تنشّق الحريّة المواطن مسفر الهاجري بعد إطلاق سراحه من خطف دام 75 يوماً في لبنان، احتُجز خلالهما تحت الأرض في بيئة باردة جداً، ولم يقف على قدميه طوالهما أيضاً، وتذوّق صنوفاً من التعذيب النفسي والجسدي، حيث كان يتم إطعامه وجبة واحدة كل 4 أيام.الهاجري كان خطف من داخل أحد الفنادق في منطقة البقاع (شرق لبنان) في اغسطس الماضي وأفرج عنه عصر أمس مقابل فدية مالية وذلك في أعقاب مساعٍ بذلها مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي وواكبها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم.عيسى الهاجري (شقيق مسفر) أكد لـ«الراي»، في اتصال هاتفي أجري معه من الكويت بعد تسلمه أخاه من الأمن اللبناني، أن «المبلغ الذي طلبه الخاطفون 400 ألف دولار، كان كفيلاً بالإفراج عنه، والحمد لله يتمتع بصحة لا بأس بها».وأشار إلى أن شقيقه «يخضع لتحقيقات روتينية من الأمن اللبناني، حيث سيحدد موعد رجوعه للبلاد فور الانتهاء من تلك الاجراءات».وكشف بأن شقيقه روى له بعد الافراج عنه بأنه «تعرض لجميع أنواع التعذيب، إضافة إلى أن الخاطفين كانوا يقدمون وجبة طعام واحدة له كل أربعة أيام، وانه لم يقف على قدميه طوال فترة اختطافه».ولفت إلى أن أخاه «كان محبوساً تحت الارض ولم يرَ النور، وكان الخاطفون يقومون بتعليقه يومياً وضربه بشكل وحشي».روى ملابسات دخوله على خط المفاوضات

مفتي بعلبك لـ «الراي»: الفدية دفعت لإطلاق سراح الهاجري

| بيروت – «الراي» |روى مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي لـ «الراي» ملابسات دخوله على خط إطلاق الهاجري الذي تسلّمته قوة من الأمن العام اللبناني من أحد الأمكنة على طريق بعلبك الدولية، فقال: «اتصل بي أهل الهاجري من الكويت وأبلغوا اليّ ان احد الخاطفين يتواصل معهم عبر رقم هاتفي معيّن، فطلبتُ منهم ان يعطوا رقمي الى الأخير ليتواصل معي، وهكذا كان».وأضاف: «أبلغتُ الخاطفين اننا نريد هذا الشاب، وبعد مفاوضات شاقة تارةً معي، وتارةً مع ذوي مسفر في الكويت، أفضى الأمر الى إطلاقه فذهب أحد المشايخ وتسلّمه».وأكد «اننا نكنّ تقديراً كبيراً لدولة الكويت الشقيقة ولأياديها البيضاء ودورها الناصع في لبنان، ونعتبر ان عملية الخطف شكلت إساءة كبيرة جداً لما ترمز اليه هذه العلاقة الأخوية وما تمثله منطقة البقاع وبعلبك»، وقال: «انها لعنة الظروف الاستثنائية التي نعيشها».واذ شدد المفتي الرفاعي على ان مبلغاً من المال دُفع لفاء إطلاق الهاجري، اوضح انه لا يعرف قيمة هذا المبلغ «اذ لم أتدخل في هذا الأمر، ودوري شكّل ضمانة اجتماعيّة لوصول هذا الملف الى خاتمة سعيدة».ورداً على سؤال «الراي» حول وضْع الهاجري الذي نُقل الى المديرية العامة للأمن العام في بيروت تمهيداً لتسليمه إلى السفارة الكويتية، قال المفتي الرفاعي: «انه غير مرتاح ومضطرب ويبدو انه عانى كثيراً خلال احتجازه»، لافتاً الى ان مسفر «لم يكن مصدّقاً انه بات حراً».وعن الدور الذي اضطلع به جهاز الأمن العام اللبناني في حلّ هذه القضية، اوضح «اننا قمنا بالتنسيق مع الامن العام خشية وجود خديعة يمكن ان تحدث وتؤخر إنهاء الملف»، واضعاً خطف الهاجري في سياق نشاط عصابات تمتهن الخطف لقاء فدية «وتستغل وجود أي شخص غير لبناني في المنطقة»، مناشداً الدولة وضع حدّ لهذه العصابات.ومعلوم ان الجهة الخاطفة للهاجري كانت طلبت مع بداية خطفه فدية قدرها مليون دولار عادت وخفّضتها الى 375 الفاً وهو المبلغ الذي أطلقت عائلة المخطوف الكويتي حملة في الكويت قبل ايام لجمْعه.وكانت الأجهزة الامنية اللبنانية قابلت ملف خطف الهاجري بتكتم غير مسبوق على حصيلة التحقيقات، وسبق ان بلغتها مناشدات عائلته وآخرها ما قاله شقيقه عيسى لـ «الراي» في 28 اكتوبر الماضي والذي وصل الى مسامع تلك السلطات التي كانت توصلت الى معلومات على جانب من الحساسية تتعلّق بعملية الخطف وملابساتها وما يحوطها من مصاعب.وكانت «الراي» علمت من مصادر موثوقة ان الهاجري وقع في قبضة مجموعة تمتهن تجارة المخدرات وعمليات الخطف مقابل فدية، وهي بزعامة ر. عواضة ومتوارية في احدى مناطق البقاع بعيداً عن عيون الدولة وأجهزتها الأمنية، على غرار مجموعات اخرى قامت بنحو 27 عملية خطف لأسباب مالية وغير مالية منذ مطلع السنة الحالية.