفحوص الخاصة بالمتاجر والملاحم والمطاعم والسوبرماركت في منطقة بيروت، بدا واضحاً حجم الصخب الذي أحدثتْه هذه «القنبلة».وكاد الفساد الغذائي ان يضع التضامن الحكومي على المحك مع اندفاع وزيريْ السياحة ميشال فرعون والاقتصاد آلان حكيم الى انتقاد خطوة ابو فاعور بتسمية المؤسسات المخالِفة و«التشهير بها من دون التأكد من الحالات من الناحية القضائية»، وهو ما ردّ عليه ابو فاعور بعنف مستغرباً «ان يأتي الطعن بما نقوم به من أهل البيت الحكومي خصوصاً بعض الوزراء الذين هاجمونا»، وسائلاً «هل الامر من باب الغيرة؟ وهل يعلم الشعب عن الأطنان الهائلة من اللحوم الفاسدة التي وجدناها مرمية في النفايات حيث قام اصحاب المؤسسات بالتخلص منها فور الاعلان عن المؤسسات المخالفة فقط للتستر عن مخالفاتهم»، مؤكداً ان «الحملة لن تقف عند حدود منطقة، وسندخل كل المناطق منها بعلبك والضاحية ومناطق حزب الله».وفيما كانت الخشية من ان يثير هذا الملف «عاصفة» على طاولة مجلس الوزراء ولا سيما مع انبراء الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الى دعم وزيره (ابو فاعور) عبر تويتر مغرّداً «إنها معركة حماية المواطن، وكل الدعم «لأبو فاعور» في مواجهة الفساد، نجحت حكمة رئيس الحكومة تمام سلام في جمع وزراء الصحة والاقتصاد والسياحة في لقاء جانبي اتفقوا خلاله على التنسيق لمتابعة هذا الملف بما يخدم صحة الموطن بالدرجة الاولى ومحاولة الوصول الى آلية رقابية بانتظار إقرار قانون سلامة الغذاء.وشكّل توقيع وزير الصحة على «السندويشات» ( كـ ختم على سلامتها) التي وُزعت (كما العادة) على الوزراء خلال جلسة الحكومة إشارة مازحة ساهمت في ترطيب الأجواء ومنعها من بلوغ المحظور، فـ...«نفذت الحكومة بريشها».وانعكست «اللائحة السوداء» التي اعلن عنها ابو فاعور هلعاً لدى المستهلكين الذين قاطع قسم منهم المؤسسات التي سماها وزير الصحة.واختار اللبنانيون التعليق على «الحدَث رقم واحد» في اليومين الماضيين على طريقة «الكوميديا السوداء»، كثيرون منهم أيدوا وزير الصحة «المطابق للمواصفات والخالي من اي فساد»، والبعض اعترض على «الاستعراض والارتجال»، فيما استهجن قسم آخر محاولة «تطييف» الملف من خلال الكلام عن استهداف متعمّد لمؤسسات مسيحية معلّقين: «بعد ناقص يصير للفساد طايفة».ولم تتوان النجمة اليسا عن الدخول غير المباشر على خط هذا الملف اذ نشرت عبر حسابها على موقع «إنستغرام» صورة وهي تتناول وجبة الـ Chicken Burger وكتبت معلقة Most delicious #Chicken Burger ever. علماً ان«ابو فاعور» كان تحدث عن مخالفة في المطعم نفسه بعنوان «صدر دجاج غاير مطابق».على ان من أبرز مفارقات «مزاج التهكّم» ظهرت خلال المؤتمر الصحافي لوزير الصحة يوم امس اذ حلّت دجاجة على قيد الحياة «ضيفة شرف»، حيث عمد مراسل البرنامج الساخر Chi N N الى رفع الدجاجة الحيّة بيده، وسؤال «أبو فاعور»: «شو ذنب هالدجاجة أنو يعملوا هيك فيها بالمطاعم؟»، وهو ما اعتُبر إما في سياق تسليط الضوء على حقوق الحيوان أو ربما على التشهير بشرف الدجاجة عبر استخدامها وهي منتهية الصلاحية واتهامها بارتكاب «جرائم غذائية» فانفجرت القاعة بالضحك.