رغم ما شهدته البلاد بالأمس من تجوال «ضبع» في إحدى المناطق ما عرض حياة العديد من الافراد للخطر قبل السيطرة عليه وصيده والتعامل معه من قبل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، هناك مجموعة تطوعية زاد عدد افرادها على 20 عضوا من جنسيات مختلفة، تقوم بمبادرة انسانية لحماية الحيوانات، إذ تقوم بجمع الحيوانات الضالة ونقلها الى مكان آمن مجهز بكافة المعدات، تتوافر فيه جميع المستلزمات البيطرية، لإبعاد خطرها عن الناس من جهة وتجسيدا لميثاق حقوق الحيوان من جهة أخرى ولا سيما بعد انتشار صور ومقاطع تبين شروع البعض في تعذيب الحيوانات المشردة ودهسها عمدا بمركباتهم.«الراي» زارت ملجأ الحيوانات في منطقة الوفرة الذي جهزة الفريق المتطوع لهذه المهمة، حيث احتوى على اكثر من 250 حيوانا ما بين كلاب وقطط وقرود، بعضها مريض ويخضع لعلاج من قبل طبيب بيطري وبعضها الآخر بكامل صحته وتقدم لها كافة أنواع الرعاية.ويبادر أفراد تلك المجموعة التطوعية بجمع الحيوانات من المنازل ممن يرغبون في التخلص منها بدلا من إطلاقها في الشوارع، درءا لما قد ينجم عن ذلك من مخاطر تهدد حياة الصغار والكبار توازيا مع منع استهدافها من قبل المستهترين الذي لا يراعون معايير الرفق بالحيوان.وطالبت المجموعة التطوعية الحكومة بسن قوانين خاصة تحمي حقوق الحيوان كون هناك ميثاق وقانون دولي لحقوق الحيوان لكنه غير مفعل في الكويت، مشيرة الى ان «الحكومة غير راضية بحل مشاكل تلك الحيوانات التي تتعرض لانتهاك صارخ».وذكرت أن «ثمة اسواقا تقوم بيع الحيوانات لاشخاص لا يرغبون في اقتنائها سوى لانها تعجبهم ليوم او يومين ومن ثم يقوم هؤلاء برميها في الشارع فإما تتعرض للقتل المتعمد او تموت جوعا بعد ان تصاب بامراض مختلفة، ومن ثم ربما تكون مصدرا لنقل أمراض وفيروسات الى البشر».وفي هذا السياق، يقول الطبيب البيطري سامح ناجح الذي كان متواجدا لمعاينة الحيوانات وتطعيمها والعناية بها: «في هذا الملجأ عالجت الكثير من الحيوانات التي تعاني من امراض كثيرة ومختلفة ومتنوعة، حيث أقوم بعملي كمتطوع لإنقاذ الحيوانات الضالة انطلاقا من مبدأ مراعاة حقوق الحيوان».ويضيف ناجح «يجب ان تكون هناك رأفة بالحيوانات فهي تتعرض لانتهاكات كثيرة، ونحن بدورنا علينا التوعية بحقوق تلك الحيوانات التي يجب ان يتم توفير المكان الملائم لها والعلاج الدوري لما يعتريها من مشكلات صحية لان تلك الحيوانات بطبيعتها تحتاج الى اهتمام شديد ولا يجب ان يتم تركها بهذه الطريقة»، معربا عن أسفه لأن الحيوان عندما يتعرض لمرض يتم رميه بالشارع وهذا امر مناف لحقوق الحيوان التي نطمح الى تطبيقها».وبدوره، يقول المتطوع محمد مصطفى «اللجنة وفرت مكانا ملائما للحيوانات المشردة التي تم جمعها من الشارع ومنازل أصحابها ممن لا يرغبون في وجودها اما لمرضها او لاسباب اخرى،حيث نقوم فورا بنقلها الى الملجأ المخصص لهم والذي تم تأجيرة بمجهود اللجنة اضافة الى توفير وسائل الراحة والطعام المناسب والتطعيمات والعلاجات المطلوبة عبر فحص دوري للتأكد من سلامتها».ويؤكد مصطفى ان «المجموعة التطوعية لحماية الحيوان قطعت شوطا كبيرا في المحافظة على حقوق الحيوان التي يتم جمعها قبل هلاكها من الشوارع والطرقات بحيث يتم نقلها بطرق آمنة وتقدم لها جميع المستلزمات»، داعيا الى «ضرورة التعامل مع تلك الحيوانات بكل رفق اضافة الى ان حقوقها مكفولة دوليا ولا يجب التعامل معها بوحشية من خلال إطلاقها في الشوارع».ولفت إلى أن «هناك حيوانات للاسف يتم دهسها بالشوارع لانها ضالة وكثير من الصور تشهد على ذلك اضافة الى مقاطع الفيديو التي للاسف احتوت مشاهد لتعذيب حيوانات او قتلها بوحشية، لذلك نقوم بحماية تلك الحيوانات».يذكر ان الملجأ خصصته اللجنة بمجهودها من دون اي تعاون مع الجهات المختصة، ويشتمل على قفص خاص بكل حيوان اضافة الى غرفة عيادة لفحصه بشكل دوري وتقديم الرعاية الطبية كاملة له.